النهار

رغم سجنه مدى الحياة... المعارض التركي عثمان كافالا لا يزال يؤمن باستعادة حريته
المصدر: أ ف ب
رغم سجنه مدى الحياة... المعارض التركي عثمان كافالا لا يزال يؤمن باستعادة حريته
صورة نشرها مركز "اناضولو كولتور" في 3 ت2 2023، وتظهر كافالا خلال زيارته الآثار في آني بمقاطعة قارص الشرقية في 16 ايار 2017 (أ ف ب).
A+   A-
رغم حكم عليه بالسجن مدى الحياة، لا يزال عثمان كافالا أبرز الخصوم السياسيين للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يؤمن بأنه سيستعيد حريته يوما ما.

كان كافالا (66 عاما) شخصية مغمورة نسبيا في دوائر الثقافة والفنون إلى أن اعتقل لدى وصوله الى اسطنبول آتيا من غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا في تشرين الأول 2017.

وفيما كان إردوغان لا يزال يحاول تجاوز صدمة انقلاب فاشل لكن دام، اعتبر الرئيس التركي أن الناشط المولود في باريس عميل يتلقى تمويلا أجنبيا ويسعى للتخطيط لإطاحة الحكومة التركية الإسلامية المحافظة.

وضع كافالا قيد الحبس الاحتياطي ثم وجهت له سلسلة من الاتهامات، التي أصبحت بالنسبة لمعظم الحكومات الغربية ترمز إلى خروج تركيا عن مسار الأعراف الديموقراطية.

في نهاية المطاف، حُكم عليه العام الماضي بالسجن مدى الحياة على خلفية موجة احتجاجات منددة بالحكومة، كانت بمثابة أول تهديد خطير للنفوذ المتزايد لإردوغان.

وثبتت محكمة الاستئناف في أيلول الحكم بحق كافالا متجاهلة قرارا للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يقضي بإطلاق سراحه فورا.

وبات مصير كافالا الآن في يدي إردوغان، القادر على العفو عنه، لكن لم يصدر عن الرئيس أي مؤشر الى إمكان قيامه بذلك. 

لكن كافالا، ردا على أسئلة وكالة فرانس برس من خلال محاميه من زنزانته في ضواحي اسطنبول، بدا متفائلا بتحدٍ.

وقال في تصريحات خطية "ليس لدي شك في إطلاق سراحي، إذ لم انخرط في أي أنشطة تعتبر جريمة بموجب القانون".

- مشاهدة التلفزيون وإطعام الطيور - 
أطلق مجلس أوروبا إجراءات بحق تركيا على خلفية معاملتها لكافالا، ما يؤكد الطابع الديبلوماسي الحساس للقضية.

ومنح المجلس كافالا الشهر الماضي أبرز جائزة لحقوق الإنسان مثيرا إدانة من تركيا التي اتهمت أكبر الهيئات الأوروبية لحقوق الإنسان بتطبيق "أجندة سياسية".

وكثيرا ما أبدى إردوغان انزعاجه من قلق الغرب على مصير كافالا.

وهدد بطرد السفير الأميركي وأكثر من 10 سفراء لدول غربية وقعوا على رسالة مفتوحة في 2021 تدعو للافراج عن كافالا.

ويطلع كافالا على المعلومات المتعلقة بالجهود الديبلوماسية المتواصلة من محاميه الذي يزوره مرتين أو ثلاثا أسبوعيا.

ويتابع الأخبار على التلفزيون الذي يسيطر عليه إلى حد كبير حلفاء إردوغان ولا يولي اهتماما يُذكر بالمعارضة.

وللحفاظ على معنوياته، يقرأ ويكتب ويتجول بين الحين والآخر في باحة السجن عندما يسمح له الحراس بذلك.

وقال "أتمشى واترك فتات الخبز للطيور".

واضاف "بعد الظهر أقرأ الكتب وأكتب قليلا. في المساء اشاهد الأفلام" على التلفزيون الرسمي.

ويحاول عدم التفكير بمسألة إطلاق سراحه "كي احافظ على صحتي النفسية".

- "مسألة حيوية للديموقراطية" - 
شدد كافالا على أهمية أن يواصل المجتمع الدولي النضال من أجل إطلاق سراح خصوم إردوغان.

أطلق إردوغان حملة قمع عقب محاولة الانقلاب طالت عشرات آلاف الأشخاص الذين أودعوا السجن أو طردوا من وظائفهم الحكومية.

وقضت محاكم تركية بسجن عشرات من كبار السياسيين والمحامين والصحافيين والناشطين الحقوقيين الأكراد بتهم "الإرهاب" أو غيرها من اتهامات غير واضحة الأطر.

ودعا كافالا السياسيين الأجانب إلى "مواصلة تذكير الحكومة التركية بأن الالتزام بقرار (المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان) ضروري للنظام القانوني الأوروبي".

وبدأت قضيته تثير ضجة سياسة في تركيا رغم تقلص قدرة المعارضة على الوصول إلى وسائل الإعلام وهيمنة الحزب الحاكم على معظم جوانب الحياة العامة.

زار زعيم المعارضة العلمانية كمال كيليتشدار أوغلو، الذي أجبر إردوغان على خوض دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية في أيار، كافالا في سجنه للمرة الأولى العام الماضي.

وتعهد كيليتشدار أوغلو العمل على إطلاق سراح جميع "السجناء السياسيين" في حال فوزه في الانتخابات.

وقال كافالا "أتوقع منهم إبقاء هذه المسألة، الحيوية بالنسبة للديموقراطية، على جدول البحث" في إشارة إلى المعارضة التركية والدعم الدولي لقضيته.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium