النهار

رئيس الوزراء الإيرلندي: مثيرو الشغب في دبلن "عار" على البلاد
المصدر: أ ف ب
رئيس الوزراء الإيرلندي: مثيرو الشغب في دبلن "عار" على البلاد
آليات مشتعلة عند تقاطع بايشولورز وولك وجسر أوكونيل في دبلن (23 ت2 2023، أ ف ب).
A+   A-
رأى رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار ان مشاعر الاستياء تزداد الجمعة بعد أعمال الشغب التي اندلعت  مساء الخميس في دبلن، وقالت الحكومة إن مرتكبيها المقربين من اليمين المتطرف هم "عار على إيرلندا".

مساء الخميس، كانت شوارع وسط دبلن مسرحا لأعمال عنف واشتباكات شارك فيها بحسب الحكومة حوالى 500 من مثيري الشغب وقاموا باحراق سيارات ونهب وتخريب محال تجارية في حي يقيم فيه خصوصا مهاجرون.

واندلعت أعمال العنف بعدما هاجم رجل مسلح بسكين أشخاصا عدة قرب مدرسة في دبلن، ما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص، ينهم مدرّسة وثلاثة أطفال. 

وأصيب المهاجم الذي تم اعتقاله بفضل تدخل عامل توصيل برازيلي. كما ساهم طاه فرنسي شاب متدرب في توقيفه. 

ونسبت الشرطة الاضطرابات التي أعقبت حادثة الطعن إلى اليمين المتطرف، ملقية باللوم على شائعات انتشرت على الشبكات الاجتماعية حول أصول المهاجم، في سياق احتجاجات متصاعدة وخطاب مناهض للهجرة في البلاد.

وبحسب صحيفة "آيرش تايمز"، فإن منفذ الهجوم يحمل الجنسية الإيرلندية ويعيش في البلاد منذ 20 عاما.

واكتفت الشرطة بالقول إن المهاجم خمسيني وبناء على العناصر الأولى للتحقيق، استبعد المحققون وجود دافع إرهابي.

وقال فارادكار الجمعة خلال مؤتمر صحافي "هؤلاء الأشخاص يؤكدون أنهم يدافعون عن المواطنين الإيرلنديين"، إنهم "يعرّضون الأبرياء والضعفاء للخطر. إنهم عار على دبلن وعار على إيرلندا وعار على عائلاتهم وأنفسهم".

وافاد مراسل فرانس برس أن الحياة عادت الجمعة إلى طبيعتها في شارع أوكونيل وسط العاصمة، رغم الأضرار التي لا تزال واضحة.

يقول روبي هاموند المدرب الرياضي البالغ من العمر 28 عاما "لم أصدق عيني... لقد كان الأمر أكثر من مجرد تخريب مع مشاعر غضب عارمة".

ويقول فيرغال ماكسكين (40 عاما) الذي يعمل في المجال الاجتماعي إنه "توقع" وقوع اعمال العنف مع تزايد الاستياء من اللاجئين.

ويضيف أن هؤلاء "أشخاص ضعفاء يتهمون أشخاصا ضعفاء آخرين".

- غير مسبوقة منذ "عقود" -
وأعلنت الشرطة الايرلندية أنها اعتقلت 34 شخصا. ومثل 32 شخصا صباح الجمعة أمام القضاء الذي فرض على البعض منع التجول، بحسب وسائل إعلام ايرلندية.

وقال المسؤول عن الشرطة الايرلندية درو هاريس في وقت سابق "ما شهدناه الليلة الماضية كان انفجارا غير عادي للعنف (...) بمشاهد لم نرها منذ عقود"، مضيفا أنه يخشى المزيد من أعمال العنف.

وفي الآونة الأخيرة، شهدت البلاد التي تعاني أزمة سكن انتشار خطاب مناهض للهجرة يقول إن "إيرلندا امتلأت".

ويندد اليمين المتطرف بارتفاع عدد اللاجئين في البلاد، وقد نظمت الكثير من التظاهرات في شمال دبلن وفي مناطق ريفية ضد مشاريع تُمنح إقامة بموجبها لطالبي اللجوء.

وبحسب ارقام رسمية، زادت طلبات اللجوء أكثر من خمسة أضعاف في عام 2022 مقارنة بعام 2021.

- "كراهية" -
وخلال أعمال العنف مساء الخميس، لوح محتجون بلافتات كتب عليها "حياة الإيرلنديين مهمة" وبالأعلام الإيرلندية.

وهو خطاب ردده نجم فنون القتال المختلطة الإيرلندي كونور مكغريغور الذي يتابعه الملايين على المنصات الاجتماعية.

وكتب على منصة إكس "لن نخسر المزيد من نسائنا وأطفالنا بسبب (تصرفات) أشخاص مرضى لا ينبغي لهم حتى أن يكونوا في إيرلندا من الأصل. سموا الأمر كما تشاؤون. نحن لا نهتم لذلك".

من جهته، قال نائب رئيس الوزراء مايكل مارتن صباح الجمعة خلال مؤتمر صحافي "أظن أن بعض الأشخاص استغلوا بالتأكيد الهجوم على الأطفال بسرعة لتنظيم ما حدث الليلة الماضية".

وأكد "هذا ليس ما نحن عليه كشعب" مضيفا أن إيرلندا "بنت مجتمعا حديثا حاضنا".

وأوضح أن الرجل الذي تدخل وقت الاعتداء على المدرّسة والأطفال هو "عامل توصيل برازيلي (من شركة) ديليفيرو". 

وأشادت الحكومة بعمل الشرطة التي قالت إنها لم تكن قادرة على "توقع" هذا المستوى من العنف ردا على الهجوم.

واستبعدت العناصر الأولى للتحقيق وجود دافع إرهابي، لكن رئيس الوزراء أشار الجمعة إلى أن "لا شيء مستبعدا" في ما يتعلق بدوافع المهاجم.

وأعربت جمعية المجلس الإيرلندي للاجئين على منصة إكس عن "تعاطفها العميق" مع ضحايا الهجوم و"تضامنها الثابت" مع "جميع الأشخاص الذين يبحثون عن الحماية وكذلك اللاجئين".

من جهتها، عبرت جمعية "إينار" المناهضة للعنصرية عن استيائها من "المتلاعبين والانتهازيين" الذين "يستغلون هذه الفترة الصعبة لنشر" سياساتهم و"بث الفوضى".

وبين ضحايا عملية الطعن لا تزال طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات "في حالة حرجة"، في حين أن المعلمة "في حالة خطيرة" بحسب الشرطة.

ووضعت باقات من الزهور أمام المدرسة حيث وقع فيها الهجوم، ولا تزال الشرطة في الموقع.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium