مقاتلة "أف-16".
أعطت الحكومة الأميركيّة، الجمعة، الضوء الأخضر لبيع مقاتلات من طراز "أف-16" لتركيا بقيمة 23 مليار دولار، واضعةً بذلك حدّاً لأشهر من المفاوضات، في قرار يأتي عقب مصادقة أنقرة على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إنّ عملية البيع تشمل حصول تركيا على 40 طائرة جديدة من طراز "أف-16" وحصول اليونان على 40 طائرة من طراز "أف-35" مقابل 8 مليارات دولار.
وأخطرت وزارة الخارجية، مساء الجمعة، الكونغرس رسميّاً بهذه الصفقة المزدوجة، وفقاً لما يقتضيه القانون الأميركي.
ولتنفيذ هذه الخطوة، كانت الولايات المتحدة تنتظر أن تتسلّم وثائق تصديق تركيا على عضوية السويد في "الناتو"، وفق ما قال مسؤول أميركي اشترط عدم كشف هويته، ما يعكس الطبيعة الحساسة جدّاً للمفاوضات التي كانت جارية.
وبصفتها الأمينة على اتفاقية شمال الأطلسي، يجب أن تودع كل وثائق التصديق في العاصمة الفدرالية الأميركية التي تستضيف في تموز قمة في ذكرى مرور 75 عاماً على إنشاء "الناتو".
ويفرض القانون الأميركي إخطار الكونغرس بأيّ عملية بيع لأسلحة أميركية إلى حكومة أجنبية.
وكانت قضية طائرات "أف-16" التي تحتاج إليها تركيا لتحديث سلاح الجو، موضع مفاوضات طويلة بين واشنطن وأنقرة إثر تقدم السويد بطلب انضمام إلى "الناتو".
وصادق البرلمان التركي، الثلثاء، على انضمام السويد، ليُنهي مفاوضات استمرّت عشرين شهراً بين ستوكهولم وأنقرة بهذا الشأن، كانت بمثابة اختبار لعلاقات أنقرة مع حلفائها الغربيين الراغبين في تشكيل جبهة موحدة ضد موسكو في سياق الغزو الروسي لأوكرانيا.
ورفضت تركيا في بادئ الأمر طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي على خلفية إيواء ستوكهولم مجموعات كردية تعتبرها أنقرة "إرهابية". وطالبت أن تجري السويد سلسلة من الإصلاحات واشترطت لاحقاً المواقفة أيضاً على صفقة بيعها هذه الطائرات الأميركية.
وبغية تلبية شروط أنقرة، عدّلت السويد دستورها وأقرت قانونا جديدا لمكافحة الإرهاب. واتّخذت خطوات أخرى طلبها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وكانت السويد أعلنت في أيار 2022 إثر الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط من السنة نفسها، ترشحها للانضمام إلى "الناتو" إلى جانب فنلندا التي أصبحت في نيسان العضو الحادي والثلاثين في الحلف.
جهود ديبلوماسية
ولطالما أيّدت الحكومة الأميركية بيع هذه الطائرات إلى تركيا، إلّا أنّ أعضاء في الكونغرس ولا سيما من الحزب الديموقراطي عارضوا ذلك وعطّلوا الصفقة مشدّدين على السجل السلبي لتركيا على صعيد حقوق الانسان والتوترات مع اليونان.
وربط هؤلاء الموافقة على هذا العقد بمصادقة تركيا على انضمام السويد.
وأعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بن كاردن، في بيان نُشر مساء الجمعة، عن موافقته على اتفاق البيع، مشدّداً على أنّه "لم يتّخذ هذا القرار بخفة".
ويملك الكونغرس صلاحية تعطيل الصفقة من خلال قرار مشترك، لكن لا يتوقّع ذلك إذ إنّ شرط المصادقة على انضمام السويد قد لُبّي.
وأجرى وزير الخارجية الأميركي سلسلة مكثفة من المباحثات الدبلوماسية بين أثينا وانقرة للتوصل إلى هذا الاتفاق مؤكدا ثلاث مرات للرئيس التركي خلال زيارة لأنقرة بعيد زلزال شباط 2023 أنه لن يحصل على طائرات من دون المصادقة، على ما أوضح المسؤول الأميركي.
وتطلب الاتفاق التزام أثينا المسبق بعدم تعطيله مع حصول اليونان بالتزامن على طائرات "أف-35" أكثر تطوّراً.
وكانت اليونان اعترضت بقوّة على بيع طائرات مقاتلة من طراز "أف-16" إلى تركيا بسبب نزاعات حدودية بين البلدين لا سيما في شرق المتوسط الغني بموارد الطاقة.
إلّا أنّ فصول التوسيع الجديد لحلف شمال الأطلسي لم تنتهِ.
فيبقى على المجر المصادقة على انضمام السويد رغم وعود بودابست بأنها لن تكون البلد الأخير الذي يعطي الضوء الأخضر.
وتوقعت مصادر في واشنطن أن يحتاج هذا الأمر إلى أسابيع إضافية لكن المجر تعهدت المضي قُدماً، ما يسمح بتوقع مراسم لرفع العلم السويدي خلال الاجتماع الوزاري المقبل لـ"الناتو" في مقره في بروكسيل في نيسان.