النهار

فريدمان لإسرائيل... النموذج الهندي للتعامل مع حماس
المصدر: نيويورك تايمز
فريدمان لإسرائيل... النموذج الهندي للتعامل مع حماس
حماس.
A+   A-
دعا الكاتب الأميركي توماس فريدمان تل أبيب إلى استلهام النموذج الهندي في التعامل مع حركة "حماس".

وفي مقال في "نيويورك تايمز" بعنوان: "أرجوكم لا تضيعوا داخل أنفاق حماس"، دعا فريدمان إسرائيل إلى التريث ودراسة في ما يمكن ان تؤدي إليه أي ردة فعل متسرعة قد تنتج عن التوغل داخل أراضي التي يوجد فيها مقاتلو حماس، وما يمكن أن تدفعه من أثمان باهظة.

وذكّر بردة فعل رئيس الوزراء الهندي آنذاك على إثر حادثة مومباي 2008، إثر تسلل 10 من مقاتلي جماعة "شكر طيبة "التي يعتقد أن لها ارتباطات بالاستخبارات العسكرية الباكستانية إلى داخل الهند وقتلها أكثر من 160 شخصاً. فلم ينتقم عسكرياً من باكستان، أو يضرب معسكرات لشكر طيبة داخل باكستان. بل التزم ضبط النفس. وشرح وزير خارجية الهند آنذاك، شيفشانكار مينون، في كتابه "خيارات داخل صناعة السياسة الخارجية للهند"، الأسباب التي دعت سينغ لتبني تلك السياسة القائمة على عدم الأخذ بالثأر عسكريا، واتباع الدبلوماسية والسرية وسائل للرد على الهجوم.

وأجرى الكاتب مقارنة بين تعامل نيودلهي وتل أبيب مع الحادثتين، فرأى فريدمان أنه من المفيد التركيز على التناقض بين ردود فعل البلدين، على عملية مومباي "الإرهابية" وما وصفها "بالمذبحة" التي نفذتها حركة حماس.

علماً أن رواية الهجوم على إسرائيل ما لبثت أن جعلت من مقاتلي حماس أبطالا في نظر العديد من الأشخاص والفئات. كما أنها أجبرت "حلفاء" إسرائيل الجدد من العرب في اتفاقيات أبراهام على النأي بأنفسهم عنها.

وحذر الكاتب من إمكان ان يتعرض الاقتصاد الإسرائيلي لكساد وانكماش بحدود الـ10% على إثر استدعاء 360 ألفا من قوات الاحتياط، خصوصا ان القضاء على حماس سيستغرق أشهرا طويلة، موجها انتقاده إلى حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تسرعها في وضع خطة تهدف إلى "محو حماس من على وجه الأرض".
وأسوة برد فعل رئيس الوزراء الهندي الأسبق مانموهان سينغ "الفريد" على الهجمات الإرهابية في مومباي، دعا الكاتب إسرائيل لأن يكون رد فعلها مركزا على الأهداف ومدروسا، معتبراً انه كان ينبغي على إسرائيل أن تطلق على عمليتها العسكرية في غزة اسم "أنقذوا رهائننا"، والعمل على ملاحقة خاطفي الرهائن وقتلهم.

ونقل في مقالته عن مسؤولين إسرائيليين أن حماس لن تحكم غزة مرة أخرى، وأن إسرائيل لن تحكم غزة ما بعد حماس. ومن المقرر ان يضعوا ترتيبا مماثلا لما هو قائم في أجزاء من الضفة الغربية اليوم، حيث يدير الفلسطينيون في القطاع الحياة اليومية، بينما توفر فرق الجيش الإسرائيلي وفرق الأمن التابعة للشاباك القوة وراء الكواليس.

وختم مقالته قائلا: "إن حماس خصصت جميع مواردها تقريبا لبناء أنفاق هجومية. فأرجوكم يا إسرائيل، لا تضيعوا في تلك الأنفاق".

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium