اعتذرت شركة "سكوت تراست"، مالكة صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن تورط مؤسس الصحيفة في العبودية في أوائل القرن التاسع عشر. وأعلنت برنامجا من اجل "العدالة الإصلاحية".
وكتبت رئيسة تحرير الصحيفة اليسارية: "نعتذر عن حقيقة أن مؤسسنا وأولئك الذين مولوه استمدوا ثرواتهم من ممارسة كانت جريمة ضد الإنسانية"، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس.
وأضاف "هذه القصة المروعة يجب أن تعزز عزمنا على استخدام الصحافة لفضح العنصرية والظلم وعدم المساواة ومحاسبة الأقوياء".
وجاء اعتذار الشركة، مالكة الصحيفة، بعد بحث مستقل حول الدور المحتمل في العبودية للصحافي وتاجر القطن جون إدوارد تايلور، الذي أسس الصحيفة عام 1821. كذلك، ركز هذا البحث على رجال أعمال في مانشستر شاركوا مالياً في تأسيس صحيفة الغارديان.
وقالت الصحيفة إن التقرير الذي نُشر الثلثاء يكشف أن جون إدوارد تايلور "وما لا يقل عن تسعة من أنصاره الأحد عشر، كانت لهم صلات بالعبودية، من خلال صناعة النسيج بشكل أساسي".
"كانت لدى تايلور علاقات متعددة من خلال شراكات داخل شركة التصنيع Oakden & Taylor، وتاجر القطن Shuttleworth, Taylor & Co الذي استورد كميات كبيرة من القطن الخام الذي أنتجه العبيد في الأميركتين".
وقد نجح باحثون في جامعتي نوتنغهام وهال بإنكلترا في تحديد الروابط بين جون إدوارد تايلور ومزارع في ساوث كارولينا وجورجيا بعد درس سجل فواتير بيّن أن شاتلوورث وتايلور وشركاه/ Shuttleworth, Taylor & Co تلقوا القطن من هذه المنطقة، على ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وكان جورج فيليبس، أحد الممولين الأوائل للغارديان، شريكا في ملكية مزرعة في جامايكا. وفي وثائق تم تبادلها مع الحكومة البريطانية عام 1835، أشار إلى "تراثه الإنساني" الذي كان يبلغ 108 أفراد.
كذلك، اعتذرت شركة "سكوت تراست" عن "المواقف التحريرية للصحيفة، في أيامها الأولى، والتي ساعدت في دعم صناعة القطن، وبالتالي استغلال العبيد".
وستستثمر الشركة 10 ملايين جنيه إسترليني (11.4 مليون يورو) في برنامج العدالة الإصلاحية، وهي "ملايين مخصصة خصوصا لمجتمعات المنحدرين المرتبطين بمؤسسي صحيفة الغارديان في القرن التاسع عشر".
وقد أعلنت الصحيفة أنها ستوسع تغطيتها للمجتمعات السوداء في المملكة المتحدة والولايات المتحدة ومنطقة البحر الكاريبي وأميركا الجنوبية وأفريقيا. وهي تخطط لإنشاء اثنتي عشرة وظيفة صحافية جديدة لهذا الغرض.