ارتفعت حصيلة الزلزال الذي ضرب وسط اليابان الإثنين الى 73 قتيلا، بينما يواصل عمال الانقاذ جهود البحث عن ناجين الأربعاء وسط ظروف جوية سيئة ومخاوف من انزلاقات للتربة وهزات ارتدادية.
وفي أنحاء مقاطعة إيشيكاوا بجزيرة هونشو كانت عربات الطوارئ تحاول بصعوبة المرور في الطرق التي تساقطت عليها الصخور والأشجار.
وتكبدت شبه جزيرة نوتو في المقاطعة أكبر الأضرار جراء الزلزال الذي بلغت شدته 7,5 درجات، وبدت بلدات مثل واجيما وسوزو مثل ساحة حرب بعد أن غمرت الوحول الطرق وسوّيت منازل بالأرض وغرقت مراكب.
وقالت يوكو ديمورا (75 عاما) من ملجأ في مدينة ناناو التي توجهت إليها بعدما أصبح منزلها ركاما لفرانس برس "لا أستطيع العودة الى هناك، لم يعد صالحا للسكن. الأمر يحزنني".
وفي مدينة سوزو الساحلية، أشار رئيس البلدية ماسوهيرو إيزوميا الى أن كل المنازل تقريبا تهدمت.
ونقلت عنه قناة "تي بي إس" قوله "نحو90 بالمئة من المنازل (في المدينة) دمرت بشكل كامل أو شبه كامل... الوضع كارثي حقا".
وأكدت حكومة المقاطعة مقتل 73 شخصا وإصابة أكثر من 400 بجروح، في حصيلة يُرجح أن ترتفع.
وأكدت السلطات اليابانية أن أكثر من 33400 شخص يقيمون حاليا في ملاجئ فيما انهار أكثر من 200 مبنى.
ولا يزال قرابة 30 ألف منزل من دون كهرباء في مقاطعة إيشيكاوا، على ما قالت الشركة المزودة للخدمة، وأكثر من 110 ألف منزل من دون مياه.
وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا أن "أكثر من 40 ساعة مرت على الكارثة. لقد تلقينا الكثير من المعلومات عن أشخاص يحتاجون الى انقاذهم وأشخاص ينتظرون المساعدة".
وأكد في تصريحات عقب اجتماع لخلية الطوارئ زيادة عدد العسكريين وكلاب الانقاذ الذين أُرسلوا للمشاركة في عمليات البحث.
وأفادت السلطات المحلية عن وصول كميات من المواد الغذائية وإمدادات الطوارئ الى المنطقة، لكنها أشارت الى أن الأضرار التي لحقت بالطرق أدت الى عرقلة عمليات إيصالها للمحتاجين.
وقالت يوكو أوكودا (30 عاما) التي لجأت الى مركز إجلاء في بلدة أناميزو "أنا هنا لأن شرايين الحياة تقطعت. الكهرباء، المياه، الغاز، كل شيء. ومع استمرار الهزات الارتدادية، يمكن لمنزلنا أن ينهار في أي لحظة".
وأضافت لوكالة فرانس برس "البرد ونقص الغذاء هما أكثر ما يثير قلقي حاليا".
- أضرار طفيفة في منشآت نووية - والزلزال الذي بلغت شدته 7,6 درجات بحسب هيئة الأرصاد اليابانية هو واحد من أكثر من 400 زلزال ضرب المنطقة حتى صباح الأربعاء.
كما تسبب الزلزال الذي شعر به أيضاً سكان طوكيو على بعد 320 كيلومترًا من نوتو، بأضرار مادّية جسيمة وموجات تسونامي الاثنين على ساحل بحر اليابان، إلا أنها كانت منخفضة نسبياً ولم يتخط ارتفاعها 1,2 مترا.
وتشهد اليابان باستمرار زلازل بسبب وقوعها فوق "حزام النار" في المحيط الهادئ، وهي منطقة تشهد نشاطا زلزالياً مرتفعاً.
تعرضت البلاد في آذار 2011 لإحدى أسوأ الكوارث في العصر الحديث، إذ ضرب زلزال بقوة 9 درجات قرب سواحلها الشمالية الشرقية، نتجت منه موجات مد "تسونامي"، وأودى ب18 ألفا و500 شخص بين قتيل ومفقود.
وأدى الزلزال حينها أيضا إلى حادثة في محطة فوكوشيما النووية، هي الأسوأ منذ كارثة تشيرنوبيل في العام 1986.
وأفيد عن أضرار طفيفة في عدد من محطات الطاقة النووية على شاطئ بحر اليابان عقب زلزال الإثنين والهزات الارتدادية، من بينها تسرب مياه تبريد الوقود النووي وانقطاع جزئي للكهرباء في أحد المرافق.
واستبعد مشغلو المحطة خطر حدوث أضرار بالبيئة أو بمحطات الطاقة النووية نفسها.