النهار

صرب كوسوفو يبدأون تفكيك حواجزهم على الحدود
المصدر: أ ف ب
صرب كوسوفو يبدأون تفكيك حواجزهم على الحدود
صحافيون يتابعون صرب كوسوفو وهم يبعدون شاحنات بعدما وضعوها حاجزا على الطريق في قرية روداري قرب بلدة زفيكان (29 ك1 2022، أ ف ب).
A+   A-
بدأت الأقلية الصربية في كوسوفو التي تغلق الطرق منذ حوالى ثلاثة أسابيع، رفع الحواجز قرب الحدود مع صربيا الخميس، ممّا يمهّد لتخفيف واحدة من أسوأ الأزمات في المنطقة في السنوات الأخيرة.

وأكدت شرطة كوسوفو إعادة فتح المعبر الحدودي الرئيسي مع صربيا رسمياً، والذي كان مغلقاً في اليوم السابق. 

وأظهرت لقطات بثّتها قناة التلفزيون الحكومي الصربي "ار تي اس" تشكُّل طوابير من السيارات والشاحنات على الجانب الصربي من المعبر الحدودي الرئيسي حيث أقيمت الحواجز على الطرق. 

وأشارت القناة إلى أنّ صربيا أنهت حال التأهّب القصوى التي كانت قد وضعت قواتها فيها مساء الإثنين.

وكان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أعلن إزالة الحواجز مساء الأربعاء، بعد دعوة لوقف التصعيد وجهتها واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال فوتشيتش خلال لقاء مع ممثلي صرب كوسوفو قرب الحدود "سيجري تفكيك الحواجز ولكن (جَو) عدم الثقة ما زال قائماً". 

وفي خطوة من الواضح أنّها تهدف إلى تخفيف التوترات، أمرت محكمة في بريشتينا في وقت سابق من اليوم نفسه بالإفراج عن الشرطي الصربي السابق ديان بانتيتش، ووضعه رهن الإقامة الجبرية، بعدما أثار اعتقاله غضب الأقلية الصربية.

وساد الهدوء صباح الخميس شمال كوسوفو، مع تسيير دوريات لقوات حفظ السلام الدولية، وفقاً لمراسل وكالة فرانس برس. وفي ميتروفيتسا، احترقت شاحنتان استُخدمتا لإغلاق جسر أثناء الليل. ولم يعرف سبب الحادث.

في روداري قرب ميتروفيتسا، كان حوالى عشرة متظاهرين لا يزالون واقفين عند حاجز على الطريق، معربين عن استيائهم من فكرة إزالته. وقال شاب يبلغ 25 عاماً لوكالة فرانس برس طالباً عدم الكشف عن هويته "لا معنى لذلك، لقد ناضلنا من أجل حقوق لم نحصل عليها، نشعر بالخيانة". 

وتساءل متظاهر آخر في الثامنة والثلاثين رافضاً الكشف عن هويته أيضاً "لماذا أقمنا الحواجز ما دام كلّ شيء سينتهي على هذا النحو؟". 

- حركة مرور مقطوعة -
منذ 10 كانون الأول، يغلق مئات من أبناء العرقية الصربية في كوسوفو طرقاً رئيسية في المناطق الشمالية احتجاجاً على اعتقال شرطي صربي سابق، في تحرّك شلّ حركة المرور إلى معبرين حدوديين مع صربيا. 

وقالت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش الأسبوع الماضي إنّ الوضع في هذه المنطقة كان "على حافة الانزلاق الى نزاع مسلح".

وتعرضت شرطة كوسوفو وقوات حفظ السلام الدولية لعدّة هجمات بأسلحة نارية، فيما وضعت صربيا قواتها المسلّحة في حال تأهّب قصوى.

وأعلن إقليم كوسوفو استقلاله في العام 2008، بعد عقد من حرب دامية بين القوات الصربية والمتمرّدين الألبان. لكنّ صربيا ترفض الاعتراف بالدولة الفتيّة.

وتحضّ بلغراد 120 ألف صربي يعيشون في كوسوفو، ولا سيّما في مناطقه الشمالية، على تحدّي سلطات بريشتينا، في وقت تسعى الأخيرة إلى فرض سيادتها على معظم أراضي الإقليم.

وفي بداية تشرين الثاني، أضرب مئات من عناصر الشرطة الصرب في جهاز شرطة كوسوفو بالإضافة إلى قضاة ومدّعين عامّين وغيرهم احتجاجاً على قرار بمنع الصرب الذين يعيشون في كوسوفو من وضع لوحات صربية على سياراتهم. 

وقال المحلل السياسي الصربي ألكسندر بوبوف إنّ التوترات شديدة جداً في كوسوفو، ومع ذلك، وصف الأزمة الأخيرة بأنّها "صراع تحت السيطرة" ومواجهة بين بلغراد وبريشتينا للسيطرة على الشمال.

وقال لوكالة فرانس برس إنّ "بريشتينا أعطت الصرب سبباً للاحتجاج عبر الاعتقالات، وقد دبّرت بلغراد والقوات الدولية (إقامة) الحواجز لمنع التصعيد". وأضاف "بمجرّد أن بدا أنّ الأمر يخرج عن نطاق السيطرة، استخدم الغرب الوسائل الديبلوماسية لإيقاف المسألة برمّتها".

والأربعاء، دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك إلى "نزع فتيل التوتر"، وأشارا إلى العمل مع بلغراد "لإيجاد حلّ سياسي بهدف تهدئة التوترات والتوصل الى تقدم لصالح الاستقرار والأمن ورفاه جميع السكان المحليين".

من جهتها، جدّدت روسيا دعمها لبلغراد. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "لدينا علاقات وثيقة جداً كحليفين، (علاقات) تاريخية وروحية مع صربيا"، مضيفاً ""وبالتأكيد، ندعم بلغراد في الخطوات التي تتخذها".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium