النهار

ميرسك تحوّل مسار سفنها من البحر الأحمر حتى إشعار آخر
المصدر: أ ف ب
ميرسك تحوّل مسار سفنها من البحر الأحمر حتى إشعار آخر
شركة "ميرسك" للشحن.
A+   A-
أعلنت شركة ميرسك الدانماركية العملاقة للشحن البحري، الجمعة، تحويل مسار سفنها إلى جنوب أفريقيا وتعليق عبورها البحر الأحمر، في ظل هجمات ينفذها الحوثيون اليمنيون تضامنًا مع غزة وتحدث بلبلة في حركة التجارة الدولية.

وأفادت الشركة في بيان أن "كل سفن ميرسك التي كان من المقرر أن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، سيتمّ تحويل مسارها الى الجنوب حول رأس الرجاء الصالح في المستقبل القريب"، مشيرة إلى أن "كل المعلومات المتوافرة تؤكد أن الخطر الأمني  يبقى عند مستوى مرتفع بشكل ملحوظ" في البحر الأحمر.

وكانت ميرسك أعلنت الثلثاء أن اسطولها لن يستأنف عبور مضيق باب المندب الإستراتيجي بعد تعليق مروره الأحد إثر هجوم للحوثيين على إحدى سفنها، كان الثاني في أقل من شهر.

ومنذ 18 تشرين الثاني، تعرّضت 25 سفينة تجارية كان تبحر في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن إلى هجمات.

وقالت ميرسك متوجهةً إلى زبائنها "ندرك التأثير المحتمل لهذا القرار على عملياتكم اللوجستية، لكنّنا نؤكد لكم أنّ كل القرارات اتُّخذت بعناية وأُعطيت فيها الاولوية  لسلامة سفننا وبحارتنا وبضائعكم".

ومع  الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، تزداد مدة رحلة السفن بين آسيا وأوروبا ما بين 10 أيام و20 يوما، بحسب أرتور باريلا المدير العام لشركة "أوفرسي" لتنظيم رحلات الشحن البحري.

- "انسجام" -
وتؤكد ميرسك أنها تعتزم من خلال هذا القرار تجنيب سفنها المخاطر.

وافادت أنه "بتعليق الرحلات عبر البحر الأحمر وخليج عدن، نأمل في تأمين مزيد من الانسجام والقدرة على التكهن لزبائننا رغم التأخير المرتبط بإعادة تحديد المسار".

وتحويل المسار هذا الذي اعتمدته شركات شحن بحري أخرى ولو بصورة غير منهجية، تترتب عليه كلفة قدرها 400 دولار للحاوية من 40 قدما، يضاف إليها ما بين 600 وألفي دولار للحاوية ككلفة إضافية في مواسم الذروة.

وضاعفت شركة "سي إم سي سي جي إم" الفرنسية للشحن البحري التي علقت عبور سفنها في البحر الأحمر، رسوم النقل للحاوية من 40 قدما بين آسيا والبحر المتوسط من ثلاثة آلاف إلى ستة آلاف دولار.

وتذكر هذه الزيادات بسنوات تفشي وباء كوفيد، حين وصل سعر الشحن البحري إلى مستويات غير مسبوقة بسبب بلبلة الشبكات اللوجستية.

وفي هذا السياق، ازداد مؤشر شنغهاي لشحن الحاويات، أحد المؤشرات المرجعية لرسوم شحن البضائع من الصين، ليصل إلى حوالى الضعف خلال بضعة أسابيع.

- 12% من التجارة العالمية -
وحضّت 12 دولة الحوثيين الأربعاء على "الوقف الفوري لهجماتهم غير القانونية" على السفن في البحر الأحمر، وحذّرتهم من عواقب لم تحددها.

وفي كانون الأول، أنشأت الولايات المتحدة مع دول أخرى تحالفاً دولياً لحماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين في هذه المنطقة الاستراتيجية التي يمر عبرها 12% من التجارة العالمية.

ويؤكد الحوثيون أنّهم سيواصلون استهداف السفن التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو تلك التي يعتقدون أنها متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، "نصرة" لأهالي قطاع غزة المحاصر في ظل الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium