أعلنت الحكومة الألمانية، الأربعاء، أنها وافقت على عملية بيع صواريخ للسعودية، رافعة بذلك حظرًا فرضته في العام 2018 على صادرات الأسلحة إلى الرياض.
وأكّد شتيفان هيبشترايت الناطق باسم المستشار الألماني أولاف شولتس لصحافيين معلومة نشرتها صحيفة در شبيغل مفادها أن برلين أعطت الضوء الأخضر لتصدير 150 صاروخًا من طراز "ايريس-تي" للسعودية.
وقال خلال مؤتمر صحافي دوري للحكومة إن "تفاصيل هذا التقرير دقيقة".
وأضاف هيبشترايت أن الصواريخ المذكورة يمكن "إطلاقها من طائرات على أهداف محمولة جوًا أي صواريخ وطائرات ومسيّرات وما إلى ذلك".
وأفادت در شبيغل بأن الحكومة الألمانية أعطت موافقتها لتصدير الصواريخ التي تصنّعها مجموعة "ديل ديفينس" الألمانية في نهاية العام الماضي.
وكانت ألمانيا قد جمّدت مبيعات الأسلحة للرياض منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي أواخر عام 2018 في عملية أنحت الاستخبارات الأميركية خصوصا باللائمة فيها على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وتقرَّرَ الحظر الألماني في عهد المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل ورسخ في العقد المبرم بين ائتلاف الحزب الاشتراكي الديموقراطي والخضر والليبراليين في عهد أولاف شولتس. وكان حزب الخضر الذي تنتمي إليه وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، حازمًا بشكل خاص بشأن دور السعودية في حرب اليمن.
لكن برلين خففت من حدة موقفها بشأن صادرات الأسلحة إلى السعودية مؤخرًا، معتبرة أن "السعودية اتبعت نهجًا بناءً جدًا" في ما يتعلق بالحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس.
- "حرب وقمع وقتل" -
الأحد، أشارت الوزيرة بيربوك خلال زيارتها الدولة العبرية إلى أن السعودية وإسرائيل "لم تتخليا عن سياسة التطبيع" بعد هجوم السابع من تشرين الأول.
وأوضحت أن "السعودية تسهم بشكل حاسم في أمن إسرائيل حتى في هذه الأيام وكذلك في احتواء خطر اندلاع نزاع إقليمي".
وأردفت بيربوك الأحد أن "العالم، خصوصًا هنا في الشرق الأوسط، أصبح مكانًا مختلفًا تمامًا منذ 7 تشرين الأول".
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية الاثنين إن السعودية "تدعم منذ ثلاثة أعوام تقريبًا بالشراكة مع الأمم المتحدة، الجهود الرامية إلى وضع حد للنزاع" في اليمن.
وعلى غرار بيربوك الأحد، تطرق الناطق باسم المستشار الألماني شتيفان هيبشترايت في برلين الاثنين إلى التطورات في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال هيبشترايت "ليس سرًّا أن القوات الجوية السعودية استخدمت أيضًا مقاتلات يوروفايتر لإسقاط صواريخ الحوثيين التي تستهدف إسرائيل، ويجب النظر إلى موقف الحكومة الألمانية في ضوء كل هذه التطورات".
ودافعت حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس الاثنين عن خطتها لتعليق الفيتو على بيع مقاتلات من طراز يوروفايتر للسعودية.
وقد يؤدي قرار الحكومة الألمانية إلى فتح جبهة سياسية جديدة بالنسبة للائتلاف الحاكم.
واعتبرت الرئيسة المشاركة لحزب الخضر ريكاردا لانغ الاثنين أن بيع هذه الطائرات كان ولا يزال "خطأ" نظرًا "لوضع حقوق الإنسان في السعودية".
وعبّر بعض نواب الحزب الاشتراكي الديموقراطي عن معارضتهم لتغيّر موقف برلين.
وقال النائب رالف شتيغنر لصحيفة هاندلسبلات اليومية الاثنين "إن المشاركة في حرب اليمن وقمع سكان البلد (أي سكان السعودية) وقتل الصحافيين، كلها أمور تبرر بوضوح وجوب رفض إرسال شحنات الأسلحة هذه".