أدّى ثوران البركان مارابي في غرب إندونيسيا إلى مقتل ما لا يقلّ عن 22 شخصا، بعد العثور على تسع جثث جديدة لمتنزهين، على ما أعلن الثلثاء عناصر الإنقاذ، ولا يزال البحث جارياً عن شخص في عداد المفقودين.
وبدأ ثوران البركان مارابي على جزيرة سومطرة وهو الأكثر نشاطا في البلاد الأحد وانبعث منه عمود من الرماد على ارتفاع ثلاثة آلاف متر في السماء.
وقال عبد المالك رئيس وكالة البحث والانقاذ في بادانغ لوكالة فرانس برس "تم العثور على تسعة من الضحايا العشرة المفقودين ميتين بعد ظهر اليوم ويجري حاليا إجلاؤهم. مازلنا نبحث عن ضحية".
وتم تعبئة المئات من عناصر الإنقاذ الإندونيسيين الثلثاء للقيام بعملية البحث التي لا تزال مستمرة في ظروف صعبة بسبب سوء الأحوال الجوية والرماد الذي لا يزال البركان ينشره.
وقالت خدمات الطوارئ إن الجثث نُقلت إلى أسفل الجبل في أكياس.
عُثر على متنزهين آخرين أحياء وتمت إعادتهم في عمليات الإنقاذ الشاقة.
وتحدث أحد الناجين عن الذعر الذي شعر به عند بدء ثوران البركان.
وقال ريدو (22 عاما) لوكالة فرانس برس من مستشفى قريب "كنت أسير بشكل متعرج ونزلت مسافة 30 إلى 40 مترا حتى وصلت إلى موقع التنزه".
واضاف "أحدث ثوران البركان ضجيجاً عالياً، ونظرت خلفي ثم هربت على الفور، على غرار الآخرين، البعض قفز وسقط. اخْتَبَأَت خلف الصخور، ولم تكن هناك أشجار".
- "لا يزال نشطاً" -
ولاحظ رئيس محطة مراقبة مارابي أحمد ريفندي حدوث خمسة ثورانات بين منتصف الليل والساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي (01,00 بتوقيت غرينتش).
واشار إلى أن "مارابي لا يزال نشطا للغاية. ولا يمكننا رؤية عمود (الرماد) لأنه مغطى بالسحب".
وسجل المتنزهون أنفسهم من خلال نظام حجز عبر الإنترنت، لكن آخرين ربما سلكوا طرقًا جبلية بديلة، بحسب السلطات.
ووجه رئيس المركز الإندونيسي لعلم البراكين والمخاطر الجيولوجية هيندرا غوناوان لوماً إلى المتنزهين الاثنين لاقترابهم من فوهة البركان، قائلًا إن المركز أوصى بالامتناع عن النشاط البشري في تلك المنطقة، وحذر من "عواقب خطيرة" محتملة للضحايا على مسافة تتراوح بين 1 إلى 1,5 كيلومتر من الفوهة.
وسجلت السلطات ما مجموعه 75 متنزهًا في مكان الحادث منذ السبت، نزل منهم 49 عن الجبل ويعاني بعضهم من حروق وكسور.
من المتوقع أن تتواصل عملية البحث لمدة سبعة أيام أو حتى العثور على جميع المتنزهين، وفقاً لخدمات الطوارئ.
وقال المسؤول في الوحدة الطبية بشرطة سومطرة الغربية إيكا بورناماساري إن القتلى أصيبوا بحروق بالغة، ويستعد الأطباء الشرعيون للتعرف عليهم عن طريق الأسنان أو بصمات الأصابع.
وفرضت السلطات منطقة محظورة على مسافة ثلاثة كيلومترات حول فوهة بركان مارابي الذي يبلغ ارتفاعه 2891 مترًا ويعني اسمه "جبل النار".
وتقع إندونيسيا على "حزام النار" في منطقة المحيط الهادئ حيث يتسبب التقاء صفائح قارية في نشاط زلزالي وبركاني كبير. وتضم اندونيسيا حوالى 130 بركانا نشطا.