قبل يومين من موعد انتهاء مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، مارس رئيسه الإماراتي سلطان الجابر الأحد مزيدًا من الضغوط على الدول المجتمعة في دبي لحل خلافاتها بشأن مستقبل الوقود الأحفوري، لكن لا يزال يتعيّن إقناع الدول المصدّرة للنفط وفي مقدّمتها السعودية.
وقال الجابر خلال مؤتمر صحافي مقتضب استغرق 11 دقيقة "الفشل ليس خيارًا. نحن نسعى لتحقيق مصلحة الجميع"، قبل أن يجتمع الوزراء الموجودون في مؤتمر كوب28، في "مجلس" تبعًا للتقاليد الإماراتية، لمناقشة الأمور المطروحة على قدم المساواة.
ويُفترض أن تُختتم أعمال المؤتمر الثلثاء.
وأكد الجابر الذي يشغل أيضًا منصب رئيس شركة النفط الإماراتية العملاقة "أدنوك"، بوضوح أنه لن يقبل بحلّ وسط لا يتوافق مع "العلم" والحفاظ على هدف اتفاق باريس والمتمثل بحصر الاحترار المناخي في 1,5 درجة مئوية.
وأضاف "على الجميع أن يتحلوا بالمرونة... نحن بحاجة إلى إيجاد توافق في الآراء وأرضية مشتركة بشأن الوقود الأحفوري، بما في ذلك الفحم" متباهيًا بأنه أول رئيس لمؤتمر للمناخ يدعو الأطراف إلى إدراج الوقود الأحفوري في الاتفاق النهائي للمؤتمر.
ويرى المشاركون، سواء انتموا إلى منظمات غير حكومية أم كانوا مندوبي دول، أن الاتفاق لم يكن يومًا أقرب إلى الإيذان ببداية نهاية النفط والغاز والفحم التي تعد الانبعاثات الناتجة عن حرقها منذ القرن التاسع عشر مسؤولة إلى حد كبير عن الاحترار العالمي الذي نشهده اليوم.
لكن يظل عليهم إقناع الكتلة التي تقودها المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم.
ورأى ألدن ماير من مركز E3G للدراسات المناخية أن "السعوديين لن يقبلوا أي تسوية. ستمارس الولايات المتحدة والصين وأوروبا وآخرون ضغوطًا جيوسياسية هائلة عليهم للقول لهم إنه ينبغي ألا يكونوا وحدهم السبب في فشل مؤتمر كوب28".
- مساعدات لدول الجنوب -
ويعتمد الاتفاق النهائي أيضًا على التعهدات المقدمة للدول الناشئة مثل الهند، التي ما زالت تنتج ثلاثة أرباع احتياجاتها من الكهرباء عن طريق حرق الفحم... وللدول النامية التي تطالب الدول الغنية بتخصيص الأموال لمساعدتها على تركيب محطات الطاقة الشمسية أو توربينات الرياح التي تحتاجها.
كررت المبعوثة الألمانية للمناخ جنيفر مورغان الأحد قولها "نحن بحاجة إلى صيغة قوية بشأن التخلي عن الوقود الأحفوري، تتماشى مع إبقاء الاحترار عند 1,5 درجة مئوية". وأضافت: "وفي الوقت نفسه، من الواضح أن الدول الأقل نموا لن تكون قادرة على التحرك بالسرعة نفسها مثل القوى الاقتصادية الكبرى في مجموعة العشرين".
ويرى مفاوضون أن الصين تتخذ موقفًا بناءً، في حين تُتهم السعودية بحرف المفاوضات عن مسارها وتركيزها على مواضيع أخرى لعرقلة كلّ شيء.
وقال مراقب منخرط في المناقشات رفض الكشف عن اسمه، لوكالة فرانس برس إن "السعوديين يؤخرون المفاوضات بشأن هذه المسائل الأساسية بالنسبة للدول النامية، على أمل أن تشعر هذه الأخيرة بالاستياء وأن تنضمّ إليهم في معارضة نصّ ختامي يتناول الوقود الأحفوري".
- عودة غوتيريس -
يُتوقع أن يعود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى دبي الأحد للمشاركة في المفاوضات الأخيرة.
وقال غوتيريس من الدوحة إن "مصادر الطاقة المتجددة رخيصة ونظيفة ولا حصر لها. ويمكنها تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة من دون تسميم بيئتنا وخنق كوكبنا".
ودعا شركات النفط إلى الاستثمار في الطاقات المتجددة، وحث قادة العالم في مؤتمر المناخ على الاتفاق "على تخفيضات كبيرة في الانبعاثات بما يتماشى مع الحفاظ على الاحترار العالمي عند 1,5 درجة".
- احتجاج في جناح أوبك -
دخل ناشطون لفترة وجيزة إلى جناح منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) احتجاجًا على رسالة من أمينها العام دعا فيها أعضاءها إلى رفض أي نص يستهدف الوقود الأحفوري في المؤتمر.
وقال نيكولا هاينغر من المنظمة غير الحكومية 350.org أمام دهشة زوار الجناح "بالنسبة لنا، فإن وجود جناح لمنظمة أوبك في مؤتمر الأطراف هو بمثابة وجود منصة نفطية ضخمة في قلب المفاوضات".
في روما، دعا البابا فرنسيس، الذي ألغى مشاركته في المؤتمر بسبب إصابته بالرشح، المؤمنين المتجمّعين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان إلى الصلاة من أجل التوصل إلى حلّ لأزمة المناخ خلال المؤتمر.
وقال خلال صلاة التبشير الملائكي الأحد "في غضون أيام قليلة، ستُختتم أعمال مؤتمر كوب28 في دبي. أطلب منكم أن تصلّوا من أجل تحقيق نتائج جيدة لحماية بيتنا المشترك وحماية الناس".
- البصمة الكربونية للغذاء -
لدى الطاقة خارطة طريق خاصة بها للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وضعتها وكالة الطاقة الدولية، ولكن حتى الآن، لم يكن للغذاء خارطة مماثلة. وبادرت منظمة الزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) بسد النقص الأحد مع وضع أهداف ملموسة لتحقيق الحياد الكربوني من دون المساس بإمدادات الغذاء العالمية.
ووفقاً لها، يجب أن تنخفض انبعاثات غاز الميثان الناجمة عن الثروة الحيوانية العالمية بنسبة 25% في عام 2030، مقارنة بعام 2020. وبعد ذلك بعشر سنوات، ينبغي أن تتوقف إزالة الغابات في العالم. لكن منظمات غير حكومية انتقدت خلو المبادرة من الدعوة إلى الحد من استهلاك اللحوم.