النهار

إسرائيل تحذّر من أن حرب غزة ستتواصل "طيلة" 2024
المصدر: "أ ف ب"
إسرائيل تحذّر من أن حرب غزة ستتواصل "طيلة" 2024
مخيم رفح للاجئين في جنوب قطاع غزة. (أ ف ب)
A+   A-
 
حذّرت إسرائيل من أن الحرب مع حركة حماس في غزة ستستمر "طيلة" العام 2024 بعد ليلة رأس سنة شهدت عمليات قصف متواصلة على القطاع المحاصر وهجمات صاروخية على تل أبيب.
 
وبعد حوالى ثلاثة أشهر من بدء الحرب التي اندلعت نتيجة الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، قال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري مساء الأحد إن بعض جنود الاحتياط سيأخذ فترة استراحة من الحرب للاستعداد "لعمليات قتالية مطوّلة".
 
وأضاف "على الجيش الإسرائيلي أن يضع مخططاته مسبقاً لأنه سيُطلب منا تنفيذ مهمات ومعارك إضافية طيلة هذه السنة".
 
(امرأة فلسطينية تقف وسط الأنقاض والممتلكات في رفح بجنوب قطاع غزة- أ ف ب)
 
اندلعت الحرب بعدما شنّت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في 7 تشرين الأوّل أودى بحياة نحو 1140 شخصاً معظمهم مدنيّون وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند الى بيانات رسميّة.
 
وردّا على ذلك، تعهّدت إسرائيل "القضاء" على الحركة الفلسطينيّة، وهي تقصف بلا هوادة قطاع غزّة حيث لا يزال هناك 129 شخصا رهائن من بين حوالى 250 شخصاً اختُطفوا في 7 تشرين الأوّل من داخل إسرائيل.
 
وأسفر القصف الإسرائيلي على قطاع غزّة والذي يترافق منذ 27 تشرين الأوّل مع عمليّات برّية، عن مقتل 21978 شخصاً على الأقلّ، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحّة التابعة لحماس، وهي أعلى حصيلة لأي عملية إسرائيلية حتى الآن.
 
وأفادت الوزارة بسقوط 57697 جريحاً منذ بدء الحرب، في وقت أصبح معظم مستشفيات غزة إما خارج الخدمة أو متضرّراً ومكتظّاً.
 
ميدانياً، استهدف قصف مدفعي وضربات جوية ليل الأحد مدينتي رفح وخان يونس (جنوب) خصوصاً، على ما أفاد مراسل لوكالة "فرانس برس".
 
(الدخان يتصاعد فوق قطاع غزة- أ ف ب)
 
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس صباح الاثنين مقتل "24 مدنياً وإصابة العشرات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في استهدافات الليلة وحتى الخامسة صباحاً".
 
وأفاد المصدر نفسه أنه تم انتشال 15 جثة من أسرة واحدة من تحت أنقاض منزل تعرض للقصف مساء الأحد في جباليا في شمال قطاع غزة.
 
وقال سامي حمودة (64 عاما) لوكالة فرانس برس "إنها أسوأ سنة في حياتنا. قتلوا أولادنا".
 
ودوّت صفارات الإنذار في مناطق إسرائيليّة عدّة، وتمكّن صحافيّون في وكالة "فرانس برس" في تلّ أبيب من رؤية صواريخ تعترضها أنظمة الدّفاع الصاروخي الإسرائيليّة عند منتصف الليل بالتحديد.
 
"شعرت بالرعب"
 
وسارع أشخاص كانوا يحتفلون بالعام الجديد في أحد الشوارع إلى الاحتماء، فيما واصل آخرون الاحتفال.
 
وقال غابرييل زيملمان (26 عاما) لوكالة "فرانس برس" أمام حانة في تل أبيب إلى حيث أتى للاحتفال مع رفاقه "شعرت بالرعب، كانت أول مرة أرى فيها صواريخ، إنه أمر مرعب. هذه هي الحياة التي نعيشها، هذا جنون".
 
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلّح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مسؤوليتها عن الهجومَين في شريط فيديو نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنها استخدمت صواريخ إم 90 "رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين".
 
وأكّد الجيش الإسرائيلي الهجوم، من دون الإبلاغ في البداية عن وقوع إصابات أو أضرار.
 
ولم تهدأ الغارات الجوّية الإسرائيليّة، ولم تتوقّف المعارك البرّية بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حماس، فيما يسود اليأس بين سكّان قطاع غزّة المحاصر الذين يعانون تداعيات الحرب اليوميّة.
 
وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو السبت أنّ الحرب ستستمرّ "أشهرا عدة"، مجدِّداً تعهده القضاء على الحركة الفلسطينية.
 
وقُتل 48 فلسطينيّا على الأقل في قصف ليل السبت الأحد على مدينة غزة حسبما قالت وزارة الصحة التابعة لحماس. وقال شهود إن ضربة أخرى قتلت 20 شخصا كانت تؤويهم جامعة الأقصى في غرب مدينة غزة.
 
(مخيم رفح للاجئين في جنوب قطاع غزة- أ ف ب)
 
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه قتل 12 مقاتلاً فلسطينيّاً في عدد من المعارك البرّية وفي القصف الجوّي والمدفعي، مشيراً إلى أنه عثر على أنفاق لحماس ومتفجرات مزروعة في روضة أطفال.
 
وتسببت الحرب في دمار هائل وكارثة إنسانية في قطاع غزة الذي تهدد المجاعة سكانه وسط حصار مطبق تفرضه إسرائيل عليه منذ 9 تشرين الأول.
 
الاثنين، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى عودة المستوطنين اليهود إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وإلى "تشجيع" السكان الفلسطينيين على الهجرة، غداة دعوة مماثلة صدرت عن وزير المال الإسرائيلي.
 
وقال بائع القهوة مصطفى الشنار (43 عامًا) المتحدر من مدينة غزة والنازح حاليًا في رفح "الأوضاع المعيشية في قطاع غزة ميؤوس منها"، معربًا عن أسفه لارتفاع الأسعار الذي يعيق عمله.
 
واضطر أحمد الباز (33 عامًا) أيضًا إلى ترك منزله في مدينة غزة واللجوء إلى مخيم مؤقت في رفح بجنوب القطاع الفلسطيني. وقال لوكالة فرانس برس "عشنا مأساة لم يعرفها حتى أجدادنا".
 
مدمّرة إيرانية في البحر الأحمر
 
يواصل الوسطاء الدوليون جهودهم سعيا إلى وقف جديد لإطلاق النار. وتوجّه وفد من حركة حماس التي يُصنّفها الاتّحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل منظمة إرهابية، إلى القاهرة الجمعة لنقل "ردّ الفصائل الفلسطينية" على خطة مصرية تقضي بالإفراج عن رهائن وتشمل وقفا في الأعمال الحربية.
 
في الضفة الغربية، تفاقمت أعمال العنف منذ بداية الحرب في غزة.
 
الاثنين، أعلنت المنظمة الحقوقية الإسرائيلية "ييش دين" أن أعمال العنف التي ارتكبها مستوطنون إسرائيليون ضد فلسطينيين في الضفة الغربية وصلت إلى مستويات قياسية في العام 2023 وخلفت ما لا يقل عن عشرة قتلى.
 
وأججت حرب غزة التوتر عند الحدود بين لبنان وإسرائيل التي تشهد تبادلا شبه يومي للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله الموالي لإيران والداعم لحركة حماس.
 
وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء الأحد أنه حدد "هدفا جويا معاديا" آتيا من سوريا واعترضه. وقال إنه اعترض أيضا "طائرة مُعادية" كانت متّجهة نحو أراضيه.
 
وفي البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي الأحد إغراق ثلاثة زوارق تابعة للحوثيين وقتل طواقمها ردا على ثاني هجوم في أقل من 24 ساعة على حاملة حاويات في البحر الأحمر. وأكّد مصدران في ميناء الحديدة مقتل عشرة حوثيين في القصف الأميركي على الزوارق.
 
الاثنين، دخلت المدمّرة الإيرانية "البرز" البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، وفق ما أعلنت وكالة "تسنيم" للأنباء، في ظل ارتفاع منسوب التوتر المرتبط بالممر المائي المهم دوليا.
 
ومنذ بدء الحرب يبدي الحوثيون دعمهم للفلسطينيين في قطاع غزة وكثفوا في الأسابيع الأخيرة هجماتهم على السفن في البحر الأحمر ما يهدد بتعطيل تدفقات التجارة البحرية العالمية.

اقرأ في النهار Premium