النهار

الاتحاد الأوروبي يقرّر فتح مفاوضات الانضمام مع أوكرانيا وأوربان يضع شرطاً لموافقته على حزمة المساعدات
المصدر: أ ف ب
الاتحاد الأوروبي يقرّر فتح مفاوضات الانضمام مع أوكرانيا وأوربان يضع شرطاً لموافقته على حزمة المساعدات
ميشال مصرحا في نهاية اليوم الأول لقمة الاتحاد الأوروبي في مقره في بروكسيل (15 ك1 2023، أ ف ب).
A+   A-
وافقت 26 من أصل 27 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي، الجمعة، على بدء مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى التكتل، فيما هدد رئيس الوزراء الهنغاري بتعطيل طويل المدى لمنح مساعدات لهذا البلد إذا لم تفرج بروكسيل عن كلّ الأموال المجمدة المخصصة لبلاده.

بعد ليلة طويلة من المفاوضات في بروكسيل والتي لم تُفضِ إلى رفع حق النقض الذي استخدمته هنغاريا على حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو، طالب فيكتور أوربان الجمعة بأن تُدفع لهنغاريا "جميع الأموال الأوروبية" العائدة اليها والبالغة مليارات الدولارات والتي لا تزال مجمّدة باليورو قبل أن يدرس إمكان التراجع عن معارضته حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا.

وقال الزعيم الهنغاري في مقابلة مع الإذاعة الرسمية "لطالما قلت إننا إذا مضينا في تعديل ميزانية الاتحاد الأوروبي (...) ستغتنم هنغاريا الفرصة للمطالبة بوضوح بما تستحقه. ليس نصف ذلك ولا الربع بل الكلّ".

وأرجىء هذا الاستحقاق إلى القمة الأوروبية المقبلة في شباط، موضحًا أنه "يفترض أن يكون لدينا عندها فكرة أفضل عمّا يحدث للأموال".

وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أنّ دول الاتّحاد الأوروبي ستستأنف "مطلع العام المقبل" المفاوضات حول تقديم مساعدة جديدة لأوكرانيا.

قال رئيس وزراء هولندا مارك روته "توصّلنا لاتّفاق ضمن 26 دولة. ليس هناك اتّفاق من جانب هنغاريا في الوقت الحالي، لكنّني واثق بأننا سنتوصل إلى اتفاق العام المقبل".

واعتبر الكرملين الجمعة أن هنغاريا "تدافع عن مصالحها" من خلال تعطيل منح المساعدات الأوروبية لأوكرانيا.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف "إن هنغاريا دولة ذات سيادة. لديها مصالحها الخاصة. وعلى عكس الكثير من الدول الأوروبية، تدافع هنغاريا بحزم عن مصالحها، وهو ما يثير إعجابنا".  

غير أن مسار التوصل إلى تسوية يبدو شاقّا.

ووافق الاتحاد الأوروبي على منح أوكرانيا مساعدات بقيمة 50 مليار يورو هي 33 مليار يورو على شكل قروض و17 مليار يورو على شكل هبات على أربعة أعوام اعتبارًا من 2024.

وتعتبر هذه الشريحة الجديدة حاسمة بالنسبة لكييف التي لا تزال تنتظر إفراج الكونغرس الأميركي عن 60 مليار دولار معطلة بسبب معارضة مسؤولين جمهوريين.

- "لا تتوافر فيهما المعايير" -
في المقابل وافق رئيس الوزراء الهنغاري الخميس على عدم تعطيل فتح مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد. وغادر القاعة خلال التصويت على هذه المسألة. 

وقال مسؤول أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس إن الزعيم الهنغاري "لم يكن في القاعة حين تم تبني النص، وتم الاتفاق عليه معه".

وأضاف "إنه حلّ عَمَلي (...) وقد أُرسلت الإشارة السياسية".

في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك في وقت لاحق، شرح فيكتور أوربان أن بلده لا يريد أن "يتقاسم مسؤولية" هذا القرار "الذي لا معنى له" مع الدول الأعضاء الـ26 الأخرى لذلك "امتنع" عن الحضور.

وقرّر القادة المجتمعون في بروكسيل "فتح مفاوضات الانضمام مع أوكرانيا ومولدافيا"، بحسب ما أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، مضيفاً "إنها إشارة أمل قوية لمواطني هذين البلدين ولقارّتنا".

واعتبر الكرملين الجمعة أن انضمام أوكرانيا ومولدافيا قد "يزعزع" الاتحاد الأوروبي لأن هذين البلدين "لا تتوافر فيهما المعايير".

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هذا القرار بمثابة "انتصار لأوكرانيا ولأوروبا برمّتها وهو انتصار يحفّز ويُلهم ويُعزز القوة"، فيما رحّب البيت الأبيض بـ"قرار تاريخي".

وأضاف بعد ساعات من حضّه الأوروبيين على اتخاذ القرار أنّ "التاريخ يكتبه أولئك الذين لا يتعبون أبداً من النضال من أجل الحرية".

مع أن عملية المفاوضات ستكون طويلة، يحمل هذا القرار رمزية كبيرة لأوكرانيا التي تخوض حربًا مع روسيا منذ 24 شباط 2022.

وتحدث المستشار الألماني أولاف شولتس عن "إشارة دعم قوية" لأوكرانيا تمنح "أفقاً" لهذا البلد الذي يشهد نزاعًا منذ الغزو الروسي في شباط 2022.

- إشارة إيجابية -
وكان زيلينسكي ينتظر، على غرار ملايين الأوكرانيين، إشارة إيجابية من الأوروبيين في وقت تتزايد الإشارات السلبية من واشنطن.

وتتوالى الأخبار السيئة على أوكرانيا منذ أسابيع، فقد فشل هجومها العسكري المضادّ في تحقيق اختراق حاسم، كما تعطّلت المساعدات الغربية الضرورية للمجهود الحربي.

وتزامنا مع بدء القمة الحاسمة في بروكسيل، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ثقته بانتصار بلاده في هذه الحرب، قائلاً إنّ "قواتنا المسلحة تحسّن مواقعها على طول خط المواجهة".

من جانبه، حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ من أنه "في حال انتصر بوتين في أوكرانيا فثمة خطر فعلي ألا ينتهي عدوانه هناك. دعمنا ليس صدقة بل هو استثمار في أمننا".

وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّ "استمرار وزيادة" المساعدات لأوكرانيا هما "مسألة وجودية" بالنسبة للتكتل.

كذلك، منح الاتحاد الأوروبي جورجيا وضع المرشح وقرر فتح مفاوضات انضمام مع البوسنة الهرسك وفق شروط محددة.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium