أعلن الكرملين، الثلثاء، أن الجيش الروسي سيتخذ كل الإجراءات اللازمة لوقف القصف الأوكراني المتزايد على مدينة بيلغورود الروسية الحدودية.
وأكّد وزير الدفاع سيرغي شويغو أنّ القوات الروسية تحدّد مسار القتال على خط الجبهة الذي لم يشهد تغييرات كبيرة منذ قرابة العام رغم القتال العنيف الدائر.
وواجهت بيلغورود ضربات متزايدة خلال الأسابيع الأخيرة، مما دفع المسؤولين المحليين إلى إجلاء مئات السكان وتأجيل العودة إلى المدارس.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريح لصحافيين إن "جيشنا سيواصل بطبيعة الحال بذل كل ما هو ممكن لخفض الخطر أولا والقضاء عليه كليا لاحقاً".
واتهم الجيش الأوكراني بإطلاق النار على أهداف مدنية في وسط بيلغورود التي يقطنها نحو 340 ألف شخص، بأسلحة قدمتها دول أوروبية.
وحاول الكرملين ألا تؤثر الحرب على الحياة اليومية في روسيا، لكن مع استئناف الجيش الروسي قصفه المكثف على المدن الأوكرانية، زادت أوكرانيا من ضرباتها على الأراضي الروسية، مستهدفة خصوصاً بيلغورود.
وأدت سلسلة من الهجمات شنّتها القوات الأوكرانية على بيلغورود خلال الشهر الفائت إلى مقتل 25 شخصاً، في ما اعتُبر أسوأ هجوم على المدنيين الروس منذ بدء الحرب قبل نحو عامين.
ورداً على ذلك، أكّد بوتين أنه يريد "تكثيف" الضربات الروسية على أوكرانيا، في حين تواصل قواته قصفها العنيف على كييف ومدن أوكرانية أخرى.
- "المبادرة الاستراتيجية" على خط القتال -
أعلن حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف الثلثاء، أن ثلاثة أشخاص أصيبوا بجروح جراء حطام أسلحة أوكرانية تم إسقاطها.
وأشار إلى أنّ أنظمة الدفاع الجوي الروسية في المدينة تصدّت لعشرة هجمات ليلاً، مما تسبّب بأضرار في عدد كبير من المنازل.
والأسبوع الفائت، حضّ مسؤولو المدينة السكان على وضع شرائط على نوافذهم لتجنب تحطّمها جراء الضربات، وهو إجراء شائع في مختلف أنحاء أوكرانيا.
وبعد ساعات من تصريحات بيسكوف، أفاد حاكم كورسك رومان ستاروفويت بأنّ منطقته شهدت هجوماً عنيفاً.
وقال ستاروفويت، في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إنّ "قرية غورنال تعرّضت بعد ظهر اليوم، إلى قصف من الجهة الأوكرانية، مما أدى إلى مقتل امرأة بشظية".
وزار وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف وقائد الجيش فاليري زالوجني الجنود على الجبهة الشرقية في محيط كوبيانسك، بحسب وزارة الدفاع.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق أنّ قواتها أسقطت أربع طائرات مسيرة أوكرانية فوق منطقتي كورسك وأوريل في غرب روسيا.
وأشار حاكم أوريول أندريه كليتشكوف إلى إصابة ثلاثة مدنيين خلال هجوم استهدف "منشآت الوقود والطاقة" في المنطقة.
ومع أنّ خط المواجهة في أوكرانيا ثابت إلى حد كبير، أكد شويغو الثلثاء لمسؤولي الدفاع الروس أن قواته تسيطر على الوضع. وأضاف "نملك المبادرة الاستراتيجية على طول خط القتال"، متّهماً الولايات المتحدة بالضغط على أوكرانيا لمواصلة عملياتها ضد موسكو.
وأكّد أنّ الدعم الغربي لأوكرانيا لن يغيّر النتيجة بل سيتسبّب بإطالة الحرب.
وأشار أيضاً إلى أنّ روسيا ستكثف هذه السنة تصنيع الطائرات المسيرة، وهو سلاح يستخدمه الجيشان الأوكراني والروسي بشكل متزايد.
في سياق منفصل، قالت السلطات الأوكرانية إن عدد القتلى جراء ضربة روسية في أوكرانيا في اليوم السابق ارتفع إلى ثلاثة.
وقال رئيس بلدية خميلنيتسكي الأوكرانية أولكسندر سيمشيشين على شبكات التواصل الاجتماعي "للأسف نتيجة لعمليات إنقاذ، عُثر على قتيل آخر هو رجل من مواليد 1955".
وجاءت الهجمات في المنطقة الغربية في إطار سلسلة من الهجمات في جميع أنحاء البلاد خلفت ما لا يقل عن خمسة قتلى وعشرات الجرحى.
- تفاؤل رغم الخسائر -
ومنذ فشل الهجوم المضاد الأوكراني، باتت اللهجة في موسكو أكثر تفاؤلاً، رغم الخسائر الكبيرة التي تتكبّدها في روسيا في الميدان. وتشير الولايات المتحدة إلى سقوط نحو 315 ألف جندي روسي بين جريح وقتيل.
وعاودت روسيا هجماتها في خريف 2023 خصوصاً حول أفدييفكا في منطقة دونيتسك، لكنّ تقدّم قوّاتها محدود في حين تقول كييف إنها تلحق خسائر فادحة بهذه القوات.
ويتوقّع أن يشهد المجتمع الأوكراني جدلاً في شأن تعبئة محتملة لمئات الآلاف من الرجال، ترمي إلى تعزيز خطوط كييف واستبدال قدامى المقاتلين ممن قُتلوا أو اصابهم الإنهاك بعد نحو عامين من بدء الحرب.