النهار

حفلات مصارعة الثيران عادت إلى مكسيكو وسط احتجاجات المناهضين لها: "التعذيب ليس فناً ولا ثقافة"
المصدر: "أ ف ب"
حفلات مصارعة الثيران عادت إلى مكسيكو وسط احتجاجات المناهضين لها: "التعذيب ليس فناً ولا ثقافة"
حفلات مصارعة الثيران في مكسيكو (أ ف ب).
A+   A-
عادت حفلات مصارعة الثيران الأحد إلى مكسيكو التي تُعدّ حلبتها الأكبر في العالم، بعد أكثر من عام على الحظر الذي ألغته المحكمة العليا أخيراً، مما أثار غضب المناهضين لهذا التقليد ودفعهم إلى تنظيم تظاهرات احتجاجيّة.

وتوافَدَ عشرات الآلاف من هواة النوع إلى الحلبة التي تتسع لنحو 41 ألف متفرّج لحضور أول حفلة مصارعة ثيران في الموسم، وشارك فيها مصارع الثيران المكسيكي خوسيليتو أداميه الذي تعرّض لإصابة في نيسان الفائت في ساقه اليسرى من جرّاء تلقيه ضربة من قرن أحد الثيران.

وتوسطت لافتة كُتِبت عليها عبارة "الحرية. الثيران، ثقافة حية" الحلبة التي كان خوسيليتو أداميه ودييغو سيلفيري يواجهان فيها الحيوانات بالمناديل البيضاء التقليدية.

وشكر خوسيليتو أداميه في منشور "كل الجمهور المكسيكي ممثلاً بجميع الحاضرين في حلبة مكسيكو"، واصفاً إياه بأنه "جمهور لا مثيل له"، وملاحظاً أنه "يُبقي مصارعة الثيران حية، إذ يتحلى بالصبر في انتظار عودتها، وهو حنون ونقدي وعاطفي".

وقالت المعلّمة أليخاندرا دياز (49 عاماً) في تصريح لوكالة "فرانس برس" "أنا متأثرة جداً، إنه أمر كنت أنتظره منذ وقت طويل"، مشددة على "أهمية ثقافة مصارعة الثيران".

أما خوان لويس موراليس، وهو مُدرّس في الثانية والخمسين، فرأى أن موقف المتظاهرين المحتجين "محترم"، لكنه دعهاهم "في الوقت نفسه إلى احترام شغف" هواة مصارعة الثيران.

وفرضت الشرطة طوقاً حول الحلبة لمنع المتظاهرين المعارضين لمصارعة الثيران من دخولها. ورفع هؤلاء شعار "التعذيب ليس فناً ولا ثقافة".

واعتبرت المتظاهرة غابرييلا مارتينيز البالغة 62 عاماً لوكالة فرانس برس دامعةً أن وجود المحتجين مهم لأن مصارعي الثيران "سيعاودون همجيتهم وقسوتهم ومجازرهم"، واضافت "يجب ألا يحدث ذلك، وعلينا أن نبعث لهم رسالة واضحة جداً".

وحظرت مصارعة الثيران في مكسيكو في حزيران 2022 بموجب حكم أصدره قاض في مكسيكو في دعوى رفعتها جمعية "جوستيسيا جوستا" للرفق بالحيوان.

وفي 6 كانون الأول 2023، فسخت المحكمة العليا هذا القرار. وأفادت الصحف بأن القضاة اكتفوا بتناول الجوانب الفنية، ولا يزال يتوجب عليهم اتخاذ قرار في شأن أساس المسألة. ويراهن المناهضون لمصارعة الثيران على صدور قرار نهائي في الأسابيع المقبلة.

وإلى جانب كون مصارعة الثيران تقليداً يعود إلى الغزو الإسباني في القرن السادس عشر، تُبرز أوساط مصارعة الثيران ثقلها الاقتصادي، إذ تشير البيانات الرسمية العائدة إلى سنة 2018 إلى أنّ مصارعة الثيران حققت عائدات بلغت 414 مليون دولار ووفرت 83 ألف وظيفة مباشرة.

وأشار الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في 8 كانون الأول إلى إمكان إجراء استفتاء شعبي في مكسيكو لاتخاذ قرار في شأن مستقبل مصارعة الثيران.

وسبق لأربع من ولايات المكسيك الاثنتين والثلاثين أن حظرت عروض مصارعة الثيران.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium