يسعى دونالد ترامب لضمان انتزاع بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري للاقتراع الرئاسي في انتخابات نيوهامبشر التمهيدية الثلثاء عبر هزيمة منافسته الوحيدة، مندوبة واشنطن السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي.
وفي إطار محاولته الانتقام من الرئيس جو بايدن عبر الفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض، تحدى ترامب قراري عزل وأربع محاكمات جنائية بانتظاره ودعاوى قضائية بتهم الاحتيال والاعتداء الجنسي.
وبينما شككت هايلي في قدراته الذهنية وحذّرت من أن عودته للحكم ستجلب "الفوضى"، تشير الاستطلاعات إلى أن جهودها لن تعيق تقدمه كثيراً في نيوهامبشر.
وقال ترامب خلال تجمّع انتخابي صغير في قرية لاكونيا "إذا كنتم ترغبون بمرشح خاسر يضع أميركا في المرتبة الأخيرة، فصوتوا لنيكي هايلي".
وأضاف "لكن إذا أردتم رئيسا يضع أميركا أولا في كل مرة، فستصوتون لدونالد ترامب".
تعد نيوهامبشر ساحة أكثر تأييدا لهايلي مما هو الوضع عليه في ولايات أخرى وسيكون من الصعب عليها تحقيق تقدّم في شباط ما لم تحقق فوزا أو حتى هزيمة بفارق ضئيل للغاية فيها.
بدت هايلي (52 عاماً) أكثر تصميماً الثلثاء مع بدء التصويت، وقالت لشبكة فوكس نيوز، إنّ "النخب السياسية تقول إنّنا جميعاً بحاجة إلى التكاتف حوله. هذا ليس تتويجاً. هذه ديموقراطية".
وأضافت "سنقدّم عرضاً قوياً اليوم هنا في نيوهامبشير".
حقّق ترامب (77 عاما) فوزاً ساحقاً في أول اقتراع جرى في أيوا الأسبوع الماضي وحلّت هايلي في المرتبة الثالثة بفارق كبير، علما بأنه لم يسبق لمرشّح الفوز في الولايتين من دون الفوز بتشريح الحزب.
- "تضليل" -
وتقلصت ساحة المرشّحين التي كانت مكتظة بـ14 مرشحا لتقتصر المنافسة على مرشحين فقط عقب انسحاب حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الأحد بعدما حل في المرتبة الثانية في أيوا.
وكانت المنافسة محتدمة نوعا ما بينه وبين ترامب إلى أن بدأت تظهر الاتهامات للرئيس السابق بالاحتيال المالي والتدخل لتغيير نتيجة الانتخابات وانتهاك قانون التجسس في آذار، ما دفع أنصاره لتوحيد صفوفهم.
وأفاد مدير إنتاج يدعى سكوت مانينين ويبلغ من العمر 48 عاما فرانس برس خلال تجمع انتخابي في قرية هوليس الاثنين بأن القضايا التي يواجهها ترامب لن تمنعه من التصويت له.
وقال "أعتقد أن هناك محاولات للتضليل -- لتحطيمه ودفع الناس للانقلاب عليه. لا أشعر بالقلق. أعتقد أنه سيتجاوز الأمر".
قضى ترامب وقتا أقل من هايلي في نيوهامبشر، إذ أقام تجمعا واحدا كل ليلة بينما كان يحضر جلسات في المحاكم خارج الولاية بينما يتوجّه إلى مطاعم وصالات رياضية ومدارس ثانوية في إطار ما يعرف بـ"سياسات عالم التجزئة".
لكن رسالته التي تمزج بين ما يعتبرها حربا تشن عليه شخصيا والقضايا المرتبطة بالحرب الثقافية التي تلقى آذانا صاغية في أوساط قاعدته الانتخابية ساهمت بتقدّمه في الاستطلاعات على مستوى البلاد.
وأشار استطلاع لـ"غلوب" و"سافلوك" و"إن بي سي10" Globe/Suffolk/NBC10 إلى أن هايلي كانت متخلفة عنه بـ19 نقطة في نيوهامبشر عشية الانتخابات.
- مناشدة المعتدلين -
ولعل إحدى أكبر المنغصات للحملة كانت الادعاءات الزائفة التي تم تكرارها في لاكونيا بأنه سمح للديموقراطيين بالتصويت في الاقتراع الجمهوري.
لكن يحق للمستقلين التصويت وتسعى هايلي لتعزيز حملتها بالاعتماد على دعم المعتدلين الذين يتجاوز عددهم الناخبين المسجلين من أي الحزبين.
وقضت الأسبوع وهي تشدد على أن معظم الأميركيين لا يرغبون بتكرار المواجهة بين بايدن وترامب في تشرين الثاني.
وقالت هايلي (52 عاما) لشبكة "فوكس نيوز" إنها في سباق "مسافات طويلة".
يصوّت الديموقراطيون في نيوهامبشر أيضا لاختيار مرشحهم الثلثاء، لكن بايدن لم يقدم أوراق ترشحه بعد خلاف مع مسؤولين محليين على الموعد.
ويفيد أنصاره بأنهم سيصوّتون له بكل الأحوال إذ سيكتبون اسمه على أمل تمكنه من هزيمة عضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا دين فيليبس والكاتبة ماريان وليامسون.