النهار

اجتماع للجنة الأمن القومي في إسلام أباد... باكستان قرّرت إنهاء الأزمة مع إيران
المصدر: رويترز
اجتماع للجنة الأمن القومي في إسلام أباد... باكستان قرّرت إنهاء الأزمة مع إيران
نشطاء جمعية أهل الحديث الباكستانيين يحتجون في لاهور بعدما شنت إيران غارة جوية على مقاطعة بلوشستان جنوب غرب باكستان (19 ك2 2024، ا ف ب).
A+   A-
نقل تلفزيون جيو الباكستاني عن مصادر قولها، اليوم الجمعة، إن الحكومة الباكستانية قررت إنهاء الأزمة مع إيران بعدما تبادل البلدان الضربات العسكرية بالصواريخ والطائرات المسيرة هذا الأسبوع على أهداف قال البلدان إنها تابعة لمسلحين.

وأضاف التلفزيون أن اجتماعا للحكومة برئاسة القائم بأعمال رئيس الوزراء أقر أيضا إجراء لإعادة العلاقات الديبلوماسية الكاملة مع إيران.
 
وقالت باكستان، اليوم الجمعة، بالتزامن مع اجتماع كبار القادة المدنيين والعسكريين في إسلام اباد، إنها لا تريد تصعيد المواجهة مع إيران بعد أن تبادل البلدان ضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ على قواعد تابعة لمسلحين على أراضي كل منهما.

وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء لرويترز إن رئيس حكومة تصريف الأعمال أنوار الحق كاكار بدأ اجتماعا مع لجنة الأمن القومي واسعة الصلاحيات بحضور جميع قادة الأجهزة العسكرية.

وقال وزير الإعلام الباكستاني مرتضى سولانجي إن الاجتماع يهدف إلى إجراء "مراجعة شاملة للأمن القومي في أعقاب الأحداث بين إيران وباكستان". وقطع كاكار مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس وعاد للبلاد أمس الخميس.

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن وزير الخارجية دعا إلى تعاون أوثق في القضايا الأمنية خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني اليوم الجمعة وعبر عن استعداد إسلام اباد للعمل مع طهران في جميع القضايا.

وتحدث الوزيران بعد يوم من شن باكستان ضربات ضد ما قالت إنها أهداف لمسلحين في إيران ردا على ضربات نفذتها طهران هذا الأسبوع لاستهداف ما وصفته بقواعد لمسلحين في باكستان.

وتعد الضربات المتبادلة بين البلدين الأكبر من نوعها في السنوات القليلة الماضية وأثارت قلقا بشأن اتساع رقعة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من تشرين الأول.

إلا أن الجانبين أشارا بالفعل إلى رغبتهما في تهدئة التوترات. على الرغم من أن لديهما تاريخا من العلاقات المتقلبة.

وقال وزير الخارجية الباكستاني جليل عباس جيلاني في اتصال هاتفي بنظيره التركي "باكستان ليس لديها مصلحة أو رغبة في التصعيد".

وقالت إيران إن ضربات أمس الخميس قتلت تسعة أشخاص في قرية حدودية على أراضيها، بينهم أربعة أطفال. وقالت باكستان إن الهجوم الإيراني يوم الثلثاء أدى إلى مقتل طفلين.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس البلدين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. كما دعت الولايات المتحدة لضبط النفس رغم أن الرئيس جو بايدن قال إن الاشتباكات أظهرت أن إيران لا تحظى بقبول في المنطقة.

وقالت إسلام اباد إنها ضربت قواعد لانفصاليين من جبهة تحرير بلوشستان وجيش تحرير بلوشستان، في حين قالت طهران إن طائراتها المسيرة وصواريخها استهدفت مسلحين من جماعة جيش العدل.

وتنشط الجماعات المسلحة المستهدفة في منطقة تشمل إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان وإقليم سستان-بلوشستان جنوب شرق إيران. والإقليمان يشهدان اضطرابات وغنيان بالمعادن ويفتقران للتطور إلى حد كبير.

تمرد
تخوض الجماعات التي استهدفتهما إسلام اباد داخل إيران تمردا مسلحا منذ عقود ضد الدولة الباكستانية، بما في ذلك عن طريق شن هجمات ضد مواطنين صينيين واستثمارات صينية في بلوشستان.

أما جيش العدل الذي استهدفته إيران، هو أيضا جماعة عرقية مسلحة، ذات ميول إسلامية سنية تعتبرها إيران ذات الأغلبية الشيعية تهديدا لها. ونفذت الجماعة، التي لها صلات بتنظيم الدولة الإسلامية، هجمات في إيران ضد قوات الحرس الثوري الإيراني.

وعلى خلفية الحرب في غزة، تعمل إيران وحلفاؤها على استعراض قوتهم في المنطقة. وشنت إيران ضربات في سوريا ضد ما قالت إنها مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية، وفي العراق حيث قالت إنها ضربت مركز تجسس إسرائيليا.

وفي داخل باكستان، تجتمع القيادات المدنية لإبداء الدعم للجيش رغم الانقسامات العميقة على الساحة السياسية مع اقتراب الانتخابات الوطنية المقررة الشهر المقبل.

وقال وزير الخارجية السابق بيلاوال بوتو زرداري، المرشح عن حزبه لمنصب رئيس الوزراء، وكذلك نواز شريف الذي شغل المنصب ثلاث مرات وتظهر استطلاعات الرأي أنه المرشح الأوفر حظا في الانتخابات، إن من حق باكستان الدفاع عن نفسها لكنهما أبقيا على الدعوة للحوار مع إيران.

كما أدان حزب حركة الإنصاف بزعامة رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان إيران، لكنه وصف الهجمات على باكستان بأنها إخفاق من جانب حكومة تصريف الأعمال التي جرى تشكيلها للإشراف على الانتخابات.

وقال الحزب في بيان إن حركة الإنصاف "تسعى للحصول على تفسير فوري من الحكومة غير الدستورية وغير القانونية وغير الممثلة وغير المنتخبة لفشلها الكامل في حماية سلامة باكستان وأمنها والدفاع عنها".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium