تنظم أوزبكستان، الأحد، استفتاء دستوريا سيتيح خصوصا بقاء لشوكت ميرزيوييف البقاء على رأس هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، التي تضم أكبر عدد من السكان بين دول آسيا الوسطى وشهد قمع تظاهرات بشكل دموي السنة الماضية رغم ما يبديه الرئيس من رغبة في الانفتاح.
وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 20,00 (15,00 ت غ) وقد بلغت نسبة المشاركة 73,17 بالمئة بعد سبع ساعات على فتحها، بحسب اللجنة الانتخابية الاوزبكية.
اذا كانت السلطات تقول إن تعديل ثلثي الدستور سيتيح إرساء الديموقراطية وتحسين مستوى معيشة 35 مليون نسمة في اوزبكستان يعيشون منذ فترة طويلة في ظل نظام قمعي، فان الرئيس ميرزيوييف الذي أدلى بصوته مع عائلته، هو المستفيد الأكبر.
بين أبرز الإجراءات هناك الانتقال من ولاية مدتها خمس سنوات إلى فترة سبع سنوات وعدم احتساب ولايتين رئاسيتين ما سيتيح نظريا للرئيس الحالي البالغ 65 عاما البقاء في السلطة حتى عام 2040.
ليس هناك من شك حيال اعتماد النص بعد حملة في اتجاه واحد في دولة تبقى فيها الصحافة خاضعة لرقابة مشددة.
عمدت السلطة رغم كل شيء الى إضفاء طابع شرعي على هذا الدستور الجديد من خلال تعبئة مشاهير محليين للإشادة بمزايا النص والرئيس الذي يريد دفع بلاده نحو حقبة جديدة من التطور، خلال تجمعات كبرى وحفلات موسيقية.
على لافتات إعلانية في العاصمة طشقند، كبرى مدن آسيا الوسطى، تظهر محادثات وهمية تحث الناخبين على المشاركة في التصويت مثل "أبي، هل سنذهب إلى المتنزه؟ كلا، سنصوت أولا".
- "أوزبكستان جديدة" - يبدو أن هذه الاستراتيجية تعطي نتائج. وقال شمس الدين جوراييف المقاول البالغ 40 عاما لوكالة فرانس برس في طشقند إن "الدستور الجديد سيغيّر حياتي لكنني لا أعلم فعلا كيف".
لكن احتمال تمسك الرئيس بالسلطة يثير استياء البعض مثل نوركميل المتقاعد البالغ 70 عاما الذي لم يشأ اعطاء اسم عائلته معتبرا ان "كل شيء يتم من أجل بقاء الرئيس في السلطة مدى الحياة".
وأضاف "هذا أمر سيء، يجب حصول تناوب في السطة. بالتأكيد لقد أدخل إصلاحات ويحاول تغيير الأمور لكن سلطتنا نسخة من نظام الرئيس الروسي بوتين. انهم ليسوا خالدين، يجب احترام الشعب".
يقول أوليفييه فيراندو الأستاذ الباحث في الجامعة الكاثوليكية في ليون (فرنسا) إن هذه المراجعة الدستورية هي "الاجراء الرئيسي" للرئيس في إطار "جهده للانتهاء" من إرث سلفه إسلام كريموف.
توفي كريموف عام 2016 بعدما حكم بقبضة من حديد طوال ربع قرن. كان ميرزيوييف رئيس وزراء في حكومته على مدى 13 عاما لكنه حرص على إبداء صورة أكثر حداثة.
يقول فيراندو لوكالة فرانس برس "إذا كان الكثير من المحللين يرون في هذا الأمر، وهم على حق، محاولة لبقاء ميرزيوييف في السلطة فسيكون من المؤسف تلخيص النص بنزعة سلطوية".
- قمع الاحتجاج- بين الأمور الجديدة في المشروع، إضفاء طابع دستوري على منع عقوبة الإعدام واحترام حقوق الإنسان في "أوزبكستان جديدة" تكون أكثر عدلا يريدها الرئيس.
وتابع فيراندو "يبقى معرفة بالطبع ما اذا كان هذا الإصلاح الدستوري الذي يتمثل أحد أهدافه في تقديم ضمانات للمجتمع الدولي بشأن التطور الديموقراطي ل +أوزبكستان الجديدة + سيتمكن من تجاوز الاثر الشكلي لكي يجد طريقه الى التطبيق في الحياة اليومية للمواطنين".
خرج مواطنون معظمهم من الشباب من شتاء قاس شهد اقتطاعات كبرى للغاز وعليهم مواجهة الفقر المستمر والفساد المستشري في البلاد.
رغم التقدم الاقتصادي والتطور الاجتماعي مثل تجريم العنف المنزلي او انهاء العمل القسري للمعلمين، تبقى السلطة استبدادية.
ففي تموز 2022 في جمهورية قرقل باغستان، قُمعت تظاهرات ضد تعديل دستوري كان سيخفض الحكم الذاتي لهذه المنطقة الفقيرة الشاسعة في شمال أوزبكستان، بشكل دموي.
بحسب السلطات، قتل 21 شخصا وحكم على أكثر من أربعين بالسجن مع النفاذ.
ردا على أسئلة وكالة فرانس برس، أكد صحافيان من وسائل إعلام رسمية رفضا الكشف عن اسميهما انهما "تلقيا تعليمات لتغطية شؤون اوزبكستان والاستفتاء والرئيس بطريقة إيجابية" ولاحظا ان الرقابة تشددت مع اقتراب الاقتراع.