أحاطت أجواء ضبابية ومتناقضة باليوم الثاني من المفاوضات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في الدوحة، بين وصولها إلى طريق مسدود أو أنها ستتواصل ليوم آخر.
ونقل موقع "إكسيوس" الإخباري الأميركي عن مسؤول أميركي أن المفاوضات إنتهت من دون نتيجة لأن إيران عادت إلى طرح قضايا كانت تمت تسويتها خلال مفاوضات فيينا.
أكدت إيران أمس، أن المحادثات غير المباشرة التي تجري في الدوحة مع الولايات المتحدة ستنتهي بعد يومين فقط، دون أي أنباء حول التوصل إلى اتفاق يساعد على دفع المحادثات مع الدول الكبرى في فيينا قدماً.
وكان من المقرر أن يلتقي كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري في وقت لاحق الأربعاء (أمس) مع إنريكي مورا مفاوض الاتحاد الأوروبي في المفاوضات النووية في اليوم الثاني من المحادثات في قطر.
وفي طهران، أوردت وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء، أن المفاوضات في الدوحة انتهت دون نتيجة. ونقلت عن مصادر مطلعة على المحادثات : "ما منع تلك المفاوضات من الوصول إلى نتائج هو إصرار الولايات المتحدة على مسودتها المقترحة في فيينا، التي لا تشمل أي ضمانات للمنافع الاقتصادية الإيرانية".
لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في طهران، قال إن "المحادثات التي تستمر ليومين لم تنته بعد و سيعقد اجتماع آخر هذا المساء بين (باقري ومورا)". وأردف قائلاً: "المحادثات مستمرة في أجواء جدية وعملية".
ولم يعلن في السابق عن مدة المحادثات التي تجري في الدوحة بشكل غير مباشر مع وفد أميركي برئاسة المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي.
وتأتي محادثات الدوحة قبل زيارة مرتقبة لبايدن للمملكة العربية السعودية منتصف الشهر المقبل.
ومن جانبه، أكد مصدر في الاتحاد الأوروبي لوكالة الصحافة الفرنسية، أن المحادثات من المقرر أن تستمر أياماً عدة.
وبحسب كنعاني، فإن "المحادثات في الدوحة التي تجري في جو مهني وجدي، كانت مقررة ليومين منذ البداية". وأضاف أنّ الطرفين "تبادلا وجهات النظر والمقترحات في شأن القضايا المتبقية".
وتجري المحادثات في الدوحة بطريقة غير مباشرة، على أن ينقل وسطاء رسائل بين الجانبين.
وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ المحادثات كانت مستمرة أمس، مضيفة :"نحن على استعداد لإبرام وتنفيذ الاتفاق الذي تفاوضنا عليه في فيينا على الفور من أجل العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة".
لكن من أجل ذلك، "تحتاج إيران إلى أن تقرر التخلي عن مطالبها الإضافية التي تتجاوز خطة العمل الشاملة المشتركة"، أي الاتفاق النووي.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وردّت إيران بعد عام ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية، أبرزها مستويات تخصيب الأورانيوم.
وسعت إدارة الرئيس جو بايدن للعودة الى الاتفاق، معتبرة أن هذا المسار هو الأفضل مع الجمهورية الاسلامية على رغم إعرابها عن تشاؤم متنام في الاسابيع الأخيرة.
"اسلوب ترامب"
وكان مسؤولون إيرانيون أعلنوا في وقت سابق أنهم يأملون في إحراز تقدم في قطر.
وصرح الناطق باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي "نأمل في التوصل إلى اتفاق إيجابي ومقبول في حال تخلت الولايات المتحدة عن أسلوب ترامب الذي لم يكن متوافقاً مع القانون الدولي".
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للانباء "ارنا" عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الثلثاء في العاصمة التركمانستانية عشق اباد "نحن جديون ولن نتجاوز خطوطنا الحمر بأي شكل من الأشكال".
وأضاف: "إذا كانت لدى الجانب الأميركي نيات جدية وتحلى بالواقعية، فهناك اتفاق في متناول اليد في هذه المرحلة وفي هذه الجولة من المفاوضات على مستوى السياسة".
وفي فيينا، حققت المفاوضات تقدما جعل المعنيين قريبين من إنجاز اتفاق، إلا أنها وصلت الى طريق مسدود منذ آذار مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن، خصوصاً في ما يتعلق بمطلب طهران رفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" التي تعتمدها واشنطن.
وخلال محادثات فيينا، كررت إيران ايضا مطالبتها بضمانات أميركية لعدم انسحاب واشنطن من الاتفاق كما فعل ترامب.
وتقول إدارة بايدن إن إزالة الحرس الثوري من القائمة السوداء، وهي خطوة من المؤكد أنها ستغضب الكثير من أعضاء الكونغرس، تقع خارج نطاق المحادثات لإحياء الاتفاق النووي.