النهار

إسرائيل تؤكّد أنّ الشكوى ضدّها أمام محكمة العدل الدوليّة بتهمة الإبادة "تشويه" للحقائق
المصدر: أ ف ب
إسرائيل تؤكّد أنّ الشكوى ضدّها أمام محكمة العدل الدوليّة بتهمة الإبادة "تشويه" للحقائق
أشخاص يشاركون في احتجاج خارج المحكمة العليا في كيب تاون تضامنًا مع الشعب الفلسطيني (11 ك2 2024، أ ف ب).
A+   A-
أكدت اسرائيل، الجمعة، أمام محكمة العدل الدولية أنها لا تسعى لتدمير الشعب الفلسطيني في غزة، في سياق الدفاع عن نفسها من تهمة ارتكاب "أعمال إبادة" التي اعتبرت أنها "خبيثة" و"تشويه للحقائق".

رفعت جنوب أفريقيا الشهر الماضي شكوى إلى محكمة العدل الدولية ومقرها في لاهاي، قالت فيها إن إسرائيل تنتهك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الموقعة العام 1948 إثر محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

وتتمنى جنوب أفريقيا أن تفرض محكمة العدل "إجراءات موقتة"، وهي أوامر قضائية عاجلة تطبّق فيما تنظر في جوهر القضية الأمر الذي قد يستغرق سنوات.

وتريد بريتوريا أن يأمر قضاة المحكمة إسرائيل بالوقف "الفوري" لحملتها العسكرية على قطاع غزة التي باشرتها بعد هجوم حركة حماس غير المسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول الذي خلف نحو 1140 قتيلا غالبيتهم من المدنيين بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.

وتعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس بعد الهجوم الذي خُطف خلاله أيضا قرابة 250 شخصًا، لا يزال 132  منهم محتجزين رهائن في قطاع غزة، وفق الجيش الإسرائيلي. وردت إسرائيل بحملة قصف على قطاع غزة وباشرت لاحقاً هجوماً برياً، ما أدى إلى سقوط 23469 قتيلًا وإصابة 59604 بجروح، معظمهم من النساء والأطفال وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

لكن تال بيكر كبير المحامين المدافعين عن إسرائيل في المحكمة أكد أن جنوب أفريقيا "قدّمت إلى المحكمة للأسف حقائق وصورة سردية وقانونية مشوّهة بشكل عميق".

وعرض بيكر مقاطع فيديو وصورا ورسم أمام القضاة صورة للفظائع التي ارتكبتها على حد قوله حركة حماس خلال هجومها.

وقال أن عناصر من حركة حماس "عذبوا أطفالا أمام ذويهم وأباء أمام  أطفالهم واحرقوا أشخاصا" وارتكبوا "عمليات اغتصاب".

- "دفاع عن النفس" -
شدد المحامي على أن الرد الإسرائيلي يندرج في إطار الدفاع عن النفس ولا يستهدف المدنيين مؤكدا أن "إسرائيل منخرطة في حرب دفاعية ضد حماس وليس ضد الشعب الفلسطيني".

ومضى يقول إنه في ظل هذه الظروف "ما من اتهام اكثر نفاقا وأكثر خبثا من اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة". ورأى أن "كل حجج (جنوب أفريقيا) تستند إلى وصف يتعمد إخراج الأمور من سياقها والتلاعب بحقيقة الأعمال القتالية الحالية".

وشدد على أن "ما تسعى إليه إسرائيل من خلال عملياتها في غزة ليس تدمير الشعب بل حماية شعب، شعبها الذي يواجه هجمات على جبهات عدة".

وأكدت إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة أن القضية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية لا أساس لها.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس إن إسرائيل "متهمة بارتكاب إبادة في وقت تحارب فيه الإبادة".

وأضاف غاضبا "ارتكبت منظمة إرهابية أفظع جريمة في حق الشعب اليهودي منذ المحرقة ويأتي أحدهم للدفاع عنها باسم المحرقة. يا لها من وقاحة!".

وبما أن جنوب أفريقيا تطالب بتدابير عاجلة، قد تتخذ المحكمة قرارا في غضون أسابيع قليلة. وقرارات المحكمة مبرمة وملزمة قانونا لكنها لا تملك سلطة تطبيقها. وسبق أن أمرت روسيا بوقف غزوها لأوكرانيا من دون أي مفعول.

في المقابل، لن تبت في جوهر القضية على الفور بل ستكتفي في درس ما إذا كانت حقوق سكان غزة الأساسية مهددة أم لا.

- "تجاوزت الحدود" -
قال بيكر "إذا كانت هناك أعمال يمكن وصفها بأنها إبادة جماعية، فقد ارتُكبت ضد إسرائيل"، في إشارة إلى ما أسماه "برنامج الإبادة الإسرائيلي المعلن بكل فخر" من جانب حماس.

ويمكن لجنوب أفريقيا ملاحقة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بصفتها موقعة، مثل الدولة العبرية، لاتفاقية منع الإبادة.

وقال وزير العدل الجنوب أفريقي رونالد لامولا الخميس أمام القضاة أن إسرائيل "تجاوزت الحدود" وانتهكت الاتفاقية مؤكدا أنه "لا يمكن لأي هجوم مسلّح على أراضي دولة ايا تكن درجة خطورته (...) أن يقدّم أي تبرير لانتهاكات الاتفاقية".

ويدعم المؤتمر الوطني الأفريقي الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا القضية الفلسطينية منذ فترة طويلة، إذ غالبا ما يربط  هذه القضية بنضاله ضد نظام الفصل العنصري. وانقطعت العلاقات الديبلوماسية بين بريتوريا والدولة العبرية بسبب ذلك.

وكان رئيس جنوب أفريقيا الراحل وبطل النضال ضد الفصل العنصري نيلسون مانديلا صرح أن حرية جنوب أفريقيا ستكون "غير مكتملة" بدون حرية الفلسطينيين.

ورفعت السلطات المحلية في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة علم جنوب أفريقيا الجمعة وسط هتافات الحشود.

وقال رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان لوكالة فرانس برس، إن بريتوريا "أظهرت معاناتنا في جميع أنحاء العالم"، معربا عن أمله في أن تؤدي هذه القضية إلى "نتائج مثمرة للشعب الفلسطيني وللإنسانية بشكل عام".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium