قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الثلثاء، إن الاتحاد الأوروبي لن يقبل باستمرار الخلل في ميزان مبادلاته التجارية مع الصين إلى ما لا نهاية، داعية إلى "حلول تفاوضية" بهذا الصدد، قبل يومين من قمة تعقد في بيجينغ.
وقالت فون دير لايين في مقابلة أجرتها معها وكالة فرانس برس في بروكسيل نيابة عن "غرفة التحرير الأوروبية" التي تجمع وكالات أنباء أوروبية، إن "القادة الأوروبيين لن يقبلوا بعجز دائم في المبادلات التجارية".
وتابعت "لدينا أدوات لحماية سوقنا، لكننا نفضل حلولا تفاوضية".
وتصل فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الخميس إلى بيجينغ لعقد قمة مع الصين.
وشددت رئيسة المفوضية على أن إعادة التوازن إلى المبادلات من مصلحة الصين أيضا، مضيفة أن على بيجينغ الآن أن "تدرس بعناية" الخيارات المطروحة.
وشددت على أن القمة الأوروبية الصينية المزمعة هي "قمة الخيارات" لافتة إلى أنه "من الممكن اتخاذ عدة خيارات إيجابية لتحسين الوضع".
ولفتت فون دير لايين إلى أن العجز في الميزان التجاري الأوروبي مع الصين تضاعف خلال سنتين ليصل إلى رقم قياسي قدره 390 مليار يورو عام 2022.
وتابعت أن "الخلل في التوازن واضح" إذ أن الصادرات الصينية إلى الاتحاد الأوروبي اكبر بثلاثة أضعاف من الصادرات الأوروبية إلى الصين.
وفي ظل تباطؤ النمو الصيني، يتساءل عدد من الخبراء بشأن هامش المناورة المتاح للأوروبيين من أجل التوصل إلى تصحيح ذي مغزى للميزان التجاري بين القوتين الاقتصاديتين الكبريين.
ولفتت فون دير لايين إلى أن تباطؤ الاقتصاد الصيني انعكس على الاقتصاد العالمي، موضحة أن "اقتصادات كبرى أخرى تغلق أسواقها"، وهو ما كان له عواقب "هائلة" على السوق الأوروبية.
كما أشارت إلى مشكلة "الفائض في قدرات" الصين الإنتاجية ومسألة الدعم الحكومي للشركات.
- الدعوة إلى "منافسة نزيهة" -
وقالت المسؤولة الأوروبية التي تزور الصين للمرة الثانية هذه السنة "سنناقش هذه المواضيع بالوقائع والأرقام، كما سنناقش سبل إعادة التوازن إلى التجارة بين الاتحاد الأوروبي والصين".
وأسفت لعدم السماح للشركات الأوروبية بالوصول بحرية إلى السوق الصينية في ظل "المعاملة التفضيلية" التي تحظى بها الشركات الصينية.
وأكدت أنه "سننظر أيضا في المساعدات المقنّعة سواء المباشرة أو غير المباشرة، الممنوحة للشركات الصينية"، مذكرة بأن الاتحاد الأوروبي يدافع عن "المنافسة النزيهة" بما في ذلك تجاه الشركات العاملة في السوق الأوروبية.
وأشارت بهذا الصدد إلى السيارات الكهربائية التي تنتجها الصين وهي موضع تحقيق باشرته المفوضية الأوروبية في منتصف أيلول بشأن مساعدات تعتبر غير قانونية.
وقالت "إننا في وسط هذا التحقيق، وسيستغرق الأمر بالتالي بعض الوقت"، بدون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وستبحث فون دير لايين وميشال مع محاوريهما الصينيين وبينهم الرئيس شي جينبينغ، مسألة أوكرانيا والالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، في وقت تُتهم شركات صينية بمساعدة موسكو على الحصول على منتجات وتكنولوجيات تستخدمها في حربها على أوكرانيا.
وقالت "نخوض حوارا مكثفا مع الصين، ونعرض عليهم أمثلة مختلفة بهذا الصدد" مضيفة "نطلب من الصين التحرك بشأن هذه الحالات".
وسئلت عن دور الصين في المفاوضات الجارية ضمن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) المنعقد في دبي، فشددت على أهمية المرحلة الحالية من المحادثات.
وقالت إن "طريقة تصرف الصين في كوب28 ستشكل لحظة حاسمة".
وذكرت بأن الصين مسؤولة عن 28% من انبعاثات غازات الدفيئة المسبّبة للاحترار، مقابل 7% للاتحاد الأوروبي.
كذلك تعتزم وزيرة الدفاع الألمانية السابقة أن تبحث مع محاوريها مسألة البرلمانيَّين الأوروبيين الخاضعَين لعقوبات صينية، مؤكدة "لطالما اعتبرت هذه العقوبات غير مبررة".
وفرضت بيجينغ في 2021 عقوبات على النائبَين الأوروبيين الفرنسي رافايل غلوكسمان والألماني راينهارد بوتيكوفر رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع الصين، لتنديدهما بالقمع الذي تتعرض له أقلية الأويغور المسلمة في غرب الصين.