يبدأ الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول اليوم الثاني من زيارة الدولة لبريطانيا الاربعاء، بلقاء القادة السياسيين وتوقيع اتفاق ديبلوماسي جديد، ويجري في وقت لاحق محادثات مع رئيس الوزراء ريشي سوناك ويلتقي زعيم المعارضة كير ستارمر، المتوقع أن يصبح الزعيم القادم لبريطانيا في انتخابات عام 2024.
في وقت سابق ألقى يون كلمة أمام منتدى أعمال حضره رؤساء تنفيذيون وممثلون آخرون من كلا البلدين، تمهيدا لبدء محادثات حول اتفاقية تجارة حرة معززة بين المملكة المتحدة وكوريا الجنوبية.
وأثناء اجتماعه مع سوناك، سيوافق رسميا على اتفاقية جديدة - "اتفاق داونينغ ستريت" - لتعميق التعاون في مجالات التكنولوجيا والدفاع والأمن و"إعادة تحديد العلاقة" وفقا للحكومة البريطانية.
وقال يون إن الزيارة تعد "نقطة انطلاق" لتعاون اكبر، بحيث تسعى كوريا الجنوبية إلى توسيع الفرص التجارية وسلاسل توريد صناعة التكنولوجيا العالية بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الديبلوماسية والدفاعية.
وفي كلمته أمام النواب البريطانيين في البرلمان الثلثاء - في اليوم الأول من زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام - قال إن العلاقات الثنائية "ستولد من جديد كشركاء استراتيجيين عالميين حقيقيين".
- تعاون اوسع -
وتأتي لقاءات الأربعاء في أعقاب الاستقبال الرسمي الذي حظي به يون وزوجته السيدة الأولى كيم كيون هي في اليوم الأول من زيارتهما.
أقام الملك تشارلز الثالث مأدبة عشاء في قصر باكنغهام على شرف ضيوفه - شاركت فيها شخصيات معروفة بينهم أفراد من العائلة المالكة في بريطانيا ونجوم موسيقى البوب الكورية بلاك بينك - في ختام يوم حافل بالمناسبات.
في وقت سابق شارك رئيس كوريا الجنوبية وزوجته في غداء خاص في قصر باكنغهام وزارا وستمنستر حيث اقيمت مراسم تتويج تشارلز ملكا قبل ستة أشهر.
يعد يون أول زعيم أجنبي يستضيفه تشارلز منذ تتويجه في ايار، وتأتي الزيارة في الوقت الذي تسعى فيه بريطانيا لانشاء روابط أقوى بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي مع الاقتصادات سريعة النمو في منطقة الهندي والهادئ.
ويأتي الاتفاق الجديد الذي سيوقع الأربعاء بعد ابرام شراكات مماثلة مع سنغافورة واليابان في وقت سابق من هذا العام.
في الوقت نفسه، من المقرر أن تقوم بريطانيا وكوريا الجنوبية بتوسيع التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والطاقة النووية والدفاع، إلى جانب العمل على احتواء تهديد كوريا الشمالية، وفقا ليون.
وجاءت محاولة تحديث ترتيبات التجارة الحرة بعد مشاورات العام الماضي حول صفقة معززة.
- "اكثر شمولية" -
وأطلقت المملكة المتحدة العام الماضي مشاورات بشأن اتفاقية التجارة الحرة المعززة لتحديث الاتفاقية الحالية، والتي هي مشابهة لاتفاقية الاتحاد الأوروبي مع كوريا الجنوبية.
واطلقت وزيرة التجارة البريطانية كيمي بادينوك محادثات تجارية مع نظيرها الكوري الجنوبي في منتدى الأعمال البريطاني الكوري الذي يعقد بالتزامن مع زيارة الدولة.
ومن المقرر أن يعلن البلدان عن استثمارات بقيمة 21 مليار جنيه إسترليني (26 مليار دولار) في مشاريع الطاقة الخضراء والبنية التحتية في جميع أنحاء المملكة المتحدة خلال المنتدى، وفقا لوزارتها.
واعلنت الوزيرة ان الصفقة المعززة من شأنها أن توطد قطاع الخدمات الحيوي في بريطانيا، بينما تخلق أيضا "فرصا جديدة" لصادرات المملكة المتحدة في قطاعي الأغذية والسلع الفاخرة.
وتبلغ قيمة التجارة السنوية للسلع والخدمات بين المملكة المتحدة وكوريا الجنوبية 16,1 مليار جنيه إسترليني (20,1 مليار دولار) حتى نهاية حزيران.
وسيكون التعاون الدفاعي أيضا جزءا من الاتفاقية الجديدة، حيث يتعهد البلدان بتكثيف التدريب والعمليات المشتركة "لإنشاء نظام تدريب اكثر شمولية بين المملكة المتحدة وأي شريك آخر غير الولايات المتحدة".
ويأتي الاتفاق في الوقت الذي أطلقت فيه كوريا الشمالية ما تقول انه قمرا اصطناعيا للتجسس، حسبما ذكرت سيول الثلثاء، في ثالث محاولة لبيونغ يانغ هذا العام لاطلاق قمر اصطناعي لاغراض عسكرية.