النهار

الحزب "كان يُخطّط" لاستهداف مقر الموساد ووحدة 8200... ما دور هذه الوحدة؟
رنا حيدر
المصدر: "النهار"
الحزب "كان يُخطّط" لاستهداف مقر الموساد ووحدة 8200... ما دور هذه الوحدة؟
الجيش الإسرائيلي (أ ف ب).
A+   A-
في أعقاب التصعيد اليوم على الجبهة الجنوبية للبنان، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصادر بأنّ "حزب الله" كان يُخطّط لاستهداف مقر الموساد ووحدة 8200 في قاعدة غليلوت شمالي تل أبيب.

ما هي وحدة 8200؟
تُعد الوحدة 8200، بحسب التقارير الاعلامية، الركيزة الأساسية لمديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، حيث تبرز كأكبر وحداتها. وهي تتولى مسؤولية استقصاء المعلومات الاستراتيجية وتحديث أساليب جمعها دورياً. تتميز بقدرتها على تحليل البيانات ومعالجتها بكفاءة، وتضمن وصول المعلومات الحيوية إلى الجهات المعنية. غالباً ما تنخرط الوحدة في مهامها مباشرةً من قلب المناطق الحربية.

وتستند الوحدة في عملها إلى التقدم التكنولوجي والإمكانات السيبرانية، ساعيةً لضمان تميّز استخباراتي يشمل جميع جوانب الأمن الإسرائيلي، سواء كانت عسكرية أو سياسية.

التطور التاريخ للوحدة
 
 بدأت الوحدة 8200 تشكيلها الأولي في الثلاثينات من القرن العشرين، خلال فترة الانتداب البريطاني، حيث تم تأسيس هيئات عدة لجمع المعلومات وفك الشفرات. في حينه، أبدت جماعات شابة اهتماماً بالموضوع، وفي هذه الظروف، تم تأسيس الوحدة التي كانت تُعرف في الإعلام بـ"وحدة التحصيل المركزية".

بحلول نهاية عام 1948، تم دمج هذه الجماعات وتأسيس الوحدة 8200، وانتقلت إلى يافا. هناك، تم تشكيل فرق استماع استراتيجية ووحدات متنقلة وبدأت العمليات تحت إشراف مردخاي ألموغ وأبراهام إيلوني.

وبعدها انتقلت الوحدة إلى منشأة أكبر بسبب زيادة عدد أفرادها لمواجهة التحديات التي تفرضها تقنيات التشفير الجديدة.

في عام 1953، انتقلت الوحدة إلى معسكر جليلوت وتم تغيير اسمها إلى الوحدة 515. أنشئ قسم "مرام" المتخصص في الأنظمة الحاسوبية، وتم تزويده بحاسوب "ويزاك" صنع في إسرائيل، ما زاد من قدرات الوحدة وإمكانياتها.

وخلال عام 1966، تم تأسيس مراكز متخصصة في الإبلاغ والإنذار، بما في ذلك مركز "شوفار"، بهدف تعزيز الجاهزية والاستعداد. وكانت المعلومات التي قدمتها هذه الوحدات قبل اندلاع حرب 1967 لها دور حاسم في تحقيق تقدم واختراقات أمنية ومعنوية كبيرة.

في عام 2004، ظهرت فكرة تحويل الوحدة 8200 إلى هيئة استخباراتية إسرائيلية بقيادة مدنية. وفي 2006، ساعدت هذه الوحدة في تحديد مواقع قيادات "حزب الله" خلال الحرب في لبنان. بحلول 2010، كشفت "لوموند ديبلوماتيك" عن قاعدة أوريم العسكرية في النقب، التي تبعد 30 كم عن بئر السبع، وهي من أضخم مراكز التجسس العالمية، قادرة على رصد الاتصالات في الشرق الأوسط، أوروبا، آسيا وأفريقيا. وأفادت التقارير بأن إسرائيل لديها محطات تنصت في سفاراتها وعلى الكابلات البحرية، ووحدة استماع خفية في إسرائيل. وفقاً لـ"نيويورك تايمز"، استخدمت الوحدة 8200 تقنية سرية لإبطال الدفاعات الجوية السورية في 2007، أثناء هجوم على مفاعل نووي بدير الزور.

خلال جائحة كورونا، أسست الوحدة مركزاً وطنياً للمعرفة حول الفيروس وساهمت في حماية شبكات المياه الإسرائيلية.

"تايمز أوف إسرائيل" أشادت بالوحدة 8200 التي مُنحت ميداليات من قبل المديرية العسكرية للمخابرات لعملية غير محددة، وصفها رئيس المديرية بأنها فريدة من نوعها وأظهرت قوة الوحدة. وربما كانت العملية المشار إليها هي الهجوم الإلكتروني الذي أصاب أنظمة الكمبيوتر في ميناء إيراني استراتيجي، والذي يُعتقد أنه كان رداً على محاولة إيرانية مزعومة لاختراق البنية التحتية للمياه الإسرائيلية.

هيكلية الوحدة
 
 تُشكّل مديرية الاستخبارات العسكرية في إسرائيل إحدى أعرق الهيئات والتشكيلات العسكرية، وقد تأسست لغرض إمداد الحكومة وقوات الجيش بالمعلومات الاستخباراتية، التحذيرات، التنبيهات، والأخبار اليومية. وهي مكونة من ثلاث وحدات أساسية وهي: الوحدة 8200، الوحدة 9900، والوحدة 404.

تعتبر الوحدة 8200 أضخم الوحدات داخل المديرية، وتضم أساساً شباناً وشابات تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عاماً. يقود الوحدة قائد برتبة "عميد" يظل مجهول الهوية طوال فترة خدمته، ويساعده نائب برتبة "مقدم". وفي الإعلانات الرسمية، تُذكر الأسماء بالرتبة وأول حرف من الاسم فقط.

وتُعتبر هذه المديرية في إسرائيل مؤسسة مرموقة وعالية المستوى، والأفراد الذين يغادرونها يكونون قد اكتسبوا مهارات قيمة تُسهل دخولهم إلى سوق العمل التكنولوجي، حيث يُساهم خريجو الوحدة في تشكيل المنظومة التكنولوجية الإسرائيلية، ويتنافسون في شركات رائدة تعمل في مجالات الرقابة، القرصنة، والتجسس الإلكتروني.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium