النهار

تقدّم الممثّل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باقتراح جديد لإعادة إحياء الاتفاق النووي. في وقت سابق من الأسبوع الحالي، شدّد بوريل في صحيفة "فايننشال تايمس" على أنه آن أوان العودة إلى اتفاق 2015 تفادياً لتداعيات خطيرة يفرضها الإخفاق الديبلوماسي.

دافع بوريل عن "مزايا" الاتفاق، بالرغم من اعترافه بأنه "غير مثاليّ"، وقال إنّه سيساهم في تعزيز أمن المنطقة وبناء الثقة. بوريل الذي لم يُفصح عن النقاط الجديدة المقترحة، أضاف أنّ النص المعروض هو "أفضل اتفاق ممكن" على المستوى العملي، ويحافظ على المكتسبات السّابقة التي حصلت عليها الأطراف عبر الجهود الديبلوماسيّة السابقة.

كان الرّد الإيرانيّ متأرجحاً؛ وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان رحّب بمبادرة بوريل، لكنّه رمى الكرة في ملعب الأميركيين الذين ألقى على عاتقهم مسؤولية إظهار حسن النية وإحياء الاتفاق. من جهته، أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني أنّ لبلاده "أفكارها الخاصة" بشأن التسوية.

يبدو - بحسب متابعين - أنّ الإيرانيين قرّروا عدم قبول مقترح بوريل. تنقل الكاتبة السياسية لورا روزن عن مدير برنامج إيران في "مجموعة الأزمات الدولية" علي واعظ توقعاً سلبياً تجاه الرّد الإيراني.

"إذا كان الإيرانيون يبحثون عن مخرج يحفظ ماء الوجه، فالمقترح (الجديد) سيلبّي ذلك المعيار. لكنني لا أظنّ أن هذه هي الحالة. لذلك للأسف، لا أعتقد أنّ هذه المحاولة الأخيرة ستنقذ خطة العمل الشاملة المشتركة".

وبحسب روزن أيضاً، قال مسؤول أوروبي: "هذا الصيف هو الوقت الذي تبدأ فيه الأمور بالتدهور".

أجواء الفشل سائدة في أكثر من عاصمة قرار وليست محصورة في بروكسل، وهي كانت سابقة لمقترح بوريل. خلال الأسبوع الماضي، أعلن منسّق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمام مجموعة من الخبراء في مؤسسات الرأي بريت ماكغورك أنّ المفاوضات تفشل لأنّ إيران لا تستطيع اتخاذ قرار. وقال إنّ إحياء الاتفاق غير مرجّح إلى حدّ بعيد.

ويظهر أنّ مقترح بوريل لم يغيّر تلك الأجواء.

ينقل موقع "ألمونيتور" عن مصدر ديبلوماسيّ إسرائيليّ، يصفه بالرفيع المستوى، قوله إنّ الموفد الأميركي الخاصّ للشأن الإيراني روبرت مالي أبلغ الإسرائيليين بعدم اعتقاده بأنّ طهران ستقبل عرض بوريل الأخير. وأضاف المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه أنّه بحسب وجهة نظر مالي "لقد مات الاتفاق".