تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، جعل روسيا "قوة سيادية ومكتفية ذاتيا" في مواجهة الغرب، وذلك في أول خطاب له خلال حملته قبل انتخابات آذار لتمديد حكمه حتى عام 2030 على الأقل.
وبوتين مرشح لولاية خامسة في انتخابات من دون معارضة حقيقية، تأتي بعد عامين ونيف من شنّ الهجوم في أوكرانيا.
وصل بوتين البالغ 71 عاما إلى السلطة عام 2000، ولم يشهد جيل روسي كامل زعيما غيره.
ومن المرجح أن يمدد الاقتراع فترة حكمه حتى عام 2030 على الأقل ويمنحه إمكان البقاء في الكرملين حتى عام 2036.
وقال بوتين خلال مؤتمر لحزب روسيا الموحدة الحاكم "علينا أن نتذكر وألا ننسى أبدا ونقول لأطفالنا: إما أن تكون روسيا قوة سيادية ومكتفية ذاتيا، أو أنها لن تكون موجودة على الإطلاق".
وأكد أنه سيجعل "السيادة" - وهو مصطلح فضفاض - أحد الأهداف الرئيسية لولايته الخامسة في الكرملين.
وأضاف بوتين على وقع تصفيق أعضاء روسيا الموحدة "لن نتخذ قراراتنا إلا بأنفسنا من دون نصائح أجنبية من الخارج".
وتابع "لا يمكن لروسيا أن تتخلى مثل بعض الدول عن سيادتها مقابل بعض +النقانق+ وتصبح تابعة لطرف ما"، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا.
وقد دعم حزب روسيا الموحدة ترشيح بوتين بالإجماع، وألقى زعماء الحزب وشخصيات عامة خطابات تأييد له.
ويرأس الحزب ديمتري مدفيديف الذي خلف بوتين في الرئاسة عام 2008، قبل عودة الأخير إلى الكرملين.
وأصبح مدفيديف واحداً من أكثر المسؤولين تشدداً في روسيا خلال الحملة العسكرية في أوكرانيا.
تأتي انتخابات 2024 مع استمرار حملة موسكو في أوكرانيا لشتاء آخر، مع مقتل عدد كبير من الجانبين، وسط حظر انتقاد العملية العسكرية في روسيا.
- "إثارة مشاكل داخلية" -
تؤكد روسيا أنها لا تتأثر بالضغوط الاقتصادية الغربية.
واتهم بوتين الدول الغربية بالرغبة في "إثارة مشاكل داخلية" في روسيا، متداركا "لكن مثل هذه التكتيكات لم تنجح".
وقال "لا يزال أمامنا الكثير لنفعله من أجل مصالح روسيا"، لافتا الى أن البلاد تواجه "مهاما تاريخية".
وتابع بوتين "دعونا ندافع، مع كل الشعب الروسي، عن سيادة روسيا وحريتها وأمنها وكل ما هو عزيز علينا: تاريخنا وثقافتنا وقيمنا وتقاليدنا".
من جهته، قال مدفيديف "ليس هناك أي شكّ في أن بوتين يجب أن يكون زعيما في أصعب الظروف التي تمر بها بلادنا"، متحدثا عن "أعداء خطيرين وخبيثين" في اشارة الى الدول الغربية.
وأشاد بقدرة روسيا على "مقاومة الضغوط الهائلة" من الغرب، مضيفا "كان الرد على تصرفات خصومنا هو صمود المجتمع الروسي ووحدته".
واعتبر الرئيس الروسي السابق أن فوز فلاديمير بوتين في آذار/مارس 2024 سيتيح له "التغلب أخيرا على القوى التي تهدد أمن وسيادة" البلاد.
وقال أبتي علاء الدينوف، قائد "قوات أحمد" الخاصة لنظام رمضان قديروف في الشيشان، "لقد وهبنا الله قائداً".
وأضاف "نحن الروس، لا نرى أنفسنا بدونه".
وسيجري التصويت وسط حملة قمع واسعة النطاق ضد المعارضة في روسيا.
ويقضي المعارض السياسي الرئيسي لبوتين، أليكسي نافالني، حكماً بالسجن لمدة 19 عاماً.
ودق حلفاء نافالني ناقوس الخطر الأسبوع الماضي مؤكدين انقطاع الاتصال به منذ عشرة أيام، ورجحوا نقله إلى سجن آخر.
ويقول فريقه إن نقله تم بالتزامن مع بدء حملة بوتين.