النهار

إسبانيا تحذو حذو إيطاليا وتفرض ضوابط صحيّة على الوافدين من الصين
المصدر: أ ف ب
إسبانيا تحذو حذو إيطاليا وتفرض ضوابط صحيّة على الوافدين من الصين
مسافرون يعبرون قاعة المغادرة في مطار بيجينغ الدولي (29 ك1 2022، أ ف ب).
A+   A-
في ظلّ غياب قرار موحَّد على المستوى الأوروبي، حذت إسبانيا حذو إيطاليا لتصبح الجمعة ثاني دولة في الاتحاد الأوروبي تفرض ضوابط صحيّة على المسافرين من الصين التي تشهد تفشيا واسعا لفيروس كوفيد. 

وقالت وزيرة الصّحة الإسبانية كارولينا دارياس في مؤتمر صحافي إنه سيُطلب من الوافدين من الصين تقديم "الدليل على أن فحوصهم سلبية (...) أو شهادة تطعيم بالكامل".

وكانت وزارة الصّحة الإسبانية قد أفادت وكالة فرانس برس الأربعاء، يوم الإعلان عن القرار الإيطالي، أن مدريد "(ستتبع) القرارات المشتركة المتخذة داخل المفوضية الأوروبية ومع بقية دول الاتحاد الأوروبي".

لذلك يبدو الإجراء مدفوعا بعدم صدور قرار موحّد خلال الاجتماع غير الرسمي الذي عقدته المفوضية الأوروبية الخميس في بروكسل لإيجاد "نهج منسّق" بين الدول الأعضاء.

وكانت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأوروبي قد أعربت الخميس عن اعتقادها بأن فرض فحوص كوفيد إلزامية على المسافرين الآتين من الصين "غير مبرر".

وعلّقت دارياس "نحن نعلم أهمية التحرك بطريقة منسّقة، لكن أيضًا أهمية التحرك بسرعة"، مشددة أن مدريد ستدعو كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الى اشتراط تقديم شهادة كوفيد رقميّة على الوافدين من الصين. 

- صدمة -
لم يكشف بعد عن موعد بدء سريان الإجراء الإسباني وما إذا كان يهمّ فقط القادمين في رحلات مباشرة من الصين، كما هو الحال بالنسبة لإيطاليا، أو يطاول أيضا الوافدين عبر بلد ثالث. 

كما كان الحال في عام 2020، يبدو أن الدول الأوروبية تتفاعل بشكل فردي مع الرفع المفاجئ للقيود الصحيّة الصّارمة في الصين والذي سبّب تفشيا واسع النطاق للفيروس. 

في هذا الصدد، يمكن تفسير رد فعل إسبانيا وإيطاليا بالصدمة التي خلّفها وباء كوفيد في البلدين وما رافقها من إجراءات حجر وتباعد صارمة خصوصا في إسبانيا بين آذار وحزيران 2020.

وسلّطت وزيرة الصّحة الضوء على حقيقة أن إسبانيا الآن في وضع "قوي للغاية" من حيث التطعيم، فقد تلقّى 85,9% من إجمالي السكان جرعتي لقاح، وتلقّى نحو 56% جرعة معزّزة واحدة على الأقل، وهي أرقام من الأعلى في أوروبا.

ولا يزال وضع الكمامة إلزاميًا في جميع وسائل النقل العام في إسبانيا، ويتقيّد السواد الأعظم من السكان بهذا الإجراء.

لكن كارولينا دارياس شددت على أن مدريد قلقة بشأن "احتمال ظهور متحوّرات جديدة خارجة عن السيطرة في الصين".

- "غير كاف" -
أعلنت وزارة الصّحة الإسبانية في 28 كانون الأول عن تسجيل 14221 إصابة جديدة فقط في الأيام السبعة السابقة و88 وفاة خلال الفترة ذاتها، ليرتفع المجموع إلى أكثر من 117 ألف وفاة.

وقد يكون فرض إجراء صحيّ على الوافدين من الصين خطوة من الحكومة الإسبانية اليسارية ردا على ضغوط سلطات منطقة مدريد التي يديرها الحزب الشعبي اليميني المعارض.

فاعتبارا من الخميس، بدأت رئيسة إقليم مدريد إيزابيل دياز أيوسو حضّ رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز على اتخاذ تدابير دون تأخير في مطار مدريد باراخاس وفرض رقابة على الوافدين من الصين.

كما أعلنت تفعيل بروتوكولات مكافحة كوفيد في دور المسنّين التي تضررت بشدة من الوباء عام 2020.

لكن مستشار الصحة في إقليم مدريد إنريكي رويز إسكوديرو اعتبر الجمعة بعد تصريحات وزيرة الصّحة أن الإجراء المتخذ "غير كاف".

وقال إسكوديرو إنه يجب فحص جميع المسافرين القادمين من الصين "بغضّ النّظر عن شهادة التطعيم الخاصة بهم"، مشددًا على أن فعاليّة اللقاحات الصينية ضد كوفيد "نسبيّة للغاية".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium