النهار

بولندا: رئيس الحكومة الجديدة دونالد توسك يدعو إلى تعزيز الاتحاد الأوروبي ودعم أوكرانيا
المصدر: أ ف ب
بولندا: رئيس الحكومة الجديدة دونالد توسك يدعو إلى تعزيز الاتحاد الأوروبي ودعم أوكرانيا
توسك يلقي كلمة أمام المشرعين في البرلمان البولندي في وارسو (12 ك1 2023، أ ف ب).
A+   A-
وجّه رئيس الحكومة البولندية الجديدة المؤيد للاتحاد الأوروبي دونالد توسك، الثلثاء، غداة انتخابه، رسائل قوية عدة في خطابه حول السياسة العامة، مؤكداً عودة بلاده إلى الساحة الأوروبية، ودعمه لأوكرانيا في حربها ورغبته في إعادة بناء المجتمع الوطني المنقسم بشدة. 

وستصوّت الغرفة السفلى في البرلمان في وقت لاحق على الثقة، وتُعتبر نتائج تصويتها شبه مضمونة لصالح حكومة توسك إذ يهيمن تحالفه الذي يضم أحزاب عديدة عليها، ما يضع حداً لحكم القوميين الشعبويين المستمر منذ ثماني سنوات. 

وفي كلمته أمام النواب، دعا توسك العالم إلى "التحرك بشكل كامل" لصالح أوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي وأكد العمل "بفعالية لصالح كييف". 

وقال "بعد ساعات تُعدّ بالعشرات، سأذهب إلى بروكسل (إلى القمة الأوروبية)، على أمل (...) إقناع حلفائنا التقليديين بأن يقفوا بشكل لا لبس فيه مع الحرية والقيم الجمهورية والدفاع عن أوكرانيا ضد العدوان الروسي".

كما أعرب الرئيس السابق للمجلس الأوروبي عن أمله بلقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال هذه القمة. 

ووعد توسك بحل النزاع على الحدود مع أوكرانيا بعدما أغلقها سائقو شاحنات بولنديون منذ شهر احتجاجاً على ما يعتبرونه منافسة غير عادلة من شركات الدولة المجاورة.

وشهدت علاقات البلدين أزمة خطيرة جراء الإغلاق. 

وقال توسك "وجدنا الحلول للاستجابة في أسرع وقت ممكن لاحتياجات سائقي الشاحنات البولنديين وفتح الحدود"، متهماً الحكومة السابقة بـ "التخلي" عن سائقي الشاحنات. 

تبدو رغبة توسك بالتعاون مع أوكرانيا متبادلة إذ أعرب الرئيس الأوكراني على منصة "اكس" عن "تهانيه" لتوسك فور انتخابه رئيسًا للوزراء الاثنين. 

- اتحاد أوروبي قوي -
وفي حديثه أمام مجلس النواب، قال توسك أيضًا إنه سيعيد لبولندا مصداقيتها وإنها ستعود "إلى مكانها" في الاتحاد الأوروبي.

وأضاف توسك "نكون أكثر قوة، وأكثر سيادة، ليس فقط عندما تكون بولندا أقوى، ولكن أيضاً عندما يكون الاتحاد الأوروبي أقوى". 

وشهدت علاقات الحكومة الشعبوية السابقة مع بروكسل، اضطرابات.

واختار توسك الخبير المخضرم في السياسة الخارجية لبولندا رادوسلاف سيكورسكي، لمنصب وزير الخارجية. 

وسبق لسيكورسكي أن شغل هذا المنصب بين عامي 2007-2014.

ووعد توسك بإعادة بسط سيادة القانون في بلاده التي شكلت مصدر خلاف عميق بين وارسو وبروكسل. وقد اتهمت بروكسل الحكومة الشعبوية القومية بتقويض الاستقلال والعدالة. واختار توسك لمنصب وزير العدل، الوسيط البولندي السابق لحقوق الانسان آدم بودنار الذي سُمي بـ "ضامن الاستقلال". 

وكانت بروكسل قد دانت أيضاً تراجع احترام سيادة القانون، وعرقلت الإفراج عن أكثر من 35 مليار يورو كانت مخصصة لبولندا من ميزانية الاتحاد الأوروبي. 

وقال توسك الذي تولى رئاسة مجلس  الوزراء من العام 2007 حتى 2014 ورئاسة المجلس الأوروبي من 2014 إلى 2019 "نعم، سأحصل من بروكسل على هذه المليارات التي طال انتظارها". 

وهنأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الاثنين توسك، وكتبت على موقعها في "اكس" "أتطلع إلى العمل معك". 

وأضافت "إن خبرتكم والتزامكم القوي بقيمنا الأوروبية سيكونان ذا قيمة في بناء أوروبا أقوى". 

واختار رئيس الوزراء المنتخب رئيس حزب الفلاحين وعضو "الطريق الثالث" (حزب ديموقراطي مسيحي) فلاديسلاف كوسينياك كاميش وزيراً للدفاع. 

وبالإضافة إلى الوزارات التقليدية، تم أيضًا إنشاء عدة وزارات جديدة، بينها وزارة المساواة، ووزارة المجتمع المدني، ووزارة مسؤولة عن المسنين.

- "تصحيح كل الأخطاء" -
وبغياب حصول أي مفاجآت، من المتوقع أن يؤدي رئيس الوزراء الجديد اليمين الدستورية صباح الأربعاء. 

ويتكون التحالف المؤيد للاتحاد الأوروبي من "الائتلاف المدني" الوسطي و"الطريق الثالث"، واليسار.  

يشغل هذا التحالف 248 مقعداً في الغرفة السفلى للبرلمان، مقابل 194 مقعداً لحزب القانون والعدالة، و18 مقعداً لحزب "الكونفدرالية" (يمين متطرف)، من بين 460 مقعداً. 

وعلى الرغم من فوز التحالف المؤيد للاتحاد الأوروبي بالانتخابات التشريعية التي أجريت في 15 تشرين الأول، كان الخيار الأول للرئيس القومي أندريه دودا تكليف حليفه ماتيوش مورافيتسكي تشكيل الحكومة، وهو ما أخّر لنحو شهرين خروج المعسكر القومي الشعبوي من الحكم بعدما تولى السلطة مدى ثماني سنوات.

اختارت الغرفة السفلى في البرلمان البولندي مساء الإثنين دونالد توسك، زعيم التحالف المؤيد للاتحاد الأوروبي، لتولي رئاسة الحكومة، بعد عدم منح المجلس الثقة لمورافيتسكي عقب عرضه سياسته العامة أمام البرلمان. 

وبعد اختياره لتولي رئاسة الحكومة الإثنين، شكر الرئيس السابق للمجلس الأوروبي البولنديين على الثقة التي منحوها إياه في انتخابات 15 تشرين الأول/أكتوبر. 

وقال "إنه يوم عظيم لكل الذين آمنوا طوال سنوات عدة بأن الأمور ستتحسن وبأننا سنطرد الظلمات والشر".

وتابع "اعتبارا من الغد، سنكون قادرين على تصحيح الأخطاء، بحيث يشعر الجميع أنهم في وطنهم في بولندا".

ردا على توسك اعتبر زعيم حزب القانون والعدالة القومي الشعبوي ياروسلاف كاتشينسكي أن خصمه "عميل ألماني".

وأعرب الزعيم التاريخي لحركة التضامن النقابية ليخ فاونسا والحائز على جائزة نوبل والمعروف بانتقاده لحزب القانون والعدالة، الاثنين عن "سعادته بعودة بولندا إلى طريق التنمية". 

وينتظر من هذه الحكومة المستقبلية المؤيدة لأوروبا القيام بخطوات كبيرة، علماً أن القوميين الشعبويين سيمثلون معارضة قوية لها، وسيواصلون سيطرتهم على العديد من مؤسسات الدولة. 

ويتحدث محللون عن "شبكة عنكبوت" نسجها حزب القانون والعدالة حول الدولة، ويزيد من قوتها استمرار ولاية دودا الرئاسية حتى العام 2025 ما يمكّنه في أي لحظة من عرقلة قوانين يقرها البرلمان.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium