النهار

صربيا: انتخابات تشريعيّة وبلديّة الأحد في ظل التضخم والاحتجاجات
المصدر: أ ف ب
صربيا: انتخابات تشريعيّة وبلديّة الأحد في ظل التضخم والاحتجاجات
أنصار للحزب التقدمي الصربي تجمعوا عند لافتة عملاقة حملت صورة الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، خلال تجمع سياسي للحزب في ستارك أرينا في بلغراد (2 ك1 2023، أ ف ب).
A+   A-
رغم عدم ارتباط مصيره مباشرة بنتائج انتخابات الأحد التشريعية والبلدية، إلا أن الاقتراع يعد بمثابة استفتاء على حكومة الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش في ظل ارتفاع معدلات التضخم وخروج احتجاجات على مدى شهور.

وبعد أكثر من عقد في السلطة، يبدو أن حزب فوتشيتش اليميني الشعبوي -- "الحزب الصربي التقدّمي" -- يتّجه لتمديد فترة حكمه، وفق الاستطلاعات، رغم الانتخابات البلدية التي يعد الفوز فيها أصعب في العاصمة بلغراد.

يعاني الصرب ارتفاع الأسعار بشكل كبير إذ بلغ معدل التضخم 12 في المئة تقريبا.

وقال فوتشيتش لأنصاره خلال تجمّع انتخابي الأسبوع الماضي "الوضع في البلاد ليس مثاليا... أعرف بأن حياتكم صعبة ولديكم مشاكل".

وفي مسعى للتخفيف من حدة التضخم قبيل الانتخابات، أقر سلسلة إجراءات إنفاق حكومية إذ رفع الرواتب التقاعدية ووزّع النقود على المسنين.

ويبدو أن هذه السياسات تؤتي ثمارها إذ يتوقع أن ينال "الحزب الصربي التقدّمي" 40 في المئة من الأصوات، وهو أمر سيمهّد لتحقيق فوتشيتش وحلفائه النصر.

يواجه حزب فوتشيتش المنافسة الأكبر من ائتلاف فضفاض لأحزاب المعارضة ومرشّحين يخوضون الانتخابات تحت شعار "صربيا ضد العنف".

تشكّلت الحركة غداة عدة عمليات إطلاق نار واسعة وقعت في وقت سابق هذا العام ودفعت مئات الآلاف للخروج إلى الشوارع. وسرعان ما تحوّلت التظاهرات احتجاجات ضد الحكومة تواصلت على مدى أشهر.

وقال فلاديمير بيجيتش من معهد "فاكتور بلاس" للاستطلاعات بأن عددا متزايدا من الناخبين ما زالوا لم يحسموا قرارهم قبل انتخابات الأحد مقارنة بما كان الحال عليه في الماضي.

وصرح لصحيفة "داناس" "لدينا لأول مرة بعد سلسلة دورات انتخابية قوة سياسية أخرى أكبر غير الحزب الصربي التقدمي: صربيا ضد العنف".

- "انهيار" -
لكن حتى أشد معارضي فوتشيتس لا يتوقعون أي تغيير كبير.

وقالت المهندسة دراييتشا باجيتش (55 عاما) لفرانس برس خلال مسيرة للمعارضة في العاصمة الثلثاء "أول خطوة، كما آمل، هي (تحقيق الفوز) في بلغراد وربما في مدن أخرى.. ومن ثم سيبدأ هذا البناء الهش بالانهيار".

ورغم أن فوتشيتش غير معني شخصيا بالانتخابات، إلا ان الرئيس حاضر بشكل واسع قبل الانتخابات إذ إن صوره معلقة على لوحات الطرق وعلى ناطحات السحاب فيما تتركز عليه التغطية الإعلامية في القنوات الإخبارية.

وفي مقطع مصور تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي وانتشر سريعا، شوهد فوتشيتش ووزراؤه يتناولون وجبة بقيمة 5,40 دولارات مكوّنة من النقانق واللبن والخبز، في تأكيد لجهودهم الرامية لإبقاء الأسعار منخفضة.

لكن معارضيه انتقدوا الفيديو باعتباره محاولة رخيصة لكسب الشعبية.

وقلل فوتشيتش مرارا من أهمية معارضيه ووصف الاحتجاجات بأنها جزء من مؤامرة خارجية، محذرا من أن الفوضى ستسود صربيا من دون قيادته.

وقال لأنصاره في تجمّع مؤخرا "لا يتعلّق الأمر بمغادرتي السلطة، بل يرتبط بقيامهم بتدمير كل شيء".

وتابع "سنحتاج الى عشرين عاما لإصلاح كل شيء... لذا سنهزمهم بطريقة أكثر إقناعا من أي وقت مضى".

استغل فوتشيتش الفترة التي قضاها في الحكم وتجاوزت عقدا لتشديد قبضته على السلطة، بما في ذلك السيطرة على الإعلام بحكم الأمر الواقع.

ودعا إلى الانتخابات المبكرة في تشرين الثاني، في آخر مثال على الكيفية التي نادرا ما أكملت من خلالها الحكومات في عهده فترات ولايتها، وهي خطوة يرى البعض أن هدفها منع المعارضة من المحافظة على توازنها.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium