بات الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول أول زعيم أجنبي يزور "غرف أبحاث" شركة "أيه إس إم إل" الهولندية العملاقة للتكنولوجيا الخاضعة لإجراءات أمنية مشددة، في زيارة تهدف لتأسيس تحالف قائم على الرقائق الإلكترونية بين منتجي أشباه الموصلات اللذين يعدان من الأكبر في العالم.
تجوّل يون في المنشآت الضخمة التابعة لـ"أيه إس إم إل" التي تصنّع آلات متطوّرة لإنتاج رقائق أشباه الموصلات الإلكترونية التي تعد مكوّنا أساسيا في مختلف السلع من الهواتف الذكية وصولا إلى السيارات.
وأفاد يون فرانس برس في مقابلة حصرية مكتوبة قبل أن يصبح أول رئيس كوري يزور البلاد منذ تأسست العلاقات عام 1961 بأن أشباه الموصلات تعد "محور" العلاقة بين بلاده وهولندا.
لكنها باتت محور صراع بين الصين والغرب.
كانت واشنطن وهولندا من بين القوى التي فرضت قيودا على تصدير معدات صناعة الرقائق الإلكترونية المتقدمة إلى الصين، خشية استخدامها بيجينغ لها لصناعة أسلحة متطوّرة.
وصفت الصين ذلك بـ"الإرهاب التكنولوجي".
وأفاد يون بأن إبداع "أيه إس إم إل" في القطاع شكّل "محرّكا رئيسيا للثورة الصناعية إذ قطعت أشواطا طويلة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والاتصالات بوساطة 5جي (انترنت الجيل الخامس فائقة السرعة)".
ومع احتدام المنافسة مع الصين، باتت صناعة أشباه الموصلات تحمل "أهمية استراتيجية أكثر من أي وقت مضى، وهو ما يضفي أهمية خاصة على هذه الزيارة إلى هولندا"، بحسب يون.
رافق يون في زيارته إلى "أيه إس إم إل" رئيسا شركتي تصنيع الرقائق الإلكترونية الرئيسيتين "سامسونغ إلكترونكس" و"إس كيه هاينكس".
تأثّرت الشركتان الكوريتان بالقيود على الصادرات إلى الصين إذ أنهما تتخذان من الصين مقرا لجزء كبير من إنتاجهما، خصوصا لـ"ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية" DRAM المتطورة ورقائق الذاكرة الوميضية.
كما أن مبيعات "أيه إس إم إل" للصين تعد كبيرة، خصوصا لأنظمة الأشعة فوق البنفسجية التي تقوم بطباعة العناصر الصغيرة للغاية المكوّنة للرقائق الدقيقة.
- "تحالف مرتبط بالرقائق الإلكترونية" -
أفاد يون فرانس برس بأن زيارته إلى "أيه إس إم إل" ستمثّل "نقطة تحوّل مهمة" في العلاقات بين البلدين فيما يعد النقاش المرتبط بالتعاون بشأن الرقائق الإلكترونية "على رأس أولويات" الزيارة.
وذكر مكتبه بأن الدولتين تسعيان إلى إقامة "تحالف مرتبط بالرقائق الإلكترونية" يشمل حكومتي البلدين والأعمال التجارية والجامعات البحثية.
يتوقع بأن يوقع البلدان على عدة اتفاقيات بعد لقاء بين يون ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته الأربعاء.
ترتبط هولندا وكوريا بالفعل بعلاقات تجارية قوية.
تعد كوريا الجنوبية ثالث أكبر شريك تجاري لهولندا في آسيا. وأما هولندا، فهي ثاني أهم شريك بالنسبة لكوريا في الاتحاد الأوروبي، وفق الحكومة الهولندية.
وخلال قمة بين يون وروته في تشرين الثاني 2022، وقّع البلدان على اتفاق "شراكة استراتيجية" يتضمن تعهّدا بتعزيز العلاقات المرتبطة بأشباه الموصلات.
انطلقت الزيارة بمراسم استقبال من قبل الملك فيليم ألكسندر سبقت زيارة "أيه إس إم إل" في فيلدهوفن في جنوب هولندا.
وخلال المراسم التي أقيمت في ساحة "دام" التاريخية وسط أمستردام، تفقد يون برفقة الملك حرس الشرف العسكري وتحدّثا إلى أطفال لوحوا بالأعلام الكورية والهولندية.
وسيتوجّه يون إلى لاهاي للقاء روته الأربعاء في اجتماع سيعقبه مؤتمر صحافي مشترك.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
