قال خبراء الأمن المعلوماتي في مجموعة تاليس، في تقرير نشر الأربعاء، إن روسيا فشلت في مساعيها لتدمير أوكرانيا "إلكترونيا"، والتي جرت بالتزامن مع غزوها، وباتت الهجمات الموالية لموسكو توجه إلى الدول الأوروبية.
وأوضح إيفان فونتارنسكي المدير التقني للدفاع السيبراني في تاليس لوكالة فرانس برس أنه "لم نشهد اللحظة المحورية للحرب الإلكترونية التي أرادت روسيا أن تشنّها على أوكرانيا التي أبدت مقاومة كبرى".
وقال "في 23 شباط (2022)، بالتزامن مع الهجوم على الأرض، حاولت روسيا شن هجمات إلكترونية باستخدام فيروسات مجهولة استهدفت أهدافا عسكرية، مثل محطات توليد طاقة، والبنى التحتية للاتصالات والكهرباء وحتى شبكة Viasat الفضائية في بداية الصراع".
ورغم تأثير الهجوم الذي استهدف Viasat، وهي شبكة اتصالات يستخدمها الجيش "كانت أوكرانيا مقاومة ومرنة وتمكّنت من استعادة الأنظمة المتأثرة (بالهجوم). كنا نعتقد أن روسيا قادرة على تنفيذ عمليات مماثلة لكن هجومها فشل" وفق فونتارنسكي.
وتابع "ارتكبت (روسيا) أخطاء في إجراءاتها التشغيلية في حين تعلمت أوكرانيا منذ العام 2014 (أول غزو روسي لأوكرانيا) كيف تحمي نفسها بشكل أفضل، وذلك بفضل التعاون مع دول حليفة أخرى".
وأشار إلى أن "الهجمات تسببت بأضرار لكن الأوكرانيين نجحوا بسرعة كبيرة في استعادة الأنظمة المتضررة".
من الجانب الأوكراني "لم نحصل على أي دليل على هجمات نفذتها الأجهزة العسكرية ضد روسيا". حاول عدد قليل من الناشطين الموالين لأوكرانيا شن هجمات لكن لم يكن لها أي تأثير يذكر "باستثناء في حزيران 2022 عندما تبنّت مجموعة موالية لأوكرانيا هجمات على محطتي كهرباء في روسيا" بحسب الخبير.
لكنه قال "ليس لدينا دليل رسمي لكنها فرضية قوية" مضيفا أن روسيا التي استهدفت أيضا بهجمات إلكترونية تمثلت في تعطيل خدمات بسبب الطلبات الكثيفة "تمكّنت من إعادة توجيه هذا الدفق إلى أوكرانيا، وهو إنجاز تقني لم أره مطلقا".
- أوروبا مستهدفة -
وفي مواجهة هذه المقاومة التي فاجأت المتخصصين، منذ ستة أشهر، سلكت الهجمات الروسية "تحولا" نحو مضايقات إلكترونية "كثيفة" ينفذها ناشطون مؤيدون لروسيا ضد مؤسسات حلفاء أوكرانيا، مثل تلك التي تسببت في حجب موقع الجمعية الوطنية الفرنسية.
ويعمل هؤلاء على إحداث خلل في المواقع الإلكترونية عن طريق إغراقها بسيل من الطلبات بما يفوق قدرتها على التعامل معها، خصوصا في مجالات الطيران والطاقة والصحة والمصارف والإدارة.
وإذا كانت 50,4% من هذه الحوادث في العالم مركزة في أوكرانيا وقت الغزو، فهي تمثل 28,6% فقط من الهجمات في الربع الثالث للعام 2022. في المقابل، شهدت دول الاتحاد الأوروبي ارتفاعا في عدد الحوادث المرتبطة بالنزاع من 9,8% إلى 46,5% من الهجمات الإلكترونية في النصف الثاني من العام. وأكد مطلع العام 2023 هذا الاتجاه مع تركز 81% من الحوادث في الدول الأوروبية.
في عام واحد، كانت البلدان الأكثر تعرضا للهجمات هي مونتينيغرو ومولدافيا وبولندا (114) ودول البلطيق (157 في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) ودول الشمال (95 في السويد والنروج والدانمارك وفنلندا) وألمانيا (58 في عام)، تلتها فرنسا (14) والمملكة المتحدة (18) وإيطاليا (14) وإسبانيا (4).
وحذّر الخبراء من أن الهجمات المستهدفة للبنى التحتية الحيوية في أوروبا الغربية "يجب النظر فيها بعناية في حال تسارع الصراع" ذاكرين مجموعات قرصنة مثل "أنونيموس راشا" و"كيل نت" و"راشن هاكرز تيم" التي نشطت في بداية الصراع.
ورغم أن لا تأثير كبيرا لعملياتها (تمكّنت من حجب مواقع لبضع ساعات) لكنها "تمارس ضغوطا على الفرق الأمنية وصناع القرار" بهدف "تثبيط أي دعم لأوكرانيا".
من ناحيتها، ما زالت أوكرانيا مستهدفة بعمليات قرصنة إلكترونية عسكرية، مثل تلك التي نفذت ضد مؤسسات عامة في شباط في الذكرى الاولى للحرب.