أعلنت كييف، الأحد، تدمير 21 من 49 مسيّرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد" أطلقتها روسيا ليلا، بعد يوم على تعهّد موسكو الرد على ما وصفته بـ"هجوم إرهابي" استهدف مدينة بيلغورود وأسفر عن مقتل 24 شخصا.
وأفاد سلاح الجو الأوكراني في بيان على تلغرام الأحد بأن المسيّرات استهدفت خصوصا "خطوط الدفاع الأمامية ومنشآت مدنية وعسكرية ومرتبطة بالبنى التحتية في المناطق الواقعة على خط الجبهة".
كذلك قالت كييف إن ستة صواريخ موجّهة استهدفت مدينة خاركيف في شمال شرق البلاد من دون أن توضح ما إذا كانت الصواريخ الستة أصابت أهدافها.
وأفاد حاكم خاركيف أوليغ سينيغوبوف أن 28 مدنيا جرحوا في الهجوم على المدينة من بينهم مراهقان ومواطن أجنبي.
وقال رئيس البلدية إيغور تيريخوف على تلغرام "نتيجة الهجوم الليلي للمسيّرات الروسية على خاركيف، تضررت أبنية في وسط المدينة. هذه ليست منشآت عسكرية بل إنها مقاه ومبان سكنية ومكاتب"، من دون الإشارة إلى سقوط ضحايا.
وأضاف "عشية رأس السنة، يريد الروس ترهيب مدينتنا، لكننا لسنا خائفين".
وجاءت الضربات الروسية الجديدة بعد يوم على هجوم غير مسبوق استهدف مدينة بيلغورود هو الأعنف ضد المدنيين في روسيا منذ اندلع النزاع في شباط 2022.
وارتفعت حصيلة القتلى إلى 24 شخصا فيما بلغ عدد المصابين 108 في بيلغورود، وهي مدينة تقع على مسافة 30 كيلومترا فقط عن الحدود استُهدفت مرارا بقصف عشوائي بحسب موسكو.
وقال حاكم منطقة بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف الأحد إن شخصا قتل بقصف أوكراني على قرية قريبة من الحدود.
- "تحميل المسؤولية لبوتين" -
أفادت موسكو بأن ذخائر عنقودية استُخدمت في هجوم السبت وأكدت خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي أن كييف استهدفت صالة رياضية وحلبة تزلج على الجليد وجامعة.
وصرّح السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا "إنه هجوم أعمى ومتعمد ضد هدف مدني".
لكن حلفاء أوكرانيا ردّوا بالإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من يتحمل المسؤولية في نهاية المطاف بسبب غزو الدولة المجاورة لبلاده قبل عامين.
وقال المبعوث البريطاني إلى الأمم المتحدة توماس فيبس "إذا كانت روسيا تريد أن تحمّل شخصا ما مسؤولية مقتل الروس في هذه الحرب، فيجب أن تبدأ بالرئيس بوتين".
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد في خطابه لمناسبة رأس السنة أن بلاده "لن تتراجع أبدا"، بدون أن يذكر صراحة الحرب في أوكرانيا.
وقال بوتين في خطابه لمناسبة رأس السنة "أثبتنا مرارا أن بإمكاننا الاضطلاع بأصعب المهمات وأننا لن نتراجع أبدا لأنه لا يمكن لأي قوة أن تقسمنا".
ولو أن بوتين لم يشر صراحة إلى الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ حوالى عامين، لمّح مرات عدة إليها مقدما على سبيل المثال تحية إلى الجنود "أبطالنا".
لكن خلافا للعام الماضي عندما ظهر محاطا بجنود يرتدون الزي العسكري، أعلن بوتين أن 2024 ستكون "سنة العائلة".
ومن المقرر أن يلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابه لمناسبة العام الجديد في وقت لاحق.
- حداد في أول أيام السنة الجديدة -
جاء الهجوم بعد يوم على إعلان أوكرانيا عن حملة من الضربات الصاروخية الروسية على مدن عدة بينها العاصمة كييف، وأودت بحياة 39 شخصا على الأقل.
وشملت أهداف الجمعة مدارس ومستشفى للتوليد وأسواقا وشققا سكنية. واعتُبر الهجوم من بين الأعنف منذ بدء الحرب.
والسبت، استهدفت ضربات جديدة مناطق خيرسون وزابوريجيا وتشرنيغيف، وفق السلطات المحلية.
وأفاد مسؤولون أن ثلاثة أشخاص آخرين قتلوا بضربات روسية في أنحاء أوكرانيا السبت.
وسيتم إعلان الأول من كانون الثاني يوم حداد في كييف حيث قتل 19 شخصا على الأقل، وفق مسؤولين في المدينة.
وأعلن الجيش الروسي أنه "نفّذ 50 ضربة جماعية وضربة كبيرة واحدة" على منشآت عسكرية في أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي، مضيفا أنه "تم ضرب كل الأهداف".
بدورها، دانت الأمم المتحدة الهجمات وطالبت بوقفها "فورا".
وفي مواجهة الهجمات الروسية المتواصلة، تحض أوكرانيا حلفاءها الغربيين على دعمها عسكريا.
وقال زيلينسكي في خطاب مساء السبت "سيكون العام المقبل عام العديد من القرارات... القرارات الدولية. ويجب أن يكون بمقدور أوكرانيا التأثير عليها لتتمكن من تحقيق أهدافها".
وتابع "سنقاتل من أجل النفوذ، من أجل العدالة لأوكرانيا، وأشعر بالامتنان لجميع القادة الذين يساعدون ومن كانوا معنا منذ 24 شباط وسيكونون معنا في 2024".
أعلنت بريطانيا أنها سترسل مئات صواريخ الدفاع الجوي الإضافية إلى كييف بعدما أعلن رئيس الوزراء ريشي سوناك أن "علينا مواصلة الوقوف بجانب أوكرانيا مهما تطلب الأمر وقتا".