أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الجيش يحرز "تقدماً منتظماً" في قطاع غزة في اليوم الرابع والعشرين من الحرب بين الدولة العبرية وحركة "حماس".
وقال نتياهو في مقطع فيديو وزعه مكتبه "لقد قام الجيش بتوسيع نطاق دخوله البري إلى قطاع غزة وهو يقوم بذلك عبر خطوات مدروسة وقوية للغاية ويحرز تقدماً منتظماً خطوة بخطوة".
ودخلت دبابات إسرائيلية الإثنين حيّاً على أطراف مدينة غزة، وقطعت الطريق الرئيسي بين شمال القطاع وجنوبه، وفق ما أفاد شهود وكالة "فرانس برس".
وقالت "حماس" أن "ضربات قوات القسام دمرت عددًا من دبابات الاحتلال الإسرائيلي التي دخلت غزة لالتقاط صورة تعيد هيبة جيشه وترمم معنويته"، وفق تعبيرها.
وأشار الشهود إلى إن الدبابات وصلت أطراف حي الزيتون في مدينة غزة. وقال أحدهم "قاموا بقطع شارع صلاح الدين (الذين يربط الشمال بالجنوب) وهم يطلقون النار باتجاه أي سيارة تمرّ هناك".
وانشغل المراقبون ووسائل الإعلام منذ الصباح بخبر مفاده اقتحام الجيش الإسرائيلي شارع #صلاح الدين الواقع وسط قطاع #غزّة، وهو في حال ثبوته إشارة إلى حجم تقدّم التوغّل البرّي الإسرائلي داخل القطاع.
وفي هذا السياق، نشرت مصادر فلسطينية مشهداً يوثق لحظة وصول الدبابات إلى شارع صلاح الدين وسط قطاع غزّة، ونقلت معلومات عن "استهداف سيارة مدنية يوجد بها عائلة كاملة"، ثم انسحاب جميع الآليات الإسرائيلي بسبب الاستهداف الذي حصل من قبل "حماس".
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة التابع لحركة "حماس": "لا يوجد أي تقدّم بري داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة بشكل قاطع، وما جرى على شارع صلاح الدين هو توغل بضع دبابات لجيش الاحتلال وجرافة انطلاقاً من المنطقة الزراعية المفتوحة بمنطقة جحر الديك".
ووفق "حماس"، قامت هذه الآليات باستهداف سيارتين مدنيتين على شارع صلاح الدين، وإحداث تجريف في الشارع قبل أن تجبرها المقاومة على التراجع، ولا يوجد حالياً أي تواجد لآليات جيش الاحتلال على شارع صلاح الدين، وعادت حركة المواطنين لطبيعتها عليه.
واعتبرت "حماس" أن "ما جرى يظهر أن جيش الاحتلال لا يستطيع التواجد في أي منطقة داخل قطاع غزة تحت ضربات المقاومة، حتى لو كانت منطقة زراعية مفتوحة كالتي توغل بها صباحا تحت القصف الكثيف والأحزمة النارية، وواضح أنه يحاول رسم صورة غير حقيقية لتواجد جنوده بمناطق داخل القطاع".
وسبق أن أكدت حركة "#حماس" مساء الأحد أن مقاتليها يخوضون "اشتباكات عنيفة" مع الجيش ال#إسرائيلي في #غزة، فيما حذّرت الأمم المتحدة من انهيار "النظام العام" في القطاع بعد نهب عدد من مراكزها وفي ظل بطء دخول المساعدات الإنسانية.
أعلن الناطق باسم سرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد الاسلامي) ابو حمزة أن المقاومة بكل فصائلها تواصل تسجيل الإنجازات.
وقال نتصدى للمناورات البرية البائسة التي ينفذها الجيش الاسرائيلي في محاولة لإعادة الثقة في فرقة غزة.
ورأى ان اسرائيل ترسم صورا وهمية عن محاولات التقدم في غزة وكبدناهم خسائر في العديد من المناطق.
تحرير جندية إسرائيلية
على صعيد آخر، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادرعي "تحرير الجندية في الجيش أوري مغيديش، بعد أن تم اختطافها من قبل حماس خلال عملية برّية".
ووفق أدرعي، تم فحص الجندية طبياً، وهي بحالة جيدة، وقد التقت مع عائلتها.
وأكّد أدرعي أن "الجيش وجهاز الشاباك سيواصلان العمل لاطلاق سراح المختطفين".
وتمكّنت "حماس" من احتجاز ما يزيد عن 230 رهينة إسرائيلية يوم 7 تشرين الأول خلال عملية طوفان الأقصى.
وتتزايد الدعوات للسماح بإيصال مساعدات إنسانية إلى المدنيين في غزة الذين يتعرضون لقصف متواصل يشنه الجيش الإسرائيلي ردا على هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وأعلنت اليوم وزارة الصحة في غزة مقتل 8306 بينهم 3457 طفلاً في الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 تشرين الأول.
وقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا يوم الهجوم الذي احتجزت خلاله حماس 239 رهينة "بينهم الكثير من العمال الأجانب" وفق السلطات الإسرائيلية.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأحد زيادة عديد قواته التي تقاتل داخل قطاع غزة.
وقال الجيش إن قواته الجوية "بتوجيه من القوات (البرية) قصفت (الأحد) منشآت عسكرية تابعة لحماس في شمال قطاع غزة". كما أطلقت صواريخ من الأراضي الفلسطينية باتجاه وسط إسرائيل وجنوبها، حسب المصدر نفسه.
في شمال غزة، أصيب عسكري إسرائيلي بجروح خطرة جراء سقوط قذائف هاون أثناء الليل، وأصيب آخر بجروح طفيفة خلال القتال، حسب الجيش.
ونشر الجيش صوراً لجرافات يبدو أنها تفتح طرقاً في قطاع غزة، ومقاطع بالأبيض والأسود تظهر غارات جوية ودبابات ميركافا برفقة قوات مشاة.
وكان نتنياهو أعلن السبت بدء "مرحلة ثانية" في الحرب مع حماس.
في الأثناء، دعت الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل إلى "اتخاذ كل الإجراءات الممكنة المتوفرة لديها للتمييز بين حماس (...) والمدنيين"، حسب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جاك ساليفان.
وكانت غزة شهدت انقطاعاً للاتصالات وخدمة الإنترنت قبل أن يعود الاتصال تدريجاً. في هذا السياق قال البيت الأبيض في بيان إن عودة الاتصالات كانت أمراً مهماً، مضيفاً على منصة إكس "عمال الإغاثة والمدنيون والصحافيون ينبغي أن يكونوا قادرين على التواصل مع بعضهم ومع بقية العالم. إدارتنا أولت الاهتمام بهذا الشأن وعملت عليه ويسرّها أن ترى عودة الاتصالات مجدداً".
- مساعدات محدودة -
تزامناً، دخلت عشر شاحنات مساعدات إنسانية إلى غزة الأحد عبر #معبر رفح مع مصر، ليرتفع عدد الشاحنات التي مرت منذ 21 تشرين الأول إلى 94 حسب الهلال الأحمر الفلسطيني.
وشددت الأمم المتحدة على أن القطاع يحتاج 100 شاحنة يومياً على الأقل لتوفير الأساسيات لسكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون.
ودعا مسؤول في حماس الأحد مصر إلى اتخاذ "موقف حاسم" للتعجيل بإدخال المساعدات إلى غزة. وقال عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق "لا يجوز أن تبقى مصر متفرجاً"، مضيفاً "نأمل ونتوقع من الجانب المصري اتخاذ موقف حاسم لإدخال المساعدات في أقرب وقت".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية طلب عدم كشف هويته، إن من المتوقع أن تدخل غزة "أكثر من أربعين" شاحنة مساعدات أخرى في وقت لاحق الأحد.
وأضاف "إسرائيل ملتزمة تعديل عملية التفتيش لتتمكن من فحص 100 شاحنة يومياً".
في ظل تزايد الأزمة الإنسانية، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من انهيار "النظام العام" مع انتشار الفوضى بعد نهب مستودعات ومراكز لتوزيع المساعدات الغذائية تابعة لها.
في رفح جنوبي القطاع، يأسف سليمان الحوّلي لمشهد الحشود التي تتدافع للحصول على رغيف من مخبزه.
ويقول "أشعر بضيق عندما لا أستطيع منح الخبز للجميع"، موضحاً أن "المخبز يَدويّ وينتج 30 ربطة في الساعة... هذا أقل من حاجة الناس بكثير".
وقالت عائشة إبراهيم (39 عاماً) النازحة من شمال غزة "من الساعة الخامسة والنصف فجراً ننتظر دورنا في الخبز وربما لن يصل الدور لنا"، موضحة "هذا ليس أول مخبز... أقف بالدور على مخابز عدة وهذا الثالث... نشرب من مياه الحمامات... ونبقى عطشى ساعات طويلة".
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأحد من أن الوضع في غزة "يزداد يأساً ساعة بعد أخرى".
أوروبيا، أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي الحاجة إلى "دعم إنساني عاجل لغزة".
نتنياهو تحت الضغط
وأكد نتنياهو في وقت سابق أن الحرب ستكون "طويلة وصعبة"، متعهداً أن الجيش "سيدمّر العدو على الأرض وتحتها"، في إشارة إلى شبكة الأنفاق الممتدة على طول مئات الكيلومترات والتي توجه حماس منها عملياتها حسب إسرائيل.
وقال نتنياهو بعد لقائه عائلات رهائن محتجزين لدى حماس، أن إسرائيل باشرت "المرحلة الثانية من الحرب والهدف منها واضح، تدمير القدرات العسكرية لحماس وقيادتها وإعادة الرهائن إلى ديارهم".
وأشار الناطق باسم عائلات الرهائن حاييم روبنشتاين الى إن الأُسَر مستاءة جداً من "انعدام اليقين المطلق" الذي تواجهه بشأن مصير الرهائن ولا سيما في ظل عمليات القصف الكثيف، مؤكداً أن "العائلات لا تنام، تريد إجابات وتستحق إجابات".
وأفرج عن أربع نساء من بين الرهائن حتى الآن، فيما تفيد حماس بأن "نحو خمسين" منهم قضوا في القصف.
وأعلن رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار السبت أن الحركة مستعدّة "فوراً" لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع إسرائيل. وقال "جاهزون فوراً لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة".
ووفق نادي الأسير الفلسطيني، تحتجز إسرائيل حوالى 5200 في سجونها.
والأحد، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال لقائه ممثلين لعائلات الرهائن إن حماس تمارس "تلاعباً نفسياً" بشأن الرهائن. وأضاف "حماس تستخدم أعزاءنا بطريقة خبيثة، وتدرك الألم والضغط اللذين يتسبّب بهما" هذا الاستخدام.
"خطوط حمر"
دعا الجيش الإسرائيلي السبت مجدداً المدنيين في شمال غزة إلى "المغادرة فوراً" باتجاه جنوب القطاع.
لكن ابراهيم الشندوغلي (53 عاماً) أكد لـ"فرانس برس" أنه سيبقى في جباليا بشمال قطاع غزة، وتساءل مستنكراً "أين نذهب؟ كل المناطق خطيرة".
وقتل 116 عاملاً صحياً في غزة منذ 7 تشرين الأول، حسب وزارة الصحة في القطاع التي قالت إن 12 مستشفى خرج من الخدمة.
وقالت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني الأحد إن الجيش الإسرائيلي وجّه إنذارات بضرورة إخلاء مستشفى القدس التابع لها وسط قطاع غزة، ويقصف محيطه بشكل "متواصل" ما تسبب بأضرار في أقسامه.
واعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأحد أن إسرائيل تجاوزت "الخطوط الحمر" بتكثيف هجومها في غزة، ما "قد" يدفع أطرافاً آخرين إلى "التحرك".
وتشهد الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان عمليات قصف وإطلاق نار يومية بين #حزب الله والجيش الإسرائيلي. وأعلن الأخير الأحد عن قصف جديد من لبنان باتجاه قطاع هار دوف وإطلاق صافرات الإنذار في كريات شمونة، فرَدّ باتجاه مصدر إطلاقها.
من جهته، أعلن حزب الله أن مقاتليه "استهدفوا مسيرة إسرائيلية في منطقة شرق الخيام بصاروخ أرض جو وأصابوها إصابة مباشرة"، مضيفاً أنها "شوهدت بالعين المجردة وهي تسقط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة". وذكر أن أحد مقاتليه "ارتقى شهيداً على طريق القدس".
بدورها، أعلنت كتائب القسام أنها أطلقت من لبنان 16 صاروخاً على منطقة نهاريا داخل إسرائيل "ردّاً على جرائم الاحتلال بحق أهلنا في غزة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين أنه قصف أهدافاً عدة في سوريا ردّاً على إطلاق صواريخ من الأراضي السورية.
وأكدت منظمة مراسلون بلا حدود في تحقيق نشرته الأحد أن مجموعة من الصحافيين تعرضت "للاستهداف" بقذيفتين في جنوب لبنان منتصف الشهر الجاري، ما أدى إلى مقتل المصوّر الصحافي في وكالة "رويترز" عصام عبد الله وإصابة ستة آخرين بينهم مصوّران صحافيان من "فرانس برس".
إلى ذلك، يسجّل توتر متصاعد في الضفة الغربية المحتلة، حيث قتل خمسة فلسطينيين صباح الأحد برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عمليات توغل، حسب وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية.
وقُتل أكثر من 110 فلسطينيين بأيدي جنود أو مستوطنين إسرائيليين في الضفة منذ 7 تشرين الأول.
ودانت فرنسا الأحد "أعمال العنف غير المقبولة" التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقالت خارجيتها في بيان إن الاعتداءات "آخذة في التزايد، وهي غير مقبولة ويجب أن تتوقف".
من جهة ثانية أعلنت جمهورية داغستان الروسية الأحد سقوط جرحى في مطار محج قلعة إثر اقتحامه من جانب محتجين كانوا يبحثون عن مسافرين إسرائيليين وافدين من تل أبيب.