قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلثاء، إن روسيا مستعدة للدخول في محادثات مع أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا بشأن مستقبل أوكرانيا إذا كانوا يرغبون في ذلك، لكن موسكو ستدافع عن مصالحها الوطنية.
وقال بوتين، الذي أرسل قوات إلى أوكرانيا في عام 2022، مرارا إنه مستعد للحديث عن السلام، على الرغم من أن المسؤولين الغربيين يقولون إنه ينتظر الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني قبل أن يبذل جهدا حقيقيا.
وقال بوتين خلال اجتماع لقادة الدفاع في موسكو "في أوكرانيا، هل أولئك الذين يتعاملون بعدوانية تجاه روسيا، وفي أوروبا والولايات المتحدة، هل يرغبون في التفاوض؟ دعوهم (يفعلوا ذلك). لكننا سنتفاوض بما يعود بالنفع على مصالحنا الوطنية".
وأكد أنه "لن نتخلى عما نملكه"، مضيفا أن روسيا لا تنوي القتال مع أوروبا.
وتسيطر روسيا على حوالي 17.5 بالمئة من الأراضي المعترف بها دوليا كجزء من أوكرانيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 وقالت العام الماضي إن المناطق الأربع الإضافية في أوكرانيا التي تسيطر عليها قواتها جزئيا هي جزء من روسيا وتقول كييف إنها لن تركن إلى الراحة قبل طرد آخر جندي روسي من أوكرانيا.
روسيا في الحرب
وكان بوتين يتحدث في اجتماع لوزارة الدفاع حضره كبار القادة العسكريين بمن فيهم وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة الجنرال فاليري جيراسيموف وألكسندر بورتنيكوف مدير جهاز الأمن الاتحادي.
وقال بوتين إن القوات الروسية تمتلك الآن زمام المبادرة في ساحة المعركة.
وأضاف "لن نتخلى عن أهداف العملية العسكرية الخاصة". لكنه أضاف أن روسيا بحاجة إلى تحسين الاتصالات العسكرية والاستطلاع والاستهداف وقدرات الأقمار الصناعية.
وتابع أن صناعة الدفاع الروسية تستجيب بشكل أسرع من نظيرتها في الغرب، وأن روسيا ستواصل تطوير قواتها النووية والحفاظ على جاهزيتها القتالية على مستوى عالٍ.
وقال شويغو إن إنتاج روسيا من الدبابات تضاعف منذ شباط 2022 بمقدار 5.6 مثل والطائرات المسيرة بمقدار 16.8 مثل وقذائف المدفعية بمقدار 17.5 مرة.
وأضاف أن روسيا استقطبت 490 ألف جندي بطريقي التعاقد والتطوع في عام 2023. وفي العام المقبل، ستحاول روسيا زيادة عدد الجنود المتعاقد معهم إلى 745 ألفا.
وتابع أن القوات الروسية زرعت حقول ألغام على مساحة 7000 كيلومتر مربع في أوكرانيا بعضها بعرض يصل إلى 600 متر إلى جانب 1.5 مليون حاجز مضاد للدبابات وألفين كيلومتر من الخنادق المانعة لحركة الدبابات.
وقال بوتين إن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي "غير مقبولة بالنسبة لروسيا في غضون 10 سنوات ولا في خلال 20 سنة".
- توحيد المجتمع -
كذلك، أشاد أمام قيادات جيشه، بـ"توحيد" المجتمع" خلف هجومه على أوكرانيا، وذلك قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية والذكرى الثانية للحرب الدامية.
وعرض بوتين تطورات العام 2023 وانتقد مرة جديدة الغرب لشنه الحرب عليه بواسطة أوكرانيا، متهما جارته بالنازية ومشككا بوجود الأمة الأوكرانية.
وقدم مجددا هذا النزاع على انه حرب من أجل استمرار روسيا في مواجهة الغرب.
وقال أمام مجموعة من الجنرالات وكبار المسؤولين وحتى بطريرك الارثوذكس كيريل الذين اجتمعوا في وزارة الدفاع "الأهم قد يكون (...) هذا التوحيد العام لكل قوى المجتمع. أشكر هؤلاء الذين يساعدون مقاتلينا على الجبهة".
وأضاف "أريد أن أذكر مرة أخرى الدعم الهائل الذي يقدمه مواطنونا ورجال الأعمال والمتطوعون وممثلو المنظمات العامة والأحزاب والتجمعات التجارية وأطفال المدارس والطلاب والمتقاعدون للوحدات القتالية".
كما رحب بارتفاع انتاج الأسلحة والذخائر، فيما تم بعد العديد من الهزائم عام 2022 على الجبهة الأوكرانية، اعادة توجيه الصناعة الروسية نحو احتياجات الجيش وتضاعفت ميزانية الدفاع.
ورحب بوتين مرة أخرى بفشل الهجوم المضاد الصيفي الأوكراني في الشرق والجنوب، وتعهد مواصلة هجومه في 2024.
لكنه لم يكشف مرة أخرى حجم الخسائر الروسية على الجبهة منذ عامين، فيما اعترف الأسبوع الماضي بأن 617 ألف روسي يقاتلون حاليا هناك.
تقدر الولايات المتحدة أن موسكو فقدت 315 ألف جندي بين جرحى أو قتلى.
والجبهة في أوكرانيا مجمدة إلى حد كبير منذ تشرين الثاني 2022 والانسحاب الروسي من خيرسون (جنوب). ومع فشل الهجوم الأوكراني المضاد، عاودت روسيا الهجوم في خريف 2023 وقال بوتين إن جيشه يحسن مواقعه.
يسعى الرئيس الروسي الى ولاية جديدة في مناسبة الانتخابات الرئاسية في آذار المقبل، وهو إجراء شكلي في ظل عدم وجود أي شكل من المعارضة له.