حكمت محكمة في موسكو، اليوم، على شاعرَيْن روسيَّيْن شاركا في جلسة قراءة عامة مناهضة للحرب في أوكرانيا، بالسجن لمدد تصل إلى سبع سنوات.
وعند إعلان الحكم، هتف أنصار أرتيوم كاماردين (33 عاماً) وإيغور شتوفبا (23 عاماً) "عار!" وفق ما أفادت صحافية في وكالة "فرانس برس" كانت حاضرة في الجلسة، فيما قال يوري والد أرتيوم كاماردين: "إنّه تعسف مطلق!".
أوقفت الشرطة العديد من الأشخاص أمام المحكمة بعد انتهاء الجلسة بحسب منظمة "أفد-إنفو" المتخصصة غير الحكومية. وقالت إيلينا والدة كاماردين بلهجة ساخرة: "الجميع متساوون أمام القانون، لكن البعض يتمتّعون بهذا الحق أكثر من غيرهم".
أوقف أرتيوم كاماردين وإيغور شتوفبا في أيلول 2022 بعد مشاركتهما في جلسة قراءة عامة في ساحة تريومفالنايا في موسكو قرب النصب التذكاري للشاعر فلاديمير ماياكوفسكي، نقطة التقاء المعارضين منذ العهد السوفياتي.
وخلال تلك الجلسة، ألقى أرتيوم كاماردين قصيدة "اقتلني يا مسلح!"، المعادية للانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
"كسر الصمت"
في اليوم التالي، أوقف أثناء عملية تفتيش لمنزله قال إنه تعرض خلالها للضرب والاغتصاب بثقالة رياضية على أيدي شرطيين.
وكان الشاعران يحاكمان في البداية بتهمة "التحريض على الكراهية"، ثم اتُّهما "بالدعوة العلنية إلى ارتكاب نشاطات ضد أمن الدولة".
وقبيل النطق بالحكم الخميس، قرأ كاماردين بعض الأبيات من القصيدة التي يعتبر أنها "تكسر جدار الصمت" وتساعد على "إظهار المشاعر الحقيقية". وقال إنّ "الشعر هو الانتصار على الزمن وجلجلة السجين، والمحتجز".
وقال أرتيوم كاماردين للمحكمة في خطابه الأخير الذي نشره أنصاره على "تلغرام": "لست بطلاً، والذهاب إلى السجن بسبب معتقداتي لم يكن أبداً جزءاً من خططي".
وناشد القاضي السماح له "بالعودة إلى المنزل" متعهّداً في المقابل الابتعاد عن أيّ "موضوع حساس". وصرّح: "معتقداتي لن تتغيّر، لكن يمكنني أن أضمن لك أنّني لن أعبّر عنها علناً بعد الآن".
من جهتها، قالت ألكسندرا بوبوفا زوجة كاماردين لوكالة "فرانس برس" إنّ الحكم "قاسٍ جدّاً (...) سبع سنوات بسبب الشعر، بسبب جريمة غير عنيفة".
"كان ضرباً من الجنون أن نشعر بالأمل"
وتابعت: "أردنا أن نصدّق في أعماقنا أنّ الأمور ستكون أكثر سلاسة وسهولة، كان ضرباً من الجنون أن نأمل. لو كانت لدينا محاكم عادية، لما وجد هذا الوضع".
واقتادتها الشرطة بعدما تحدثت إلى الصحافة، بالإضافة إلى صديق للشاعر وصحافيَين.
وبحسب يفغينيا غريغورييفا محامية يفغيني كوراكين وهو أحد الصحافيَين اللذين أوقفا، فإنهما متهمان بـ"الإخلال بالنظام العام" ويواجهان خطر الاحتجاز مدة 30 يوماً.
وفي أيار، حُكم على شاعر ثالث وهو نيكولاي داينيكو الذي أوقف في الوقت نفسه بالسجن أربع سنوات، وفق منظمة "أفد-إنفو".