يعقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي محادثات مع كبار المسؤولين من عشر دول جزرية مطلة على المحيط الهادئ، في إطار حراك ديبلوماسي في المنطقة أثار مخاوف الغرب.
ويتوقع بأن تناقش القمة المنعقدة عبر الإنترنت مقترحات صينية تمّ تسريبها ترتبط بزيادة الانخراط بشكل كبير في الأمن والاقتصاد والسياسة في جنوب الهادئ.
ويزور وانغ، سوفا عاصمة فيجي حيث سيشارك في استضافة الاجتماع مع وزراء خارجية دول المنطقة، علما ان العديد منهم يعدون أيضاً قادة هذه الدول الجزرية الصغيرة.
ويتوقع بأن يُطرح للنقاش اتفاق سري، حصلت "فرانس برس" على نسخة منه، ينص على تدريب الصين أجهزة الشرطة المحلية ويتيح لها التدخل في الأمن الإلكتروني إضافة إلى توسيع العلاقات السياسية وإجراء عمليات مسح بحري حساسة. كما يمنح الاتفاق بيجينغ إمكانية أكبر للوصول إلى الموارد الطبيعية سواء البرية أو البحرية.
في المقابل، ستقدّم بيجينغ مساعدات مالية بملايين الدولارات، وإمكانية إقامة اتفاق للتجارة الحرة بين الصين ودول المحيط الهادئ الجزرية، التي يمنحها الاتفاق كذلك إمكانية الوصول إلى السوق الشاسعة للقوة الاقتصادية الصينية التي تعد 1,4 مليار نسمة.
وقبيل الاجتماع، بعث الرئيس الصيني شي جينبينغ رسالة مفادها بأن الصين ستكون "شقيقة جيّدة" للمنطقة التي يربطها بها "مصير مشترك"، وفق ما أفادت شبكة "سي سي تي في" للبث.
ولن تحضر قمة اليوم غير الدول التي تعترف بسيادة الصين على تايوان، بما فيها تلك التي زارها وانغ خلال جولته الإقليمية وهي جزر سليمان وكيريباتي وساموا وفيجي.
ويأتي المقترح في وقت تتنافس بيجينغ مع واشنطن وحلفائها على النفوذ في منطقة الهادئ الاستراتيجية.
- موازنة -
يستبعد محللون بأن يقر قادة دول الهادئ الجزرية الاتفاق بالإجماع اليوم.
وأثار اتفاق أمني أبرمته الصين مع جزر سليمان مؤخراً قلقاً عميقاً في منطقة تعنى عادة بمسألة التغيّر المناخي أكثر من اهتمامها بقضايا القوى الكبرى السياسية.
وقال الأكاديمي في جامعة تاسمانيا ريتشارد هير الذي عمل على مدى عقود في جزر الهادئ إن "جزر سليمان بدت وكأنها تغرّد خارج السرب، إذ لم تكن هناك مصالح مستعجلة".
وأشار إلى أن المنطقة ستتردّد في "الانجرار إلى منافسة جيواستراتيجية".
وظهرت بالفعل بعض المقاومة لمقترح بيجينغ الأخير، بما في ذلك من رئيس ولايات مايكرونيسيا المتحدة ديفيد بانويلو الذي حذّر باقي قادة دول المنطقة من أن الخطوة قد تسدّد ضربة "للسلم والأمن والاستقرار الإقليمي".
بدوره، أفاد رئيس بالاو التي تقيم علاقات ديبلوماسية مع تايوان شبكة "ايه بي سي" أن على المنطقة أن "تشعر بالقلق" حيال الاتفاقيات المقترحة.
وحذّرت القوى الغربية من الاتفاقيات إذ دعت الخارجية الأميركية دول الهادئ إلى الانتباه من "الاتفاقيات الغامضة والمبهمة والتي تفتقد إلى الشفافية" مع الصين.
وضمّت أوستراليا صوتها إلى الولايات المتحدة في دعوة دول جنوب الهادئ للتصدي لمحاولات الصين توسيع نفوذها الأمني في المنطقة، وحذّرت وزيرة خارجيتها الجديدة بيني وونغ من "عواقب" اتفاقيات من هذا النوع.
لكن العديد من دول منطقة الهادئ تسعى في الوقت ذاته للمحافظة على علاقات ودية مع الصين، إذ تحاول الموازنة في علاقاتها بين بيجينغ وواشنطن.
وبالتالي، من الصعب تحديد الكيفية التي سيردّ من خلالها قادة جزر الهادئ على وانع الاثنين أو خلال سلسلة اجتماعات مغلقة ترتبط بالمنطقة.
وقال هير: "يصعب التصديق بأن وزير الخارجية سيأتي إلى المنطقة وسيُطلب منه العودة... سيكون الأمر محرجاً"، مشيراً إلى أن "كل ديبلوماسي صيني في المنطقة يبذل جهوداً" في هذه القضية على الأرجح.
- "نفوذ تقليدي" -
ولفت وانغ إلى أن بيجينغ مستعدة للعمل مع قوى أخرى في منطقة الهادئ للمساعدة في تنمية الدول الجزرية.
وقال لدى لقائه الأمين العام لمنتدى جزر الهادئ هنري بونا إن "الصين ترغب بتعاون ثلاثي أكبر مع الدول الأخرى، خصوصاً تلك التي تتمتع بنفوذ تقليدي في المنطقة".
ووصف جولته في منطقة الهادئ بأنها "زيارة سلام وصداقة وتعاون"، بحسب بيان نشرته الخارجية الصينية.
ويتوقع بأن يبقى وانغ في سوفا حتى الخميس على أقل تقدير، إذ سيلتقي قادة البلاد ويشارك في اجتماع لوزراء خارجية الصين ودول الهادئ الجزرية.
كما سيزور وانغ فانواتو وبابوا غينيا الجديدة وتونغا التي تعرضّت قبل بضعة أشهر لزلزال مدمّر وتسونامي.