أطلقت الشرطة التركية، الأحد، الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين أمام قاعدة إنجرليك العسكرية التي تضمّ أسلحة وقوات أميركية قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الى انقرة.
والتظاهرة أمام قاعدة إنجرليك الجوية في جنوب شرق تركيا نظمتها "هيئة الإغاثة الإنسانية" التركية، وهي منظمة قادت في العام 2010 "أسطول الحرية" في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، لكن البحرية الإسرائيلية اعترضته في عملية قُتل خلالها عشرة مدنيين.
بحسب مصور وكالة فرانس برس فإن الشرطة تدخلت حين بدأ الحشد بالتوجه نحو القاعدة بعد تجمع سلمي في إنجرليك.
وأظهرت صور انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي مئات يحملون أعلامًا فلسطينية ويركضون في حقل فيما تلاحقهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع وبخرطوم مياه في إنجرليك.
ولم تصدر تقارير فورية عن سقوط جرحى أو توقيفات. ولم يعلق المسؤولون الأميركيون على الفور.
وقاعدة إنجرليك الجوية مملوكة لتركيا ولكن تستخدمها القوات الجوية الأميركية وأحيانًا القوات الجوية الملكية البريطانية، ما يوفّر لها إمكان الوصول الاستراتيجي لأجزاء كبيرة من الشرق الأوسط.
وكان من المقرر أن تتزامن التظاهرة التي دعت إليها "هيئة الإغاثة الإنسانية" مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أنقرة بعد زيارته الضفة الغربية المحتلة وقبرص. ومن المقرر أن يلتقي نظيره التركي هاكان فيدان الاثنين لبحث الحرب بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وتجمع حوالى ألف شخص أيضا الأحد أمام السفارة الأميركية في أنقرة بحسب مصور وكالة فرانس برس في المكان.
وكانت تركيا مسرحا في الأسابيع الماضية لتظاهرات كبرى دعما للفلسطينيين.
- "مجزرة غير أخلاقية"-
قتل في إسرائيل ما لا يقل عن 1400 شخص بحسب السلطات منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول، غالبيتهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من هجوم الحركة التي احتجزت كذلك 241 رهينة، بحسب الجيش.
وفي الجانب الفلسطيني، قتل حتى الآن جراء القصف الإسرائيلي على غزة 9770 شخصا، بينهم 4800 طفل، بحسب حصيلة جديدة أعلنتها الأحد وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وانتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عدة مرات الولايات المتحدة بسبب دعمها للعملية الاسرائيلية في قطاع غزة.
وقال الأحد إنه سيواصل جولته المحلية المقررة، ما يجعل من غير المرجح أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي خلال زيارته لتركيا.
الأحد، ندد إردوغان مجددًا بـ"المجزرة الدنيئة وغير الأخلاقية والمعدومة الضمير" في غزة.
وأضاف أن أنقرة "تعمل خلف الكواليس" في محاولة لوقف إراقة الدماء وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزّة.
وتابع "كونوا على يقين أننا نفعل أكثر بكثير مما تراه العين".
وكان إردوغان اتهم اسرائيل في خطاب شديد اللهجة ألقاه في 28 تشرين الاول في اسطنبول خلال "تجمع دعم للفلسطينيين" ضم مئات آلاف الأشخاص، بارتكاب "جرائم حرب".
وتحدث فيدان عبر الهاتف الأحد مع نظيرَيه المصري والأردني، وفق مصدر ديبلوماسي تركي، وبحثوا كيفية "التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار" وضمان "استمرار إيصال المساعدات الإنسانية بدون انقطاع".
استدعت تركيا السبت سفيرها في اسرائيل للتشاور وقطعت الاتصالات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ردا على العملية في غزة.
وبعد عقد من العلاقات شبه المجمدة، إثر محاولة هيئة الإغاثة الإنسانية كسر الحصار الإسرائيلي على غزة في 2010، أعادت إسرائيل وتركيا العلاقات تدريجيا منذ العام الماضي. وأعادت الدولتان تعيين سفيريهما واستأنفتا المباحثات حول خط أنابيب غاز تدعمه الولايات المتحدة.