النهار

الإكوادور: نزاع مسلّح مع عصابات تجارة المخدرات... إطلاق نار في مقرّ تلفزيون واحتجاز شرطيّين وإغلاق المدارس والمتاجر (فيديو)
المصدر: أ ف ب
الإكوادور: نزاع مسلّح مع عصابات تجارة المخدرات... إطلاق نار في مقرّ تلفزيون واحتجاز شرطيّين وإغلاق المدارس والمتاجر (فيديو)
اشخاص اعتقلهم الشرطة داخل استوديو محطة التلفزيون العامة TC في مدينة غواياكيل الساحلية (9 ك2 2024ـ أ ف ب).
A+   A-
أعلن رئيس الإكوادور دانيال نوبوا أن بلاده في حال "نزاع مسلح داخلي" مع عصابات اجرامية ضالعة في تجارة المخدرات أوقع 10 قتلى على الاقل، وتخلله إطلاق نار مباشر في مقر تلفزيون واحتجاز حراس سجن أو شرطيين رهائن وإغلاق المدارس والمتاجر.

في اليوم الثالث من أزمة أمنية غير مسبوقة في البلاد، وقع نوبوا الثلثاء مرسومًا أمر فيه "بتعبئة القوات المسلحة والشرطة الوطنية وتدخلها... لضمان السيادة ووحدة الأراضي الوطنية ضدّ الجريمة المنظمة والمنظمات الإرهابية".

وبعدما أعلن حال الطوارئ في كل أنحاء الإكوادور الاثنين غداة فرار زعيم عصابة خطير، أمر نوبوا البالغ 36 عاما وأصغر رئيس في تاريخ البلاد، بـ"تحييد" كل هذه المجموعات الإجرامية التي قدّم قائمة شاملة بأسمائها، مع التشديد على ضرورة تصرف القوات المسلحة "بما يتوافق مع احترام حقوق الإنسان".

وهذه العصابات الإجرامية كانت بغالبيتها قبل سنوات قليلة عصابات شوارع، لكنّها تحوّلت إلى جهات عنفية فاعلة على صعيد الإتجار بالمخدرات مع فروع حول العالم بعدما أصبحت الإكوادور محطة أساسية لتصدير الكوكايين الذي يتم إنتاجه في البيرو وكولومبيا المجاورتين.

ومنذ سنوات تشهد الإكوادور أعمال عنف مع سعي عصابات متنافسة على صلة بالعصابات المكسيكية والكولومبية، لبسط سيطرتها.

وارتفعت جرائم القتل في الشوارع بنسبة 800% بين عامي 2018 و2023، من 6 إلى 46 لكل 100 ألف نسمة. وفي 2023، تم تسجيل 7800 جريمة قتل وضبط 220 طنا من المخدرات.
 
 
 
 
 
أ ف ب
الأحد، فر أخطر رجل في الإكوادور هو زعيم عصابة لوس تشونيروس النافذة خوسيه أدولفو ماسياس ولقبه "فيتو" من سجن غواياكيل (جنوب غرب). والثلثاء، هرب أيضا أحد زعماء "لوس لوبوس" وهي عصابة نافذة أخرى لتهريب المخدرات.

بدورها، أعلنت البيرو مساء الثلثاء حال الطوارئ على طول حدودها مع الإكوادور التي تمتد أكثر من 1400 كيلومتر، وتعزيز عمليات المراقبة.

أعلنت بيجينغ الأربعاء أنها علّقت استقبال الجمهور في سفارتها في كيتو وكذلك نشاطات قنصليتها. وقالت السفارة الصينية في كيتو في بيان باللغة الإسبانية نشرته على موقع ويتشات للتواصل الاجتماعي إن موعد استئناف هذه النشاطات المعلّقة "سيُعلن في الوقت الملائم".

قالت متحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ الأربعاء إن الصين "تقيم الوضع الأمني" في الإكوادور. وأضافت أن بيجينغ "تدعم" تحرك السلطات المحلية لاعادة النظام.

وأعلنت الولايات المتحدة الثلثاء أنها "قلقة للغاية" إزاء أعمال العنف.

وفي منشور على منصّة "إكس" قال براين نيكولز، المسؤول عن شؤون أميركا اللاتينية في وزارة الخارجية الأميركية "نشعر بقلق بالغ إزاء أعمال العنف وعمليات الخطف التي وقعت اليوم في الإكوادور".

وأضاف أنّ المسؤولين الأميركيين "سيظلّون على اتّصال وثيق" بنظرائهم الإكوادوريين للبحث في سبل معالجة الأزمة الراهنة.
 
 

 
وطلبت روسيا من رعاياها "أن يأخذوا في الاعتبار عدم استقرار الوضع قبل السفر إلى الإكوادور" و"تجنب الأماكن العامة".

وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو تثق في قدرة سلطات الإكوادور على فرض القانون والنظام "بوسائلها الخاصة، دون تدخل خارجي".

وأوصت فرنسا الأربعاء رعاياها بـ"تأجيل" سفرهم إلى الإكوادور التي تشتهر فيها جزر غالاباغوس.

من جانبه اعلن رئيس وزراء اسبانيا بيدرو سانشيز أمام سفراء اسبان مجتمعين في مدريد "نتابع بقلق واضح الأحداث التي وقعت في الأيام الأخيرة في البلاد" مبديا "ثقته في عودة الامور قريبا إلى نصابها".

وأعربت البرازيل وتشيلي وكولومبيا والبيرو عن دعمها للإكوادور، قائلة إنها ترفض العنف.

- رهائن -
وفي إطار أعمال العنف، اقتحم مسلّحون بعد ظهر الثلثاء موقع تصوير في محطة تلفزيون عامة في غواياكيل واحتجزوا صحافيين وموظفين في القناة رهائن لفترة وجيزة. ووسط إطلاق النار، استمر البث المباشر لدقائق حتى تدخل ما يرجح أنهم عناصر أمن وبدأوا يصيحون "الشرطة! الشرطة!".

ولم يتمّ الإعلان عن وقوع إصابات في الحادث فيما أوقفت الشرطة 13 مهاجما.

وأقر مسؤول الإعلام في الرئاسة روبرتو إيزورييتا الثلثاء بأن "هذه أيام صعبة جدا"، بعدما اتخذت الرئاسة "القرار المهم لمحاربة هذه التهديدات الإرهابية بشكل مباشر".

وأعقبت هرب "فيتو" حركات تمرد واحتجاز حراس رهائن في سجون مختلفة، وفق مقاطع فيديو بثت على شبكات التواصل الاجتماعي أظهرت سجناء ملثمين يهددون رهائن بسكاكين. والثلثاء، انتشرت مقاطع جديدة تظهر إعدام حارسَين على الأقل، رميا بالرصاص وشنقا.

وذكرت إدارة السجون في بيان أن 139 من طواقمها ما زالوا محتجزين رهائن في خمسة سجون في البلاد من دون التعليق على فيديوهات الإعدام.

- شركات ومدارس مغلقة -
وتشمل حال الطوارئ التي أعلنها الاثنين نوبوا الذي انتخب في تشرين الثاني مع تعهده باستعادة الأمن، كل أرجاء البلاد وستستمر 60 يوما. وبموجبها، يكون الجيش مخولا الحفاظ على النظام في السجون وفي الشوارع مع فرض حظر تجول ليلي.

لكن لم يكن لهذا الإجراء تأثير يذكر حتى الآن، مع الإبلاغ عن وقوع حوادث بما في ذلك خطف سبعة شرطيين.

وفي مدينة غواياكيل الساحلية، معقل العصابات، قال قائد الشرطة إن أعمال العنف أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة ثلاثة. وقُتل أيضا "شرطيان بشكل وحشي على أيدي مجرمين مسلحين" في مدينة نوبول المجاورة.

وتعطي الصور التي بُثَّت على شبكات التواصل ويصعب التحقق من صحّتها، فكرة عن أعمال العنف مثل هجمات بزجاجات حارقة وإضرام النار في سيارات وإطلاق نار عشوائي على شرطيين ومشاهد هلع...

وفي غواياكيل، أغلقت فنادق ومطاعم أبوابها فيما تقوم مركبات عسكرية بدوريات في الشوارع. وفي العاصمة كيتو، أغلقت المتاجر ومراكز التسوق مبكرا.

وفي المساء، طلبت وزارة التربية والتعليم إغلاق كل مدارس البلاد احترازيا.

وتبث القوات الأمنية منذ الأحد صورا لعمليات التدخل التي تقوم بها في سجون مختلفة، تظهر مئات السجناء ممددين على الأرض بملابسهم الداخلية وأيديهم على رؤوسهم.

وأعلن خايمي فيلا رئيس القيادة المشتركة للقوات المسلحة في ختام اجتماع امني في كيتو بحضور الرئيس أن المجرمين "ارتكبوا أعمالا دموية غير مسبوقة في تاريخ البلاد ... لكن هذه المحاولة ستفشل".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium