اختتمت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس زيارتها لكوريا الجنوبية، الخميس، الهادفة إلى تعزيز تحالف واشنطن مع سيول، وتوازياً أجرت كوريا الشمالية تجارب صاروخية قبل وصول هاريس وبعد مغادرتها.
وأعلن الجيش في سيول أنّ كوريا الشمالية أطلقت "صاروخين بالستيين قصيري المدى من مقاطعة سونشون في محافظة بيونغان الجنوبية"، بعد فترة وجيزة من مغادرة المسؤولة الأميركية.
وفي الأيام التي سبقت وصول هاريس أجرت بيونغ يانغ عمليتي إطلاق لصواريخ بالستية في استكمال لسلسلة اختبارات للأسلحة بلغت عدداً قياسياً هذا العام.
وخلال زيارتها لكوريا الجنوبية، توجّهت هاريس إلى الحدود الشديدة التحصين بين البلدين وذلك في إطار جولة هدفت إلى تعزيز التحالف الأمني بين واشنطن وسيول.
ومن نقطة مراقبة تقع على تل مطل على كوريا الشمالية، تمكنت هاريس من مراقبة الحدود باستخدام مناظير.
وفي تصريحات أدلت بها في المنطقة المنزوعة السلاح، شددت هاريس على أن التزام الولايات المتحدة الدفاع عن كوريا الجنوبية "ثابت"، مضيفة أن البلدين الحليفين "متوافقان" في ردّهما على التهديدات المتزايدة لبرامج كوريا الشمالية للأسلحة.
ويتمركز نحو 28500 جندي أميركي في كوريا الجنوبية للمساعدة في حمايتها من جارتها المسلحة نوويا.
وأكدت هاريس أن البلدين الحليفين يرغبان بـ "نزع كامل للسلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية"، لكنهما "على استعداد لمواجهة أي احتمال".
إلى ذلك زارت نائبة الرئيس الأميركي قرية بانمونجوم التي وُقعت فيها الهدنة في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين، حيث عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقاء مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في 2019. وتحدثت أيضًا مع جنود أميركيين في معسكر بونيفاس التابع للأمم المتحدة.
ووصلت هاريس إلى سيول آتية من طوكيو حيث حضرت الجنازة الرسمية التي أقيمت لرئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي الذي اغتيل بالرصاص في 8 تموز.
وأجرت هاريس محادثات مع الرئيس يون سوك-يول الذي تسلّم مهامه في أيار طغت عليها القضايا الأمنية، وسط تحذير المسؤولين الكوريين الجنوبيين والأميركيين لأشهر من أنّ بيونغ يانغ تستعدّ لإجراء تجربة نووية أخرى.
واعتبر جهاز الاستخبارات الوطنية في كوريا الجنوبية الأربعاء أنّ هذه التجربة قد تُجرى الشهر المقبل.
كما أشار إلى أن من المرجّح أن يختار زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الفترة بين المؤتمر المقبل للحزب الشيوعي الصيني في 16 تشرين الأول والانتخابات النصفية التي ستجري في الولايات المتحدة في السابع من تشرين الثاني.
وخلال اللقاء عبّر المسؤولون الكوريون الجنوبيون لهاريس عن قلقهم من القانون الذي وقّعه مؤخّراً الرئيس الأميركي جو بايدن والذي يلغي الدعم عن السيارات الكهربائية المصنّعة خارج الولايات المتحدة، وهو إجراء سيؤثّر سلباً على شركات صناعة السيارات في كوريا الجنوبية مثل هيونداي وكيا.
كذلك، التقت هاريس وهي أول امرأة تتولى منصب نائبة الرئيس الأميركي، مَن يُطلِق عليهن البيت الأبيض اسم "القيادات النسائية المبتكرة" في كوريا الجنوبية لمناقشة قضايا متعلقة بالمساواة بين الجنسين، وهو موضوع أكدت أنها ناقشته مع يون.
وتعرّض يون الذي تعهّد بإلغاء وزارة المساواة بين الجنسين، لانتقادات في الداخل بسبب عدم وجود نساء في حكومته.
- تجربة نووية؟ -
تسعى كوريا الشمالية التي تخضع لعقوبات متعدّدة من قبل الأمم المتحدة بسبب برامج أسلحتها، إلى تعظيم التأثير الجيوسياسي لتجاربها عبر اختيار اللحظة الأفضل.
واختبرت الدولة الشيوعية أسلحتها النووية ست مرّات منذ العام 2006. وكان آخر وأقوى اختبار أجرته في العام 2017 - والذي قالت بيونغ يانغ إنه قنبلة هيدروجينية - ويُقدّر بـ250 كيلوطن.
وكثّفت سيول وواشنطن تدريباتها العسكرية المشتركة في عهد الرئيس يون. وفيما أشارتا إلى أن هذه التدريبات دفاعية بحتة بطبيعتها، أعربت كوريا الشمالية عن إدانتها لها بشكل منهجي، معتبرة أنها محاكاة لغزو.
وينظّم الحلفاء مناورة بحرية مشتركة واسعة النطاق هذا الأسبوع يُنظر إليها على أنها عرض للقوة في مواجهة الاستفزازات المتزايدة من الشمال.
وأعلنت سيول الخميس تدريبات ثلاثية لمحاربة الغواصات مع طوكيو وواشنطن، هي الأولى من نوعها منذ العام 2017، بعدما أفاد مسؤولون في نهاية الأسبوع بأنهم اكتشفوا دلائل على أنّ بيونغ يانغ ربما تخطّط لإطلاق صاروخ بالستي من غواصة.