النهار

وضع صحي "كارثيّ" والمجاعة تقترب في غزة... إسرائيل تؤكّد مواصلة الحرب (صور)
المصدر: "النهار" - "وكالات"
وضع صحي "كارثيّ" والمجاعة تقترب في غزة... إسرائيل تؤكّد مواصلة الحرب (صور)
النازحون الفلسطينّون في تلال خلّة مكحول شرق قرية طمون في وادي الأردن بالضفة الغربية المحتلّة (أ ف ب).
A+   A-
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينيّة أن قوّات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت فجر السبت، مدينة ومخيم جنين، وعدد من البلدات في الضفة الغربية المحتلّة.

ونقلت "وفا" عن شهود عيان أنّ عدداً كبيرً من الآليات العسكرية الإسرائيلية، ترافقها جرافة D9، اقتحمت المدينة والمخيم، من حاجز الجلمة، وأن اشتباكات دارت بين الشبّان وقوات الجيش الإسرائيلي.
 


كما أكّدوا انقطاع التيّار الكهربائي عن مخيم جنين وعدّة أحياء في المدينة تزامناً مع اقتحام الجيش الإسرائيلي.

وقتل ما لا يقل عن 18 فلسطينياً، مساء الجمعة، في قصف نفّذته طائرات حربيّة إسرائيليّة على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
 


وقالت مصادر محليّة إن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف منزلاً في شارع العشرين شرقي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدّى إلى مقتل 18 مواطناً على الأقل وإصابة عشرات آخرين.

كذلك شمل القصف محيط مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوبي القطاع.

كما دمّرت غارة نفذها الطيران محطّة لتحلية المياه بشارع غزة القديم في بلدة جباليا شمال قطاع غزة.

وأشار شهود عيان إلى أنّ عدّة آليات عسكرية تمركزت قرب مستشفى جنين الحكومي، بالقرب من (دوار الحصان)، المحاذي لمخيم جنين، في وقت تدفع فيه بتعزيزات إضافية من عدة محاور.

كما اقتحمت القوات الإسرائيلية فجر السبت، بلدة بيتا وقرية قريوت جنوب نابلس.

وذكرت مصادر محلية لـ"وفا" أن آليات عسكرية إسرائيلية اقتحمت قريوت وتجولت في شوارعها، كما دهم الجنود منزلاً بالقرية وفتشوه وعبثوا في محتوياته.
 
 
وشنّت إسرائيل السبت عمليات قصف إضافية على غزة مع تأكيدها مواصلة الحرب ضد حركة حماس بعيد صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو الى زيادة كبيرة وفورية في المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.

وبعد خمسة أيام من المفاوضات، طالب المجلس الذي يواجه انتقادات لفشله في اتخاذ أي خطوة ملموسة حيال الحرب التي اندلعت قبل أكثر من شهرين، في قرار الجمعة بزيادة "واسعة النطاق" للمساعدات دون الدعوة إلى وقف لإطلاق النار ترفضه واشنطن حليفة إسرائيل.

من جهته، أعلن الجيش ليل الجمعة تدمير مجمع أنفاق "استراتيجي" ومقرات لحماس في مدينة غزة بشمال القطاع.

يأتي ذلك بعيد صدور قرار مجلس الأمن الرقم 2720 الذي يدعو "كل الأطراف الى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق" إلى غزة، واتّخاذ إجراءات "عاجلة" بهذا الصدد و"تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية".
 

ويطالب النص أيضاً باستخدام "كل طرق الدخول والتنقل المتاحة في كل أنحاء قطاع غزة" لتوصيل الوقود والغذاء والمعدات الطبية إلى القطاع.

وصدر القرار بتأييد 13 من الأعضاء وامتناع الولايات المتحدة وروسيا.

لكن تأثيره على الأرض يبقى موضع تساؤل، اذ أن المساعدات التي تدخل قطاع غزة بكميات محدودة لا تقارن بالحاجات المتعاظمة لسكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة نزحت غالبيتهم العظمى في ظل الحرب والدمار الذي طال غالبية مقومات الحياة اليومية.

وفي حين أن قرارات المجلس ملزمة، لا يمنع ذلك بعض الدول من عدم احترامها.

وفي تعليقه على القرار، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن الدولة العبرية ماضية في هدفها المعلن منذ بدء الحرب، وهو "القضاء" على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع منذ العام 2007.

وكتب كوهين على منصة "إكس" أن "إسرائيل ستواصل الحرب في غزة إلى حين الإفراج عن كل الرهائن والقضاء على حماس في قطاع غزة".
 

وأكد أن إسرائيل "ستواصل تفتيش كل المساعدة الإنسانية إلى غزة لأسباب أمنية"، معتبراً أن "قرار مجلس الأمن يشدّد على الحاجة لضمان أن تصبح الأمم المتحدة أكثر فعالية في نقل المساعدة الإنسانية وضمان أن المساعدة تبلغ مقصدها ولا تنتهي بين أيدي إرهابيي حماس".

- "ليس نصاً مثالياً" -
 
وأثار قرار مجلس الأمن ردوداً متفاوتة.

وعلّقت لانا زكي نسيبة سفيرة الإمارات التي قدمت النص، "نعلم أنه ليس نصاً مثالياً، ونعلم أن وقف إطلاق النار وحده هو الذي سيضع حداً للمعاناة"، مضيفة أن النص رغم ذلك "يستجيب عملياً للوضع الإنساني اليائس للشعب الفلسطيني".

من جهتها، قالت حماس إنه "خطوة غير كافية، ولا تلبّي متطلبات الحالة الكارثية التي صنعتها آلة الإرهاب العسكري الصهيونية في قطاع غزة".

أما السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور فوصفه بـ"خطوة في الاتجاه الصحيح"، مضيفاً "يجب تنفيذه ويجب أن يكون مصحوباً بضغوط هائلة من أجل وقف فوري لإطلاق النار".

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن "وقفاً لإطلاق النار لأسباب إنسانية هو السبيل الوحيد لتلبية الحاجات الماسة للسكان في غزة ووضع حد لكابوسهم المستمر".

وفي حين أكد أنه "كان يأمل" بالمزيد من المجلس، اعتبر أن "المشكلة الحقيقية" أمام إيصال المساعدات الى غزة هي "الهجوم" الإسرائيلي.
 
 
وطلبت موسكو طلب تعديل لإعادة إدراج الدعوة إلى "تعليق عاجل للأعمال العدائية"، عارضته واشنطن.

وندّد السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا بـ"الابتزاز" الأميركي في المجلس.

وهي المرة الثانية ينجح المجلس بإصدار قرار بعدما دعا في 15 تشرين الثاني إلى "هدن إنسانية". ورُفضت خمسة نصوص أخرى خلال شهرين، من بينها اثنان بسبب الفيتو الأميركي، آخرهما في 8 كانون الأول إزاء دعوة إلى "وقف إطلاق نار إنساني".

وأكدت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد الجمعة أن "الأمر استغرق أياماً وليالي طويلة من المفاوضات لوضع الأمور في نصابها الصحيح، لكن اليوم، يقدم هذا المجلس بصيص أمل في محيط من المعاناة التي تفوق التصور".

- وضع صحي "كارثيّ" -
 
ويقترح القرار نظاماً تحت رعاية "منسّق" أممي مسؤول عن "تسريع" عملية التسليم من خلال "التشاور" مع الأطراف، ما يعني أن إسرائيل ستحتفظ بالإشراف التشغيلي على توصيل المساعدات.

وغابت من النصّ إدانة أو حتى ذكر اسم حماس، وهو ما انتقدته إسرائيل والولايات المتحدة. ودان القرار "كل أعمال الإرهاب" وكذلك "كل الهجمات ضد المدنيين"، وطالب بالإفراج "غير المشروط" عن جميع الرهائن.
 
وخلفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة حتى الآن 20057 قتيلاً، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 50 ألف جريح، وفق أحدث حصيلة لحكومة حماس.

وأدت الحرب الى دمار واسع في غزة، وأحالت أحياء بكاملها ركاماً. كما بلغ الوضع الإنساني مستويات كارثية بعدما شددت إسرائيل حصارها على القطاع بعيد اندلاع الحرب، وقطعت امدادات المياه والكهرباء والوقود والمواد الغذائية.

ورغم السماح بدخول قوافل إغاثية، تؤكد منظمات دولية أن هذه الكميات تبقى أدنى بكثير من حاجات السكان.

وعلى مدى الأسابيع الماضية، كانت المساعدات الانسانية تدخل حصراً عبر معبر رفح الحدودي مع مصر. وفي الآونة الأخيرة، أعلنت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم بين أراضيها والقطاع بشكل "موقت". وتقوم الدولة العبرية بتفتيش كل المساعدات قبل أن تجيز إدخالها.

ويواجه نصف مليون شخص، أي قرابة ربع السكان، خطر الجوع بحسب تقرير صادر هذا الأسبوع عن برنامج أممي يرصد مستويات الجوع في العالم. وفي الأسابيع الستة المقبلة، قد يجد جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، أنفسهم في الوضع نفسه.

الى ذلك، فإن تسعة فقط من مستشفيات غزة البالغ عددها 36 لا تزال تعمل جزئياً، وفق منظمة الصحة العالمية.

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس مساء الجمعة عبر منصة إكس "الجوع موجود، والمجاعة تقترب في غزة. السكان يتضورون جوعاً ويبيعون أغراضهم مقابل الغذاء"، مضيفاً "الآباء يحرمون أنفسهم حتى يتمكن أطفالهم من تناول الطعام، وهو أمر كارثي على الحالة الصحية للسكان في كل أنحاء قطاع غزة".







اقرأ في النهار Premium