نفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة اقتحامات في مدن مختلفة من الضفة الغربية، فجر الخميس، مما أسفر عن إصابة 14 مواطناً وجرح جندي إسرائيلي.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أنّ "521 شهيداً في الضفة الغربية سقطوا من بداية العام بينهم 313 شهيداً و3800 جريح منذ 7 أكتوبر".
وتركّزت الاقتحامات في كل من مدينتي رام الله والبيرة، ومدينة جنين ومخيّمها، ومدينة طولكرم ومخيّمها، وبلدة حلحول شمال الخليل، بالإضافة إلى مدينة أريحا.
وفي بلدة حلحول وحدها أصيب 9 مواطنين خلال المواجهات مع القوات الإسرائيلية، حيث جرت اشتباكات مسلّحة مع الجيش الإسرائيلي قرب دوار السينما وسط مدينة جنين بالضفة الغربية.
إلى ذلك قامت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي باقتحام قرية روجيب شرق نابلس.
ووصلت تعزيزات عسكريّة كبيرة من الجيش الإسرائيلي باتّجاه حاجز حوارة جنوب نابلس.
كما أصيب شابين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال اقتحامه وسط مدينة رام الله.
وقصفت طائرة مسيّرة إسرائيليّة الحي الشرقي بمدينة جنين أسفر عن إصابة ثلاثة مواطنين .
إلى ذلك، أوردت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن وزير الدفاع أنّه تم تصنيف 5 محلات صرافة في الضفة الغربية إرهابية وتمّت مصادرة 10 ملايين شيكل منها.
وكثّف الجيش الإسرائيلي الخميس غاراته وعملياته البرية في وسط وجنوب غزة، مع تواصل التحذيرات الدولية من "خطر جسيم" يطال المدنيين في القطاع حيث تجاوزت حصيلة القتلى 21 ألف شخص.
وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري ليل الأربعاء الى أن قواته تواصل لليوم الثالث توالياً شنّ غارات مكثفة على مخيمات وسط القطاع، ودفعت بقوات إضافية الى خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع والتي تشكّل منذ مدة محور العمليات البرية.
وألمح هاغاري كذلك الى احتمال "توسيع القتال في الشمال" على الحدود مع لبنان.
وأتت تصريحات هاغاري بعد ساعات من زيارة قام بها رئيس الأركان هرتسي هاليفي الى مقر قيادة المنطقة الشمالية حيث أكد وفق بيان للجيش، أن الأخير في "مستوى جاهزية عالٍ للغاية".
وأضاف "لقد صادقنا اليوم على خطط مختلفة للمراحل اللاحقة، حيث يتعيّن علينا أن نكون جاهزين للهجوم إذا لزم الأمر"، متابعاً "حتى الآن تدار المعركة هنا بشكل صحيح ورزين وهكذا يجب أن يستمرّ الوضع. لن نعيد السكان دون إتاحة الأمان وقبل أن يشعروا بالأمان".
- "خطر جسيم" -
ومع تواصل العمليات على الأرض، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الخميس مقتل ثلاثة جنود، ما يرفع حصيلة خسائره منذ بداية القتال البري إلى 167.
وأعربت مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان الأربعاء عن "قلق بالغ حيال قصف القوات الإسرائيلية المتواصل لوسط غزة" مؤكدة "على كل الهجمات أن تمتثل بشكل صارم إلى مبادئ القانون الإنساني الدولي بما في ذلك التمييز والتناسب وأخذ الاحتياطات".
توازياً، تواصلت التحذيرات من الكلفة الباهظة لاستمرار النزاع.
جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الدعوة إلى "وقف إطلاق نار مستدام" في غزة، مشدّداً على "ضرورة العمل من أجل وقف إطلاق نار مستدام، بمساعدة جميع الشركاء الإقليميين والدوليين".
ووفق الإليزيه، أعرب ماكرون لنتنياهو عن "قلقه العميق إزاء الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين وحالة الطوارئ الإنسانية المطلقة التي يواجهها السكان المدنيون في غزة".
بدوره، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الأربعاء من "خطر جسيم" يواجهه سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
ودعا تيدروس المجتمع الدولي لاتخاذ "خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات فظيعة ومن الجوع الحاد، والمعرضين لخطر شديد للإصابة بالأمراض".
وتؤكد المنظمة أن 21 من أصل 36 مستشفى في القطاع توقفت عن العمل.
- "لا منطقة آمنة" -
وبحسب أرقام الأمم المتحدة، أرغم 1,9 مليون شخص يمثلون 85% من سكان القطاع، على النزوح من منازلهم بسبب المعارك، فيما يخيم شبح المجاعة على القطاع الذي يواجه أزمة انسانية متعاظمة في ظل الحصار الإسرائيلي وشحّ المساعدات الإنسانية التي تدخل إليه منذ بدء الحرب.
وغير بعيد من دير البلح، طال قصف إسرائيلي مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تؤوي آلاف النازحين ليل الثلثاء الأربعاء في مخيم المغازي للاجئين.
وأظهر فيديو لـ"فرانس برس"، آثار دماء على الأرض، بينما عمل البعض على تنظيف البطانيات والفرش من آثار القصف الذي تسبب بحفرة في جدار غرفتهم.
وقال أحد النازحين الذي طلب عدم كشف اسمه "لا توجد منطقة آمنة في غزة".