أطلق البنك الأوروبي للاستثمار إصداره السادس من المسح الاستقصائي بشأن المناخ. وتمخض هذا المسح الاستقصائي السنوي الذي أُجري في شهرَي آب وأيلول لعام 2023 عن نتائج مثيرة للاهتمام.
تتصدر آثار تغيُّر المناخ والتدهور البيئي قائمة التحديات المتصورة في الهند والصين، في حين تأتي في المرتبة الثانية بعد تكلفة المعيشة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان.
وتعتقد أغلبية واضحة من جميع المشاركين — باستثناء أولئك من اليابان — أن التدابير التي تهدف إلى مكافحة تغيُّر المناخ ستحسِّن حياة الناس اليومية، بما في ذلك نوعية الغذاء والصحة (الاتحاد الأوروبي: 61%، والولايات المتحدة: 66%، والصين: 69%، والهند: 65%، واليابان: 47%).
ينقسم المشاركون الأوروبيون واليابانيون حول إذا كان التحول الأخضر سيخلق الوظائف أو يؤدي إلى زوالها (بنسبة 51% و49% على التوالي)، في حين يبدي نظراؤهم الأميركيون والصينيون والهنديون مواقف أكثر تفاؤلًا (57% و70% و63% على التوالي) ويعتقدون أن صافي الوظائف سيكون أكبر.
المطالبة بتحول عادل على المستوى الوطني وفي البلدان النامية
يدرك المشاركون في المسح الاستقصائي أن التكلفة المالية للتحول الأخضر من المرجح أن تؤثر في الميزانيات الشخصية — لا سيما تلك الخاصة بالأسر المعيشية ذات الدخل المنخفض — ويؤيدون السياسات التي تأخذ أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية بعين الاعتبار في سياق معالجة حالات الطوارئ المناخية. صرح معظم المشاركين أن نجاح التحول الأخضر مشروط بأن يعالج الاقتصاد الحيادي مناخيًا أوجه عدم المساواة أيضًا (الاتحاد الأوروبي: 68%، والولايات المتحدة: 56%، والصين: 59%، والهند: 59%، واليابان: 62%).
ومع ذلك، يفتقر بعض المشاركين إلى الثقة بقدرة الحكومة على تنفيذ مثل هذا التحول العادل. فقد أعرب معظم المشاركين في الاتحاد الأوروبي (62%) واليابان (60%) عن عدم ثقتهم بقدرة الحكومات على معالجة كلا التحديين في الوقت نفسه، في حين تبنّى المشاركون في الولايات المتحدة والصين والهند منظورًا أكثر تفاؤلًا، حيث يثق 57% و93% و88% منهم، على التوالي، بأن حكوماتهم قادرة على أداء هذه المهمة المزدوجة.
مساعدة البلدان النامية على التعامل مع آثار تغيُّر المناخ
في ما يتعلق بمسألة تقديم التعويضات إلى الدول النامية بهدف مساعدتها على التعامل مع آثار تغيُّر المناخ - التي من المتوقع أن تكون من القضايا المحورية في مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيُّر المناخ لعام 2023 (كوب 28) المقرر انعقاده في دبي - يُظهر المسح الاستقصائي أن الطلب العالمي على العدالة يمتد أبعد من الحدود الوطنية.
وإدراكًا للمسؤولية التاريخية، اتفق معظم المشاركين من الاتحاد الأوروبي (60%) والولايات المتحدة (63%) والصين (74%) واليابان (72%) على أنه يتعين على بلدانهم تعويض اللبلدان المتضررة ماليًا من أجل مساعدتها على مكافحة تغيُّر المناخ.