أطلقت كوريا الشمالية، اليوم، أكثر من 200 قذيفة مدفعية قُرب جزيرتَين كوريّتَين جنوبيّتَين، ما دفع بسيول إلى طلب إخلائهما وإجراء مناورات مناورات عسكرية بالذخيرة الحية على إحداهما.
وتأتي عملية الإطلاق بعد تحذيرات متكرّرة من كوريا الشمالية بزعامة كيم جونغ أون من استعدادها للذهاب الى الحرب ضد جارتها الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة.
وأصدرت أوامر لسكان الجزيرتَين بالإخلاء وعلّقت خدمات العبّارات.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع في سيول، خلال مؤتمر صحافي، إنّ "كوريا الشمالية أطلقت أكثر م
ن 200 قذيفة اليوم في مناطق جانغسان-غوت في الجزء الشمالي من جزيرة بانغيونغ والمناطق الشمالية من جزيرة يونبيونغ".
وصرّحت وزارة الدفاع "هذا عمل استفزازي يُهدّد السلام في شبه الجزيرة الكورية"، مضيفةً أنّ "جيشنا يراقب الوضع من كثب بتنسيق وثيق مع الولايات المتحدة، وستتخذ الإجراءات المناسبة ردّاً على استفزازات كوريا الشمالية".
وأشارت الوزارة إلى أنّه "لم يحدث أيّ ضرر للشعب الكوري أو الجيش" بعد سقوط القذائف شمال الحدود الفعلية المعروف بخط الحد الشمالي.
وبعد ذلك بقليل، أجرَت البحرية الكورية الجنوبية مناورات بالذخيرة الحية في جزيرة يونبيونغ الجمعة، وفق ما ذكرت وكالة يونهاب.
من جهتهم، قال مسؤولون محليّون في يونبيونغ، لوكالة "فرانس برس"، إنّ السلطات طلبت من المدنيين إخلاء الجزيرة مشيرين إلى أنّ هذا الإجراء اتّخذ "وقائيّاً".
وتقع جزيرة يونبيونغ في كوريا الجنوبية في البحر الأصفر على مسافة نحو 80 كيلومتراً غرب إنشيون و12 كيلومتراً جنوب ساحل مقاطعة هوانغهاي في كوريا الشمالية.
كذلك، أبلغت السلطات في جزيرة بانغيونغ التي يبلغ عدد سكانها حوالى ألفي نسمة عن صدور أمر إخلاء فيها.
وأوضح مسؤول محلي في جزيرة باينغنيونغ التي يسكنها حوالى 4900 شخص لوكالة "فرانس برس": "نحن نصدر إعلانات بالإخلاء".
من جهتها، حضّت الصين كل الأطراف على "ضبط النفس".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين: "في ظل الوضع الراهن، نأمل بأن تحافظ كل الأطراف على الهدوء وضبط النفس، وتمتنع عن القيام بخطوات تزيد من التوترات، وتفادي تصعيد إضافي للوضع، وتوفير ظروف لاستئناف الحوار المجدي".
وفي تشرين الثاني 2010، أطلقت بيونغ يانغ وابلا من 170 قذيفة مدفعية على جزيرة يونبيونغ ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم مدنيان. وكان هذا أول هجوم كوري شمالي على منطقة مدنية منذ الحرب الكورية 1950-1953.
والعلاقات بين الكوريتين هي حاليا في أحد أدنى مستوياتها منذ عقود بعدما كرّس كيم وضع بلاده كقوّة نووية في الدستور وأجرت بلاده سلسلة اختبارات على العديد من الصواريخ الباليستية المتطورة العابرة للقارات.
تهديدات واستعدادات
في خطاب طويل ألقاه في ختام اجتماع لمناسبة نهاية العام حدّد فيه التوجّهات الاستراتيجية لبلاده، أطلق الزعيم الكوري الشمالي تهديدات جديدة بتوجيه ضربات نووية ضد سيول وأمر بتسريع الاستعدادات العسكرية لـ"حرب" يمكن أن "تندلع في أي وقت" في شبه الجزيرة.
وقال كيم جونغ أون في خطابه إنّ واشنطن "لا تزال تشكل أنواعا مختلفة من التهديد العسكري لبلدنا"، وأمر الجيش الشعبي الكوري بمراقبة الوضع الأمني في شبه الجزيرة الكورية من كثب والحفاظ "على قدرة ساحقة للرد على الحرب"، بحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية.
واعتبر الزعيم الكوري الشمالي أنّه "أمر واقع أن تندلع حرب في أي وقت في شبه الجزيرة الكورية بسبب تحركات الأعداء المتهورة الهادفة إلى غزونا" وأمر "بتعبئة كل الوسائل والقوى المادية، بما في ذلك القوّة النووية، في حالة الطوارئ" ضد كوريا الجنوبية.
وفي مسعى لردع بيونغ يانغ، أرسل الجيش الأميركي إلى كوريا الجنوبية الشهر الماضي الغواصة "ميزوري" العاملة بالدفع النووي فيما أشرك حاملة الطائرات "رونالد ريغان" وقاذفة إستراتيجية من طراز (بي-52) في مناورات عسكرية مع سيول وطوكيو.
وردّت بيونغ يانغ بتجربة لإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات "هواسونغ-18"، هو الأقوى في الترسانة الكورية الشمالية ويرجّح أنه قادر على بلوغ كل الأراضي الأميركية، في تحذير صريح لواشنطن.
وفي 2023، أجرت كوريا الشمالية عددا قياسيا من تجارب الصواريخ الباليستية، في انتهاك للعديد من قرارات الأمم المتحدة التي تمنع بيونغ يانغ من تطوير هذه التكنولوجيا.