لم تؤد عمليات البحث لتحديد موقع حطام الطائرة العسكرية الأميركية طراز "أوسبري" التي تحطمت الأربعاء في البحر جنوب غرب البلاد إلى نتيجة، بحسب خفر السواحل اليابانيين، فيما لا يزال سبعة من أفراد طاقمها في عداد المفقودين.
وجرت عمليات بحث مكثفة جديدة الجمعة ضمّت غواصين، لكنها فشلت كما سابقاتها في العثور على أي أثر للحطام وللأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة، بحسب بيان لخفر السواحل.
وعُثر على شخص فاقد للوعي في البحر وأعلنت وفاته في وقت لاحق بعد تحطم الطائرة الأربعاء، ولكن لم يتم العثور على أي من السبعة الآخرين الذين كانوا على متنها كذلك.
ووقع الحادث قرب جزيرة ياكوشيما في جنوب اليابان بينما كانت الطائرة في "مهمة تدريب روتينية".
وأظهرت صور نشرها خفر السواحل ما يبدو أنه طوف نجاة أصفر اللون منقلب، وغيره من الحطام في المياه قبالة ياكوشيما. وأظهرت صور أخرى في وقت لاحق ما بدا أنها أجزاء من الطائرة.
وما زالت أسباب الحادث مجهولة.
وأوضح مسؤول في إدارة الطوارئ لفرانس برس الأربعاء أنه قبل وقت قصير من اختفاء الطائرة "تلقت الشرطة بلاغاً بأن المحرك الأيسر لطائرة من طراز أوسبري كان مشتعلا".
ونقلت قناة "إن أتش كاي" اليابانية عن صيادة قولها إنها رأت الطائرة وهي تسقط في البحر، متسببة باندفاع عمود ضخم من المياه.
- طائرات من طراز "أوسبري" تواصل التحليق في اليابان -
وواجه سجلّ الطائرات من طراز "أوسبري" تساؤلات عدة في مجال السلامة الملاحية في ظل تعدد الحوادث التي تعرضت لها خلال الأعوام الماضية.
وطائرة "أوسبري" قادرة على الإقلاع والهبوط العمودي، ولها أجنحة متحركة يمكن توجيهها لأعلى لمنحها قدرة المروحية في المناورة أو الى الامام للتحليق أفقياً كطائرة عادية.
ويأتي هذا الحادث بعد تحطّم طائرة عسكرية أخرى من طراز أوسبري في شمال أوستراليا في آب ما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر مشاة البحرية الأميركية من بين 23 شخصاً كانوا على متنها.
وفي العام 2022، توفي أربعة أشخاص في النروج كانوا على متن طائرة من طراز "أوسبري" أثناء تدريبات لحلف شمال الأطلسي.
كما قضى ثلاثة "مارينز" في 2017 لدى تحطّم طائرة "أوسبري" بعد احتكاكها بمؤخر سفينة نقل لدى محاولتها الهبوط على منصة بحرية عائمة قبالة السواحل الشمالية لأوستراليا.
وفي نيسان 2000، قضى 19 عنصرا من مشاة البحرية "المارينز" في تحطم طائرة من هذا الطراز خلال مهمة تدريب في ولاية أريزونا الأميركية.
وينشر الجيش الأميركي نحو 54 ألف جندي في اليابان، معظمهم في أرخبيل أوكيناوا الجنوبي.
وأوقفت اليابان رحلات طائراتها من طراز "أوسبري" منذ حادث الأربعاء وطلبت من القوات الأميركية وقف رحلات هذه الطائرات على الأراضي اليابانية كإجراء احترازي لحين "التأكد من سلامتها، باستثناء عمليات البحث والإنقاذ".
ولكن لم تلب الولايات المتحدة الطلب حتى الآن.
وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ في مؤتمر صحافي في واشنطن الخميس "ما زالت طائرات أوسبري تعمل في اليابان".
وأضافت "إذا خلص التحقيق إلى ضرورة اتخاذ مزيد من الإجراءات، فسنفعل ذلك، لكن في الوقت الحالي، التحقيق مستمر بشأن ما حدث".
وقال وزير الدفاع الياباني مينورو كيهارا الجمعة إنه "قلق من استمرار رحلات أوسبري بغياب وجود تفسيرات كافية في مجال السلامة".