النهار

الإكوادور تطلق عمليّة لاستعادة السيطرة على السجون بعد تحرير رهائن احتجزوا خلال تمرّد فيها
المصدر: أ ف ب
الإكوادور تطلق عمليّة لاستعادة السيطرة على السجون بعد تحرير رهائن احتجزوا خلال تمرّد فيها
صورة نشرتها القوات المسلحة الإكوادورية تظهر عناصر منها يراقبون سجناء بعد استعادة السيطرة على سجن توري في كوينكا بالإكوادور (14 ك2 2024، أ ف ب).
A+   A-
أطلقت قوات الجيش والشرطة في الإكوادور، الأحد، عملية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على سجون البلاد، بعدما حررت خلال الليل آخر 136 رهينة احتجزهم متمردون مدى أسبوع في عدد من سجون البلد المضطرب.

ونشر الجيش الأحد مقاطع فيديو تظهر تفجير جدران سجن، قائلاً إنه استعاد "السيطرة الكاملة" على سجن في مدينة كوينكا الجنوبية.

كذلك نشر الجيش صوراً تُظهر مئات السجناء بلا قمصان وبدون أحذية، يضعون أيديهم على رؤوسهم، ويرتدي العديد منهم ملابس داخلية.

وأعلنت الشرطة في بيان فجر الأحد أنّ عناصر من "الشرطة والقوات المسلحة دخلوا سجون إزميرالداس، وماتشالا، وأوغيس، وكوتوباكسي، ولوجا، وتونغوراهوا لاستعادة السيطرة على أجنحة" هذه المؤسسات.

في المقابل، سادت مجمع السجون الضخم في غواياكيل (جنوب غرب) أوضاع طبيعية إذ ظل بمنأى من التمرد الذي شهدته البلاد في الأيام الأخيرة.

وبدأت العملية بعد ساعات من تحرير 130 من الرهائن هم من الحراس ومسؤولي إدارة السجون.

وقالت إدارة السجون في بيان "هذه الليلة، أتاحت البروتوكولات الأمنية والعمل المشترك للشرطة والجيش الوطني تحرير جميع الرهائن المحتجزين في سجون مختلفة بالبلاد".

وقال الرئيس دانيال نوبوا عبر منصة إكس "أشيد بالعمل الوطني والمهني والشجاع للقوات المسلحة والشرطة الوطنية وحرس السجون (...) لتحريرهم الحراس والموظفين الإداريين المحتجزين في السجون".

وأوضحت الشرطة أنه تم تحرير 46 حارسا ومسؤولا من سجن كوتوباكسي (وسط)، و13 من سجن تونغوراهوا (وسط)، و15 آخرين من سجن إل أورو (جنوب غرب) حيث تم العثور على جثة موظف.

وأظهرت صور نشرتها الشرطة الحراس، من بينهم العديد من النساء، وهم يبكون ويبدو عليهم الإرهاق بعيد تحريرهم.

مدى أسبوع من احتجازهم على أيدي سجناء متمردين مسلحين بالسكاكين والأسلحة النارية، ظل المحتجزون يطلبون من السلطات المساعدة وضبط النفس، وفق مقاطع فيديو لهم نشرت بانتظام على الشبكات. وتم إعدام اثنين منهم على الأقل، أحدهما شنقا، على يد المتمردين، وفق ما أظهرت مقاطع مروعة.

- وساطة -
جرى احتجاز نحو 175 من الحراس ومسؤولي السجون نهاية الأسبوع الماضي. وتم إطلاق سراح حوالى أربعين منهم خلال نهار السبت، وأشارت السلطات إلى أن ذلك تم بوساطة الكنيسة الكاثوليكية.

أثناء احتجاز الرهائن، لم تقدم إدارة السجون سوى تفاصيل قليلة، فيما واجهت قوات الأمن سجناء متمردين في بعض السجون وفاوضتهم في سجون أخرى.

وأثار الإعلان عن هروب زعيم عصابة "تشونيروس" أدولفو ماسياس، الملقب "فيتو"، في 7 كانون الثاني من سجن غواياكيل (جنوب غرب)، موجة من حركات التمرد واحتجاز رهائن في خمسة سجون على الأقل، وهجمات ضد قوات إنفاذ القانون وغيرها من أعمال العنف التي أدت في الإجمال إلى مقتل ما لا يقل عن 19 شخصا، وفق أحدث حصيلة رسمية.

في الأثناء، أعلن الرئيس الشاب دانيال نوبوا حالة الطوارئ وأمر الجيش بتحييد هذه العصابات الإجرامية التي تعتبر الآن "إرهابية".

وتم نشر أكثر من 22400 من عناصر الشرطة والجيش، وتسيير دوريات برية وجوية وبحرية. وجرت عمليات تفتيش في السجون، فيما تم فرض حظر التجول.

بعد موجة ذعر سادت البلد بسبب الهجوم المباشر الذي وقع الثلثاء على استوديوهات قناة تلفزيونية عامة في غواياكيل، عاد الوضع إلى طبيعته نسبيا.

واستؤنفت الأنشطة بشكل شبه طبيعي خلال النهار، في غواياكيل كما في كيتو، وإن كان جزء كبير من الإكوادوريين يلزمون بيوتهم مع غروب الشمس.

بعد أن كانت الإكوادور بلدا آمنا، غدت في السنوات الأخيرة مركزا لتصدير الكوكايين المنتج في كولومبيا وبيرو المجاورتين.

وفرض تجار المخدرات سطوتهم تدريجيا، ما أدى لتفشي عنف العصابات. وتشهد السجون الإكوادورية المكتظة معارك بين هذه العصابات المتنافسة وأبرزها تشونيروس (نسبة إلى مدينة تشوني في غرب البلاد)، وتيغويرونيس (النمور)، ولوبوس (الذئاب) وأغيلاس (النسور).

وكان دانيال نوبوا (36 عاما) قد انتخب في تشرين الثاني الماضي إثر حملة تعهد فيها استعادة الأمن.

وواجه سلفه المحافظ غييرمو لاسو عدة أزمات عنف في السجون، وأعلن حالة الطوارئ مرات عدة، من دون أن يتمكن من استعادة السيطرة على الوضع ووقف تهريب المخدرات المرتبط بالفساد المستشري في البلد.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium