تجمع عشرات الروس المعارضين لسياسة الرئيس فلاديمير بوتين الأحد في جادة بروموناد ديزانغليه في نيس بجنوب فرنسا، مطالبين بـ"روسيا بدون بوتين".
استجابة لدعوة مشتركة وجهتها جمعية "روسيا الحريات" و"معهد ساخاروف" و"الحرية لنافالني" في فرنسا، تجمع معارضون معظمهم من طالبي اللجوء السياسي، أمام فندق نيغريسكو الشهير في هذه المدينة الساحلية، حاملين لافتات كُتب عليها "بوتين = حرب" و"بوتين أمام لاهاي"، في إشارة إلى محكمة العدل الدولية.
وقالت إيلين ميرزويان (19 عاماً) التي جاءت مع والديها "لقد شاركنا في أول تظاهرة خرجت في موسكو ضد الحرب في أوكرانيا، وبعد ذلك سُجن والدي وتعرضنا للتهديد، ولهذا السبب جئنا إلى فرنسا".
واعتبر إيفغيني بوروف (42 عاماً) الذي كان مهندساً في سان بطرسبرج قبل الحرب وفضل عدم العودة إلى بلاده عندما وصلته رسائل مسجلة تدعوه إلى الالتحاق بالتعبئة في أيلول 2022، أن "بوتين انتهك الدستور وحقوق المواطنين وأودع كثرا السجن"، مستنكرا "هجوم" بلاده على أوكرانيا.
وقال غريغوري فيرشينين (33 عاماً) المتحدر من بيرم في منطقة الأورال "انا لاجئ في نيس منذ عام ونصف العام، واضطررت إلى الفرار عندما سمعت أن عقوبة المتظاهرين ضد الحرب قد تكون الالتحاق بالتعبئة". وأصبح هذا الشاب الذي كان مترجمًا في بلاده، يدرس اللغة الفرنسية للاجئين الأوكرانيين.
كما انضم إلى الحراك النائب الروسي السابق غينادي غودكوف، إحدى الشخصيات المعارضة الرئيسية لنظام بوتين في المنفى والذي صودف وجوده في نيس.
وأكد غودكوف أن "كل من جاء اليوم خاطر بنفسه لأن جهاز الأمن الفدرالي زرع فروعًا في كل مكان لمراقبة أنشطة المعارضين".
وأسف لكون "آلاف الروس قد تقدموا بطلبات للحصول على لجوء في فرنسا، ولكن لسوء الحظ، فإن نسبة الموافقات ليست مرتفعة". إلا أنه شكر فرنسا "البلد الذي يتفهم الوضع السياسي في روسيا".
وتعيش في نيس منذ القرن التاسع عشر جالية روسية كبيرة جاءت على مراحل ولاسيما بعد الثورة البلشفية في 1917 والحرب الأهلية.