أعرب الإماراتي سلطان الجابر عن "تفاؤله الحذر" بشأن نجاح مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب28 الذي يرأسه، ووصفه في مقابلة مع وكالة فرانس برس بأنه "الأكثر أهمية" منذ نسخة اتفاق باريس 2015، متوقعاً أن يحمل "أخباراً جيدة للعالم" المهدد بأزمة المناخ وبتداعيات الحرب في غزة.
• قبل أيام من افتتاح مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ "كوب28" في دبي (الذي يمتد من 30 تشرين الثاني إلى 12 كانون الأول)، كم نبعد عن التوصل إلى اتفاق نهائي؟
- "أنا متحمس جدًا ومتفائل بحذر. يمكن للجميع رؤية الزخم الكبير الذي نتمتع به: اللجنة الانتقالية (المؤلفة من 24 دولة والمسؤولة عن تحديد تصورات "الخسائر والأضرار" المناخية في البلدان الأكثر هشاشة) حققت نتيجة إيجابية جداً. وقمت بزيارة ناجحة إلى الاتحاد الأوروبي الذي التزم بتقديم مساهمة كبيرة كتعويض عن "الخسائر والأضرار". ورأيتم أيضًا الإعلان المشترك للولايات المتحدة والصين وكيفية تعاونهما تمهيداً لمؤتمر "كوب 28"، وتقرير منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي حول مبلغ 100 مليار دولار (الهدف الذي تحقّق تقريبًا ويتعلق بتقديم الدول الغنية مساعدات مالية).
وشجعتني الإشارات الصادرة عن القمة بين الولايات المتحدة والصين (منتصف تشرين الثاني في سان فرانسيسكو): اتفقتا على عقد قمة خلال مؤتمر "كوب 28" حول غاز الميثان (ثاني غازات الدفيئة ضرراً بعد ثاني أكسيد الكربون) وحول العمل بشكل تعاوني لضمان نجاح المؤتمر وتحقيقه أفضل النتائج.
وأتطلع إلى تحقيق "كوب 28" نتائج طموحة جداً. وأتوقع أن نتمكن جميعاً من الاتفاق على خطة عمل ملموسة بشأن المناخ. إننا نحرز تقدماً كبيراً في مجالات الطاقة والتمويل والصحة والطبيعة".
* كيف تقارن كوب 28 مع كوب 21 الذي أفضى إلى اتفاق باريس؟
- "نحن في منتصف الطريق بين باريس و2030 (...)، لذا فهي نقطة انعطاف. إنه مؤتمر الأطراف الأكثر أهمية منذ مؤتمر باريس. ومن مسؤوليتنا التأكد من رفع تطلعاته إلى أقصى قدر".
* كررتم أن المفاوضات هي "عملية تقودها الأطراف"، لكن سلفكم في باريس لوران فابيوس، أكد أنه يمكن أن يكون لرئيس مؤتمر الأطراف تأثير كبير في كسر جمود المفاوضات...
- "كنت واضحاً جداً منذ اليوم الأول: على الرغم من كونها عملية تقودها الأطراف وأنني موجود لتتعاون جميع الأطراف (...)، قلت إنني سأجعل كل الصناعات والجميع مسؤول عن إتاحة تحقيق هدف حصر الاحترار المناخي بـ 1,5 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الحقبة الصناعية، ومدين بذلك.
* هل ستكون المفاوضات بشأن الوقود الأحفوري هي الأصعب؟
- "في ما يتعلق بالوقود الأحفوري، وجهت دعوة مفتوحة لكل الأطراف للاجتماع والتحدث والتعاون وتقديم توصيات إلى الرئاسة على أساس أرضية مشتركة وتوافق في الآراء".
* يشعر عدد كبير من الناس بالقلق بسبب الحضور المكثف للقطاع الخاص والصناعات في مؤتمر كوب 28، ومن تأثير ذلك على المفاوضات...
- "يجب أن يشارك الجميع في العملية، ويجب أن يتحمل الجميع المسؤولية ويخضع للمحاسبة. وهذا يشمل كل الصناعات، ولا سيما الصناعات التي تصدر الكثير من الانبعاثات مثل الطيران والنقل والألمنيوم والإسمنت والفولاذ فضلاً عن قطاعي النفط والغاز. يجب أن يتم التشاور مع الجميع، ويجب أن يتمتع الجميع بفرصة المساهمة، ويجب أن يُحمّل الجميع المسؤولية ويخضع للمساءلة".
* ما هو التقدّم الذي تأملون تحقيقه في مجال التمويل المناخي النقطة الأساسية في المفاوضات بين الشمال والجنوب؟
- "إن التحدي المتمثل في التمويل المناخي يمثل أولوية رئيسية على جدول أعمالي في رئاسة كوب 28. وما زال يتعين علينا إحراز تقدّم في مجال تمويل المرحلة الانتقالية. أسمع ردودًا إيجابية على طلباتي من بلدان عدة: وهناك التزامات أخرى، وسيستمر الدفع لتمويل صندوق المناخ الأخضر والهدف العالمي بشأن التكيّف.
* تمت الموافقة على تسوية هشة في أبو ظبي في 4 تشرين الثاني بشأن عمل صندوق "الخسائر والأضرار" الجديد، وما زالت تنتظر موافقة الدول عليها في مؤتمر كوب 28. فهل تأمل أن تحظى هذه التسوية بموافقة الدول في بداية المؤتمر؟
- "هل هذا هدفي؟ بالتأكيد. ولكنها عملية تقودها الأطراف. وسأبذل قصارى جهدي للحصول على مثل هذا الدفع الإيجابي في وقت مبكر جدًا".