يجتمع رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو ورئيس غويانا عرفان علي الخميس في سان فنسنت وغرينادين، لحل الخلاف الحدودي بين البلدين حول منطقة إيسيكيبو الغنية بالنفط الخاضعة لإدارة جورجتاون وتطالب بها كراكاس.
وسيحضر اللقاء الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي يحاول التوسط، "بناء على طلب" الطرفين.
واتفق الرئيسان مادورو وعلي "على أن يعقد هذا الاجتماع تحت رعاية مجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي" التي يتولى رئاستها الدورية رالف غونسالفيس، رئيس وزراء سان فنسنت وغرينادين، و"دول المجموعة الكاريبية (كاريكوم)"، بحسب بيان صادر عن جزر الأنتيل الصغرى.
وقال غونسالفيس في البيان "هناك حاجة ملحة لتهدئة النزاع وإقامة حوار مناسب ومباشر".
واضاف رئيس وزراء الأرخبيل الذي يستضيف الاجتماع الذي لم يتم بعد تحديد تفاصيل انعقاده "لنحرص جميعاً بعزم على إنجاح هذا الاجتماع التاريخي".
وأكد رئيس غوايانا عرفان علي السبت لوكالة فرانس برس مشاركته في الاجتماع، مؤكداً موقفه الثابت بأن "النزاع تنظر فيه محكمة العدل الدولية، ولا مجال للتفاوض وأن الأمر لن يطرأ عليه تغيير".
وأشار وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل، من جانبه، إلى أن النزاع "لن يتم حله إلا من خلال الحوار والاحترام المتبادل والالتزام بالحفاظ على المنطقة كمنطقة سلام وخالية من (أي) تدخل".
صباح السبت، دعا الرئيس البرازيلي نظيره الفنزويلي إلى عدم اتخاذ "إجراءات أحادية" من شأنها تصعيد النزاع الحدودي.
كما أعرب الرئيس البرازيلي الذي أعلن جيشه عن تعزيز تواجده على الحدود الشمالية عن "القلق المتزايد" لدى دول أميركا الجنوبية التي دعت في بيان مشترك مساء الخميس "الطرفين إلى التفاوض من أجل التوصل إلى حل سلمي".
واوضح لولا حينها "إذا كان هناك شيء لا نريده، فهو اندلاع حرب في أميركا الجنوبية".
وشاركه الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الرأي السبت، قائلا على موقع "إكس" إن "أكبر مصيبة يمكن أن تحل في أميركا الجنوبية هي الحرب".
- "الناتو وروسيا في الأمازون" -
يتصاعد الجدل منذ 2015 عقب اكتشاف شركة إيكسون موبيل الأميركية النفطية العملاقة التي كانت تعمل بموجب تراخيص من غويانا، كميات كبيرة من احتياطي النفط في المنطقة التي تبلغ مساحتها 160 ألف كيلومتر مربع.
وتعدّ إيسيكيبو 125 ألف نسمة من عدد سكان هذا البلد البالغ 800 ألف نسمة، لكن تطالب بها أيضا فنزويلا التي تقول إن نهر إيسيكيبو الواقع شرق المنطقة يمثل حدودا طبيعية تم الاعتراف بها منذ 1777 إبان الامبراطورية الاسبانية.
تؤكد غويانا أن حدود إيسيكيبو رسمتها لجنة تحكيم في 1899، عندما كانت خاضعة للاستعمار البريطاني.
والمنطقة موضوع نزاع حدودي أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، والتي لا تعترف بها فنزويلا.
ويتبادل البلدان التصريحات الحادة منذ أيام، وناقش مجلس الأمن الدولي في جلسة مغلقة الجمعة الأزمة المتصاعدة بين البلدين، لكن لم يدل أي من الأعضاء بتصريحات.
ودعت روسيا، حليفة مادورو، إلى "حل سلمي مقبول للجميع".
وأكدت واشنطن، حليفة جورجتاون، "دعمها الثابت لسيادة غويانا".
وصف وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو على منصة إكس التدريبات العسكرية الجوية التي أعلنت الولايات المتحدة عن اجرائها في غويانا بأنها عمل "استفزازي".
واعتبر الرئيس الكولومبي السبت "أن إعادة إنتاج نسخة محلية من النزاع بين حلف الشمال الاطلسي وروسيا في الأمازون لن يؤدي إلا إلى إضاعة الوقت الحيوي والتقدم والأرواح... يتعين على فنزويلا وغويانا نزع فتيل النزاع".
في الاستفتاء الذي نظمته فنزويلا الأحد الماضي، سُئل الناخبون عما إذا كان ينبغي منح الجنسية للأشخاص الناطقين بالانكليزية في "ولاية غويانا إيسيكيبو" جديدة "وبالتالي دمج الولاية المذكورة على خريطة الأراضي الفنزويلية".
وقال المسؤولون في كراكاس إن 95 بالمئة من المستطلعين أيدوا الدمج.
ويقول محللون إن الاستفتاء وتصاعد الخطاب القومي، هما مسعى لصرف الانتباه قبل انتخابات مقررة في 2024 سيسعى مادورو خلالها لولاية جديدة وسط أزمة اقتصادية وتضاؤل إنتاج النفط.