النهار

هنية يزور مصر وإسرائيل تقاتل حماس في شوارع خان يونس (صور - فيديو)
المصدر: "النهار" - "وكالات"
هنية يزور مصر وإسرائيل تقاتل حماس في شوارع خان يونس (صور - فيديو)
أشخاص يتجمّعون لتفقّد أنقاض مبنى دمّره القصف الإسرائيلي في رفح، جنوب قطاع غزة (أ ف ب).
A+   A-
اندلعت معارك عنيفة بين القوات الإسرائيليّة وعناصر حركة حماس في شوارع مدينة خان يونس، ثاني أكبر مدينة في غزة، اليوم الأربعاء، في الوقت الذي أرجأت فيه الأمم المتحدة تصويتاً على محاولة لتعزيز توصيل المساعدات للقطاع الفلسطيني الذي يواجه كارثة إنسانيّة.

وأدّى القصف الإسرائيليّ إلى تدمير القطاع ومقتل نحو 20 ألفاً من سكان غزة، وفق وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني. كما تسبّبت في جوع ونزوح واسعي النطاق.
 

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مقتل جندي آخر خلال المعارك البرية في قطاع غزة.

وقال الجيش إن الجندي، وهو من قوات الاحتياط، قتل في معارك جنوبي قطاع غزة، كما تعرّض آخر لجروح خطيرة ونقل إلى المستشفى.

وبذلك يرتفع عدد الجنود الإسرائيليين القتلى داخل غزة إلى 133، وفق إحصاءات رسميّة إسرائيليّة.
 

ويتوجّه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الأربعاء إلى مصر لإجراء محادثات محورها التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

ميدانياً، واصل الجيش الإسرائيلي الثلثاء قصفه وعملياته البرية في غزة، على الرغم من ضغوط دولية تلحّ على حماية المدنيين في القطاع الفلسطيني المحاصر.

ويتزايد القلق من اتّساع محتمل لنطاق النزاع الذي انطلقت شرارته بهجوم غير مسبوق شنّته حماس في السابع من تشرين الأول على إسرائيل، من جراء الهجمات التي يشنّها الحوثيون، حلفاء حماس، على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وفي هذا السياق أفاد مصدر في حماس وكالة "فرانس برس" بأن هنية سيزور مصر الأربعاء على رأس "وفد قيادي رفيع".

وبحسب المصدر سيعقد هنية عدداً من اللقاءات أبرزها مع مدير المخابرات المصرية عباس للبحث في "وقف العدوان والحرب تمهيداً لصفقة تبادل بين الأسرى وإنهاء الحصار على قطاع غزة".
 

وليل الثلثاء نشرت حركة الجهاد الإسلامي مقطع فيديو قالت إنّه لرهينتين على قيد الحياة تحتجزهما في غزة.

وفي الفيديو يظهر رجلان يحضّان الواحد تلو الآخر على زيادة الضغوط على السلطات الإسرائيلية من أجل التوصّل إلى اتفاق للإفراج عنهما.

- إرجاء تصويت مجلس الأمن -
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أوفد مؤخراً "مرّتين مدير الموساد إلى أوروبا لتنشيط مسار الإفراج عن الرهائن" الذين لا يزالون محتجزين في غزة منذ اختطافهم في السابع من تشرين الأول على أيدي حماس وفصائل فلسطينية مسلّحة أخرى.

وفي نيويورك حيث مقر الأمم المتحدة، لا تزال مسألة "تعليق" القتال -- وليس وقف إطلاق النار الذي ترفضه إسرائيل معتبرة أنّ من شأن ذلك أن يعزّز سيطرة حماس على القطاع -- في صلب المفاوضات الشاقة حول مشروع قرار كان من المقرر طرحه على التصويت في مجلس الأمن الدولي الإثنين.

وأرجئ مراراً التصويت في الهيئة، والثلثاء أرجئ مجدّداً إلى الأربعاء لإتاحة مواصلة التفاوض، بحسب مصادر دبلوماسية.

 
- "قيّدونا" -
وليل الإثنين-الثلثاء، استهدف قصف إسرائيلي مدينتَي رفح وخان يونس (جنوب) ووسط غزة، بحسب مراسلين لوكالة "فرانس برس".
 

وقُتل الثلثاء 20 فلسطينياً في قصف لمدينة رفح، بحسب حركة حماس، من بينهم أربعة أطفال والصحافي عادل زعرب.

من جهة أخرى أعلن الجيش الإسرائيلي الثلثاء العثور على متفجرات في مركز طبي في الشجاعية، في ضواحي مدينة غزة، وتدمير أنفاق لحماس وقتل كوادر في الحركة في عمليات نفّذها مؤخراً.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري أنّ القوات الإسرائيلية في خان يونس "توسّع نطاق عملياتها وتعمّقها".

وفي القطاع الذي تخضعه إسرائيل لحصار مطبق منذ التاسع من تشرين الأول، نزح نحو 1,9 مليون نسمة، أي 85 في المئة من السكان، بسبب الحرب، وفق الأمم المتحدة.

واضطر كثير من السكان للفرار مرات عدة وأقاموا في مخيمات محرومين من الماء والغذاء والدواء والوقود.
 

وأعلن فضل نعيم، مدير المستشفى الأهلي وهو من آخر المؤسسات الاستشفائية التي لا تزال في الخدمة في شمال قطاع غزة، توقف المرفق عن العمل الثلثاء بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي له.

وأضاف نعيم "استشهد 4 مواطنين متأثرين بجروحهم التي أصيبوا بها أمس" الإثنين.

وقال المسعف محمد عراج في تصريح لـ"فرانس برس" بعدما تم نقله مع مصابين إلى دير البلح في وسط قطاع غزة "عصبوا أعيننا وقيّدونا... تم تقييدنا لأكثر من تسع ساعات في البرد".
 
- "ما من مكان آمن" -
وفي رفح، المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر والتي تؤوي عشرات آلاف النازحين الذين فروا من القتال في الشمال، كان ناجون يبحثون بين أنقاض مبنى منهار في الصباح وينتشلون جثثاً.

وقال جهاد زعرب لوكالة "فرانس برس" "ما من مكان آمن. نحن نازحون من مدينة غزة. جئنا إلى هنا، دمرت منازلنا. هناك قصف في كل غزة".

من جهته، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك "اليوم، يضطر الفلسطينيون للجوء إلى مناطق تزداد صغرا (...) فيما تقترب العمليات العسكرية شيئا فشيئا" منهم.
 

وأضاف "إنهم محاصرون في جحيم. لم يعد هناك مكان يذهبون إليه في غزة".

- "نهج أكثر استهدافاً" -
وتتزايد الدعوات للتهدئة مع تواصل ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين.

وحضّ وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون إسرائيل الثلثاء على اتباع "نهج أكثر استهدافاً" في حربها ضد حماس والحد من الخسائر في صفوف المدنيين.

وخلال زيارة لتل أبيب الإثنين، حضّ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على إيصال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكداً في المقابل أن بلاده "ستواصل تزويد" إسرائيل بالأسلحة والذخائر الحيوية والمركبات التكتيكية وأنظمة الدفاع الجوي التي تحتاج اليها في حربها ضد حركة حماس في قطاع غزة.

وعلى الرغم من دخول مزيد من الشاحنات المحملة بضائع تجارية إلى القطاع الثلثاء من معبري رفح، الحدودي مع مصر، وكرم أبو سالم، الحدودي مع إسرائيل، لا يزال ما يتم إدخاله إلى غزة بعيداً جداً من تلبية أبسط احتياجات السكان.




اقرأ في النهار Premium