النهار

السنغال: عشرون مرشحاً للانتخابات الرئاسيّة واستبعاد أبرز معارضَين للنظام
المصدر: أ ف ب
السنغال: عشرون مرشحاً للانتخابات الرئاسيّة واستبعاد أبرز معارضَين للنظام
صورة ارشيفية- كريم واد (في الوسط) محاطا برجال الأمن خلال مغادرته مكتب المدعي الخاص الذي يحقق معه بتهمة الأموال المختلسة، في داكار (15 آذار 2013، أ ب).
A+   A-
أصدر المجلس الدستوري السنغالي، السبت، قائمة نهائية بأسماء عشرين مرشّحا للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 25 شباط، لا تضمّ أبرز معارضَين للنظام هما عثمان سونكو المودع في السجن وكريم واد نجل الرئيس السابق عبدالله واد.

وتشتمل اللائحة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس على مرشّح المعسكر الرئاسي رئيس الوزراء أمادو با، ورئيسي الحكومة السابقين والمعارضين إدريسا سيك ومحمد بن عبدالله ديون، ورئيس بلدية دكار السابق خليفة سال، فضلا عن باسيرو ديوماي دياخار فاي المقدّم على أنه المرشّح البديل من سونكو.

غير أن فاي (43 عاما)، العضو سابقا في حزب سونكو الذي تمّ حلّه، هو أيضا في السجن، لكنه لم يحاكم بعد. وأودع السجن في نيسان 2023 بتهمة "إهانة قاضٍ" و"التشهير" إثر منشور على "فيسبوك".

وكما كان متوقّعا، لم يرد في اللائحة اسم عثمان سونكو (49 عاما)، الشخصية المحورية في نزاع مستمر منذ أكثر من سنتين مع الدولة، والذي يعدّ بحسب الاستطلاعات الأوفر حظّا للفوز بالانتخابات الرئاسية.

وكان سونكو قد حلّ في المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية العام 2019.

واستبعد المجلس ترشيحه بعد طعن أخير قدمه، بسبب إدانته بتهمة التشهير والحكم عليه نهائيا بالسجن لستة أشهر مع وقف التنفيذ في الرابع من كانون الثاني، في قضية خاض فيها المعارض مواجهة مع وزير من المعسكر الرئاسي.

وفي إجراء آخر، دين سونكو في الأول من حزيران بتهمة استغلال قاصر وحكم عليه بالسجن عامين. ورفض المثول أمام المحكمة وحكم عليه غيابيا.

والمعارض المسجون منذ نهاية تموز بتهم أخرى، بينها الدعوة إلى العصيان، يندد بهذه القضايا معتبرا أنها مؤامرات تهدف إلى إبعاده من الانتخابات الرئاسية.

وكان أنصار سونكو استعادوا الأمل في ترشّحه بعدما أمر أحد القضاة بإعادة تسجيله على القوائم الانتخابية في منتصف كانون الأول.

وسونكو معارض يحظى بشعبية كبيرة لدى الشباب، وتثير الملاحقات القانونية بحقه توترا في الحياة السياسية السنغالية منذ العام 2021، كما أدت إلى جولات عدة من الاضطرابات الدامية.

ويتبنى المعارض المسجون خطابا مؤيدا للوحدة الإفريقية وينتقد بشدة القوة الاستعمارية السابقة فرنسا.

- مشهد ضبابي -
تتضمن قائمة المرشحين المنشورة امرأتين، طبيبة النساء روز ورديني ورائدة الأعمال أنتا باباكار نغوم.

وقال الخبير الدستوري بابكر غاي لوكالة فرانس برس إنها المرة الأولى التي تنظم فيها السنغال انتخابات رئاسية يشارك فيها هذا العدد الكبير من المرشحين. وتنافس خمسة مرشحين في الانتخابات الأخيرة عام 2019.

أما المعارض كريم واد الوزير السابق وابن الرئيس السابق عبدالله واد (2000-2012)، فلم يرد اسمه في اللائحة بسبب عدم أهليته للترشّح نظرا لحيازته جنسية مزدوجة فرنسية وسنغالية.

وينصّ الدستور السنغالي على وجوب أن يحمل أيّ مرشّح للرئاسة "الجنسية السنغالية حصرا".

وكان كريم واد المولود في فرنسا من أب سنغالي وأمّ من أصول فرنسية، تخلّى عن جنسيته الفرنسية، غير أن الخطوة لم تتوافق مع مهل تقديم الترشيحات.

وندد بالخطوة الأحد عبر منصة إكس واصفا القرار بـ"الفضيحة" و"الاعتداء الصارخ على الديموقراطية".

والإثنين طعن الوزير السابق تييرنو الحسن سال المرشّح بدوره للانتخابات الرئاسية بترشّح واد، باعتباره مخالفا لأحكام الدستور.

وما زال المشهد ضبابيا قبل نحو شهر من الاستحقاق الرئاسي الذي يتم على دورتين.

وهي المرّة الأولى تنظم فيها السنغال انتخابات رئاسية من دون مشاركة الرئيس المنتهية ولايته.

وفي تموز، أعلن ماكي سال الذي انتخب في 2012 لولاية مدّتها سبع سنوات وأعيد انتخابه في 2019 أنه لن يترشّح مجددا. وقد دعم ترشيح رئيس الوزراء أمادو با لخلافته.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium