طلبت ألمانيا، الأربعاء، "الصفح" عن الانتهاكات التي ارتكبتها قواتها الاستعمارية في تنزانيا، في إطار جهودها الرامية إلى استرجاع ذكرى هذه الفترة المظلمة من تاريخها.
ويتزامن هذا الاعتراف بالذنب الذي جاء أثناء زيارة الرئيس الألماني لتنزانيا، مع تنديد الملك تشارلز الثالث بالانتهاكات التي ارتكبت في كينيا خلال فترة الاستعمار البريطانية.
وأعلن الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير في سونجيا (جنوب البلاد)، موقع مذبحة ماجي ماجي في بداية القرن العشرين، أنه "ينحني أمام ضحايا الحكم الاستعماري الألماني".
وقال "أريد أن أطلب الصفح عما فعله هنا الألمان بأسلافكم".
وبين عامَي 1905 و1907، قتلت القوات الاستعمارية الألمانية ما بين 200 ألف و300 ألف من الماجي ماجي بعد انتفاضتهم، بحسب تقديرات قدمها المؤرخون.
وقال شتاينماير خلال لقائه أحفاد سونجيا مبانو، وهو أحد زعماء التمرد وقتها شنقه الألمان وقطعوا رأسه مع 66 من مقاتليه "أعدكم بأننا سنبذل قصارى جهدنا للعثور عليه في ألمانيا. لكنني لا أعدكم بأننا سننجح"، مشيرا إلى صعوبة عملية تحديد الهوية.
وفي مقابلة هاتفية مع وكالة فرانس برس، رحّب جون مبانو، وهو محام يبلغ 36 عاما ويعيش في سونجيا، بخطاب الرئيس وقال بعد لقائه شتاينماير مع أفراد آخرين من عائلته "بكينا لسنوات. والآن حان الوقت للتوقف عن البكاء وفتح فصل جديد من العلاقات الجيدة بين تنزانيا وألمانيا".
وفي كلمته، خاطب شتاينماير أحفاده شخصيا قائلا إنه "يشعر بالخجل مما ارتكبه جنود الاستعمار الألمان".
وخلال العقدين الماضيين، بدأت ألمانيا جهودا لاسترجاع ذكرى حقبة استعمارها، ما أدى إلى جعلها تدفع تعويضات خصوصا في ناميبيا التي استعمرتها بين عامَي 1884 و1915 بعد اعتراف برلين في أيار 2021 بارتكابها "إبادة جماعية".